الأحد، 5 يوليو 2009

عن فيلم دكان شحاته ...

لم اكن يوما ناقدا سينمائيا و لن اكون.
و لكن فيلم خالد يوسف دكان شحاته جعلني اتوقف امامه لان رسالته قد وصلتني ... استغلال رائع لكل الادوات السينمائية و توظيف امكانيات الفنانين و الكومباس قبل النجوم لاري معزوفة لا وجود للنشاز فيها اللهم الا بعض الاشياء.
و لكن لان العمل في مجمله جيد سأبدا بالايجابيات
اولا.... فمع فيلم كهذا تتواري كل السلبيات .
قصة الفيلم لا داعي للنظر فيها ... ليس لانها قصة عادية لا وجود لما نريده فيها من خيال قح او واقعية صرفة ... بل لنقل هي صرخة اراد خالد يوسف التمهيد لها قبل اطلاقها ... ضعف طفل –شحاته-ماتت امه عقب ولادته امام اخوته من الاب-حجاج-(محمود حميدة) الذي يحنق علي امهم هروبها غادرة به . ولكنه يحاول معاملتهم بطريقة عادلة ليظلوا في رباط الاخوة ... ولكنهم يخرجون عن هذا الرباط ... يزأرون بالشكوي من محاباة اخيهم فيكيدوا لهذا الاخ الذي يجد سلواه الوحيدة في حبيبته -بيسة-(هيفاءوهبي) متحملاطلبات اخيها –عمرو عبد الجليل-الطامع في نصيب الاخ من الدكان الذي وهبه لهم بالاضافة لمكان يأويهم صاحب الفيلا-عبد العزيز مخيون- الدكتور المثقف المعارض للحكومة. ليعوض فقره و حياته المضطربة فتارة يعمل في موقف ميكروباص يحاول فرض اتاوة علي السائقين تنتهي في الغالب بمشاكل في قسم البوليس و لا يجد غير حجاج الاب الذي يقف بجواره ... وتاره يتهجم علي مدرسة مرتديا ثوب البطولة امام محبوبته الطالبة الصغيرة و التي يرتبط بها فيما بعد .
و تتصاعد الاحداث ليدخل الاخ شحاته السجن بمكر من اخوته و يبيع الاخوات ما وهبهم اياه صاحب الفيلا و ترغم بيسة علي الزواج من اخ شحاته و تتغير احوال الاخوة الذي يلعب المال بهم فيزيدهم بعدا عن اخيهم الذي يخرج ليجد الدنيا قد تغيرت و الاحوال العامة للناس قد صارت مؤلمة فيحاول البحث عن اخوته ليعوض الدفء الذي افتقده طيلة سنوات السجن.
و لكن ينتهي به الامر الي الموت مقتولا علي يد اخيه رغم انه لم يأت منتقما كما كان يظن .
و يتعهد شباب الموقف الذين اعجبوا شخصية شحاته علي الانتقام له من المجتمع بكامله الذي لم يقدر طيبته و لا براءته ليشيعوا الفساد و الفوضي اكثر و اكثر .
لينتهي الفيلم علي اغنيه مين راح يهمه و التي تختتم هذه المأساة .
بالطبع لم يكن اداء الممثلين سيئا – بالنسبة لي علي الاقل فلم اشعر بأي نغمة نشاز وسط الممثلين حتي هيفاء اعتقد انها اجادت في دورها.و ان كنت اعيب استغلالها في مشاهد و لقطات مثيرة كانت و الفيلم في غني عنها ... ولكن ربما نتيجة تأثير الجانب التجاري علي الجانب الفني قليلا .
لقطات التصوير كانت اجمل ما في الفيلم بهدوءها و لقطاته الجميلة و كان التوظيف جيدا في لحظات التوقف في عرض مشكلات البسطاء من المياه التي تباع و الاقتتال علي رغيف العيش و الانتخابات الرئاسية و الطمع و البلطجة و الفوضي و فساد المدرسين .
بالاضافة الي تركيزها علي وجوه الممثلين ليخرج كل منهم افضل ما لديه .فصنع كل منهم بدوره التأثير المطلوب و بشدة.
بدءا من بطل الفيلم - عمرو سعد - و الذي يستحق التشبية بأحمد زكي ومفاجأتي الشخصية برامي غيط الوجة الجديد الذي ادي دور فتوة الموقف الذي لا يستطيع تحمل قلمين .كان دوره لذيذا و استطاع بخفة دمه منافسه عمرو عبد الجليل واعطي بأداءه تأثيرا جيدا في نهاية الفيلم ...
و عبد العزيز مخيون بهدؤه المعتاد و حضوره القوي .
و الاب محمود حميده في دور يضيف الي رصيده.
حتي ام انجي الطالبة التي تزوجها عمرو عبد الجليل ادت دورها رغم مشاهدها القليلة بصورة جيدة معطية للام العمياء عمقا رائعا و كأن الفيلم او كأن خالد يوسف يريد ان يقول ان ابطاله و نجومه هم كل من يعمل في الفيلم فالكل مسلط عليه الاضواء.
ادع الباقي للمتخصصين و اتحدث عن اكثر ما شدني في الفيلم .
لماذا نشكو من البلطجة و الفوضي و نحن من صنعناها بفسادنا نحن و اهمالنا و لا مبالاتنا .
هل نؤمن بأن ريهام الشر طالما كانت بعيدة عنا لن تؤذينا و لن تصير ابدا سيلا جارفا و اعصارا يغرقنا تحته؟
هل نؤمن بأننا ابرياء من صنع كل المشكلات التي نشكو منها الان.
و هل تظل الحكومة هي المتهم الاول و الاخير في كل الجرائم .
و هل نحن لم نستغل حقا الفرصة في التغيير في انتخابات الرئاسة ؟
كلها اسئلة اجاد خالد يوسف في عرضها .
و لا نلوم غير انفسنا عند الاجابة عليها .
خالد يوسف ... شكرا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يشرفني قراءة تعليقك ايا كان... فردودك اثبات وجودك