السبت، 22 مايو 2010

رش ال... عداوة

لا اعرفه ... و لا اتمني معرفته .
قد كنت ارغب في معرفة ردا عن سؤال شغلني كثيرا ... لكنني خمنت الاجابة ... و اقتنعت بها .
هو ...
ربما كان شابا ... او عجوزا ... او حتي امرأة ...
يظن انه يفعل خيرا ... بل يتيقن انه يفعل كل الخير ...
اصراره يؤكد ذلك ...
فهو ... كمن دي فريضة علي اكمل وجه و بقي انتظار الاجر و الثواب عند الله .
ربما كنت مثلي لم تراه ... او ربما رأيته و هو يفعل فعلته ... و لكنك تجاهلته تماما ... للاسف ..
فما الضرر في شخص يلقي بعض الزيت علي كل مكان يصلح للجلوس سواء علي كورنيش النيل او علي الاسوار المتاخمة للجامعة ... او علي المقاعد المخصصة للجلوس و الانتظار في اي شارع كمحطات الاتوبيس و غيرها ...
هو يعتقد انه يفعل ذلك كي لا يجلس عليه فتي و فتاة في وضع يراه هو من منظوره الديني جريمة ...
و لذلك فلكي لا يفعلا ذلك يفسد عليهما المكان و هو يعتقد انه بذلك سيطهر المجتمع من هؤلاء الفاسقن الاشرار الملعونين ...
كما يعتقد ان الله قد خلقه خصيصا ليعلي شأن الكلمة علي الارض و يقتص للفضيلة منصبا نفسه جلادا يستل سيفه ليبتر رؤوس الذنول قبل ارتكابها ...
و لا يهم في سبيل ذلك اي شئ ...
ليرخص كل غال من اجل اعلاء الرسالة ...
و لتنخفض الرؤوس و الهامات ان لم يكن طائعة فمجبرة ...
و لا يهم اي شئ ...
لا يهم ان كان هناك احدا انقص السن أو المرض من قوته فصار يبحث عن مكان يجلس عليه ... فلم يجد غير مكانا قذرا لا يصلح للجلوس ...
و لا يهم ان كان هناك من رد عناده بعند اكبر و صار يحطم المقاعد بأزالة خشبها او يكسر الاسوار فيخلع احجارها طلبا لمكان للجلوس ...
هلي توقف العشاق عن الاجتماع و الجلوس ؟
كلا ...
بل هنيئا له ...
لقد اتخذوا من الاماكن ما هو اخطر ... و بدلا من الجلوس اتمام الناس يحكمهم مجتمعا لا يتواني عن معاقبة من يتجاوز و يخطئ ...
اتجهوا لأماكن خفية يباركهم فيها الشيطان ...
هنيئا لذكاءك و لما فعلت ...
بدلا من توفير اموالك و جهدك في طريقة لحل ازمة الزواج في مصر و انتشار العنوسة و بدلا من ان تستغل اصرارك هذا في تخفيف كم الاحباط في مصر تزيده بكم اكبر من الحنق و الكراهية لكل شئ ...
لقد صرت ملعونا من الاثنين ...
الرافض لفعلك ... و المؤيد ايضا ....
فصرت من اولئك الذين حبطت اعمالهم و هم يظنون – او مثلك ممن ملأهم اليقين – بأنهم يحسنون عملا ...
سامحك الله .

الخميس، 6 مايو 2010

استاذي الفخراني

قيام
تعظيم سلام
ارسال
السلام عليكم و رحمة الله
جلوس

كانت تلك المقدمة المعتادة ... و علي الرغم من مرور اكثر من 22 عاما(يناير 1988) الا انني مازلت اتذكرها ...
و كيف لي الا افعل ...
أ محمد الفخراني
استاذ اللغة العربية و التربية الاسلامية ...
الرجل الذي فقدته فجأة ...
و لم افق من صدمتي حتي الان ...
و لا اصدق انه ذهب ...
كيف و هو لم يغب عن ذاكرتي ابدا ...اقارن بينه و بين كل من يدرس لي ...و منذ 1988 وحتي 2001 عندما رأيته ثانية .
منذ كنت في الصف الثاني الابتدائي بمدرسة اسامة بن زيد الابتدائية المشتركة بالمنوات و حتي صرت طالبا جامعيا في كلية الحقوق جامعة القاهرة
فصار وحده من يحاسبني بأبتسامته التي تحمل اكثر من معني ... ابسطها كيف انا الان ؟
هذا الرجل الذي تعجبت عندما وجدت اسلوبه الفريد في الشرح ... و ابتسامته و مزاحه مع الجميع.
اتذكره و هو يداعبني و يخطئ متعمدا في اسم والدي ...
لاكتشف انه كان صديقا له
و اتذكر تعامله مع زميلة لي بشكل اظنه عنيفا لدرجة النني سألت احدهم لماذا يقسو عليها بالذات اذا اخطأت و لماذا لا يتعامل معنا يمثل هذه القسوة ...
ليجيب بأنها ابنته .
و اتذكر عندما فوجئت و انا بعد في السنوات النهائية قبل تخرجي 2002 من كلية الحقوق بأبتسامته الهادئة و هو يمارس عمله كمراقب للجنتي ...
و قدر المسئولية التي شعرت بها وقتذاك و انا اتخيل حوارا لا يسمعه سواي عن تلميذا ناله النضج امام استاذه ...
و كيف تغيرت حماسني للنجاح فصارت في اعلي درجاتها .
كنت قد نلت من الاحباط و الاكتئاب ما نلت...و ذلك لاسباب اتمني ان تموت من ذاكرتي .
المهم انني لم اعد ذلك المحمود الذي عرفه الجميع ...
لا يهم عندي نجاح و لا غيره .... و بالاحري لم يهمني تقديرا ...
و رأيته ...
و اخترقت ابتسامته الهادئة تلك ذاكرتي و كياني كله .
و لم ادر ماذا حل بي ...
بعد ان كنت استسلم تماما لقدري و انني راسب لا محالة ابذل جهدا لا يتصوره احد لكي انجح ...
الايام القليلة و التي لا تتجاوز الثلاث او الاربعة ايام بين الامتحانات كانت هي منفذي لمذاكرة عام كامل ...
و اراه كل يوم بأبتسامته يسألني هل اريد شيئا ...
ليدفعني دفعا لافترس ورقة الاجابة املأها ...
و بعد ان كنت في القاع وجدت نفسي اقترب و بشدة من النجاح بتقدير ...
و عندما وجدت نتيجتي معلقة تخيلته بجواري يبتسم نفس ايتسامته الهادئة ...
و يقول لي مبروك..
و تمنيت لو كنت رأيته في مرحلة الدراسات العليا ...
اعتقد انني لو كنت رأيته وقتها لكنت احمل الدكتوراة الان .
اتذكره عندما ذهبت مع والدتي لمكتب البريد لقبض معاش المرحوم والدي ... واراه
بابتسامته الرائعة و روحه التي مازالت ترفرف في كل مكان زاره ...
ابتسامته وقتها جعلتني اهتم بقريتي لتحتل و لو جزءا من كتاباتي ...
فكان بحثي عن المنوات
ثم قصة سركي معاش
و تمنيت لو قرأ اي مما كتبت ...
تمنيت ان اعرف رأيه و اسأله هل استحق حقا ان اكون تلميذا له ؟
هل صرت كما يريد؟
ام خيبت ظنه في ...

كلما اتذكره الان الوم نفسي علي خوفي من التحدث معه كثيرا ... علي رهبة مازالت بداخلي كلما التقيت اساتذتي ...
علي احتراما عظيما صار هو و الدماء واحد لا يمكن اخراجه من العروق.

استاذي ...
ربما لن اراك بعد الان ...
ولكن منذ متي وانا احتاج لرؤيتك حتي اشعر بوجودك جواري ...
مثلك يا استاذي يمتلك حضورا في غيابه ...
و يمتلك قدرا لا بأس به ابدا في ذاكرة من التقوه ووجدوا انفسهم لا يستطيعون الا مبادلته الحب ...و الاحترام ...
مثلك يا استاذي لا يموت ابدا ...
يظل واقفا شامخا كالجبل ...
و يبتسم .