الجمعة، 2 أكتوبر 2009

كعب اخيل

هي : تنهدت في بطء و هي تتابع اقترابه منها ... تراه واثقا الخطوة يمشي ملكا كلما خطا خطوة كلما تصاعدت دقات قلبها راسما صورة فارس الاحلام التي احتلت عقلها منذ وعت ... و تصاعدت اكثر كلما طابقت هذه الصورة مع صورته ... ادمانها لكلمات الحب حين تسمعها من شفتيه ... الدفء اللذيذ كلما مست اصابعها اصابعه أو أحتضن لسانها بلسانه ينسيها مخالب شبح يهددها كلما زادت سنوات عمرها فتزداد تنازلاتها بأي شكل و تحت قانون خاص تحدت به كل القوانين ... انها تريده ... وهذا يكفي لكي تستسلم له تماما .
هو: لم تكن الاولي و لن تكون الاخيرة ... مجرد فتاه تحتاج بعض الوهم لكي تعيش متوجة في مملكة الرومانسية الوهمية ... و كان يملك ما تريده معنويا ...و تملك هي ما يريده مجسما ... بعد كل ما لاقاه صارت هي نقطة النجاح الوحيدة وسط كتلة الفشل التي يحياها ... يداعب مصحفه كلما ازدادت قسوةالواقع و احباط المستقبل و كراهيته لكل ما و من حوله...
- انت بتقرا قرآن ؟! ... ح يقولوا عليك ارهابي.
- انا بأقرا قرآن... علشان م ابقاش ارهابي.
و لكنهم لم يصدقوه ... ساعات التعذيب اعجزته عن حسابها ... انتهكوا ادميته بكل الطرق ... المساومة واضحة ... اما ان تكون معنا ... او نكون عليك ... رفض ... دفع الثمن غاليا ... تركوه حطاما ... جاءته تلملم بقاياه .
هما : شحذ لسانه بأسنانه كسيف يستله كلما قابل فتاة ... تماما كما تفعل هي بنظراتها كلما قابلت فتي ... يجيدا لعب دور الضحية و يطيعا ما يلقنهما به المجتمع
- ح نعمل ايه النهاردة ؟... - و هو احنا بنعمل ايه كل يوم ؟
خطوات اقدامهما صادقت الطريق من كثرة اللقاء ...
- بس ده حيعدي النهاردة ... - و ايه يعني...
- ف نفس المكان... - هو مش مكفيه البلد كلها جاي كمان يضيقها علينا ؟ ... جاي كمان ياخد طريقنا ؟
- ماعلش ده يوم... - لأ.... - اعقل ... - كفاية بقي .
صمتت ... ظنتها مجرد كلمات ... عقارب الساعة كقدمي حصان يعدو بأقصي طاقته ... جاء ... يبتسم ملوحا بيده من السيارة تاركا حرسه الخاص يدفعونهما بخشونة اكثر و اكثر الي الخلف ... تمسك به بقوة ... تحس بغضبه ... تستميت اصابعها في محاولة امتصاص غضبته ... لكن عينه لم تعد تري غير اليد الملوحة ... يتملص منها فجأة و هو يعدو بأقصي قوته صارخا ... صرخت ... انتبه الحراس ... بضع طلقات تكفلت بأعادة الهدوء ... دموعها تنساب لتفترش الارض حيث تهاوت جثته خلف السيارة المتهادية ... تلمح بالكاد اليد التي لم تتوقف قط عن التلويح رغم خلو الطريق ... و فوهة مصوبة في هدوء لم تميز في ملابس صاحبها غير علم وطنها ... وطريقا كان يرتوي بكلمات الحب ... فصار يرتوي بالدماء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يشرفني قراءة تعليقك ايا كان... فردودك اثبات وجودك