الأربعاء، 22 أكتوبر 2008

نهي رشدي و قضية التحرش الجنسي ... مجرد بداية

اليوم كانت جلسة تاريخية في تاريخ القضاء المصري ... جلسة النطق بالحكم علي اشرف جبريل بالسجن 3 سنوات لتحرشه بنهي رشدي .
و بصراحة انا فرحت جدا للحكم . فرحت ببنت جدعة رفضت انتهاك حرمتها و اصرت تاخد حقها ... و الحمد لله خدته .
و فرحت ان المجتمع المصري بكل تناقضاته -و الذي كدت ان افقد الامل فيه -مازال هناك بصيص امل في رجوعه تاني ...
الجميل ان مقالي ده ح يدهش كتير قوي لان العلاقة بين الولد و البنت مقصورة و محصورة في نطاق الفراش و بس .يعني ممكن يصدقوا اي حاجة طالما دخلت في نطاق ثالوث التابوهات (الدين-الجنس-السياسة ) .
و لاني الحمد لله لدي صديقات يتمتعن بقدر واف من العقل و التدين و الاحترام مما يجعلني و بحق احسد نفسي عليهم ... لكن جعلني ايضا اعرف فيما يفكرون و كم المعاناة التي يحسسن بها .
معاناة من فرض قيود الضعف و الاضهاد مهما تفوقت ووصلت لاعلي المراكز . لكن لا يهم ... اذ انها –و استغفر الله العظيم- بنت.
حكم اليوم قد يكون مجرد بداية ... و لكن بداية لماذا ؟
اولا :
بالنسبة لكل فتاة تتمني ان تنتقل اليها تأثير حبوب الشجاعة فتصرخ رافضة اي انتهاك لحرمتها دون اتن تحمل نفسها خطأ حيوان في شكل ادمي .
الامر الذي سيقلل من نظرة الاستضعاف لدي كل شاب علمه المجتمع ان ذكوريته تعطيه الحق في ارتكاب ما لا يرضاه لامه او لاخته.
ثانيا :
ستجعل هذا الشاب الذي يعتقد ان اي فتاة هي لقمة سائغة و انها ضعيفة مكسورة الجناح لن تعترض و لا تملك حق الاعتراض ... اظنه سيفكر مرتين قبل ان يتجاوز حدوده.
ثالثا :
سيفتح الباب لكارهي الحياة بأن يملأون الدنيا ضجيجا عن مساوئ خروج المرأة للعمل و ان الافضل لها المكوث في المنزل ... و كأنهم قد استطاعوا حماية انفسهم اولا بدلا من خوفهم المرضي ... المهم ان الاسوأ في الطريقة التي يحلمون و يتمنون ظهورها ليجعجعوا ... فقط .
و مش مهم البنات او الولاد يتجوزوا او اي حاجة ... خللي الكبت يزيد و خلي الجرائم تكتر .
رابعا
سيفتح الحكم ابواب الانتقام من كل شاب لم تستطع اي فتاة اجباره علي الارتباط بها فتتبلي عليه و صدقوني سيصدقها المجتمع مهما كان بريئا .
خامسا
سيتم وضعي ضمن القائمة السوداء لاعداء التحرر في الوقت نفسه الذي سيكتب فيه نفس الاسم في قوائم المطلوب تصفيتهم او الانتقام منهم لجماعة لا للتخلف .
اذ ان المأساة في ان الحق في مجتمعنا له مليون تعريف و الف صورة و مائة مثال .
انا اريد ان اري مجتمعا تسود فيه المبادئ التي تربيت عليها دون ان اشعر بالاغتراب و انا وسط اناسا جعلوا الكذب و الخداع مهارة تحسب للقائم بها .
و جعلوا التهور و الاندفاع من شيم الرجال .
- لقد علمتني امي (كما تدين تدان ) و ربما كانت تربيتي علي يديها بعد وفاة ابي ما يجعلني احترم كل النساء اكراما لها .
فمن يقتنع برأي عقل يعمي عينه اذا تحدث مع رجل او امرأة تاركا للعقل ... و العقل وحده الكلمة الاولي .
اخيرا
اتعلمون ما هي مشكلة مجتمعنا بصراحة ...
اننا في حاجة لاعادة تشكيل عقولنا ... نتربي من البداية صح ... نتعلم ديننا صح ... نتفقه فيه بالقدر الذي يعرفنا روح الدين لا بالقدر الذي يدفعنا لازهاق روح الدين .
نتعلم الاخلاق عمليا و بصورة واقعية ... وليست مجرد مواعظ نغلق التلفاز حين تبدأ اذاعتها ... او نغير القناة علي اقرب اغنية .او رقصة خليعة .
نستغل الكتب في قرائتها و فهمها حتي نتطور ... لا في بيعها بالكيلو لملأها باللب و السوداني و الترمس .بعد ذلك لن يكون هناك حاجة لسن قانون التحرش الجنسي ... كما كان الامر في السبعينات و كانت الفتيات تسيربشكل اكثر اباحية من الان ... لكن الفارق ان التربية كانت صح .
اما الان فهي منعدمة. الان المنقبة التي لا يظهر منها اي شئ يتم معاكستها . و الاعتداء عليها ايضا .
سلبية و لامبالاة و خداع و زيف و كذب و نفاق .
و قلة ادب و مسخرة .

اخت نهي رشدي ...
الايام وحدها كفيلة بأثبات هل كان سعيك لاخذ حقك صوابا ام خطئا .
و رغم اقتناعي بعدالة قضيتك الا ان المشكلة ليست في شخصي الضعيف ..المهم المجتمع يفهم ...
اقول كمان؟