الاثنين، 28 سبتمبر 2009

مثني و ثلاث

هي :
يجلس بالخارج قبالة والدي... و بذور الخجل في قلبه تنبت حبيبات عرق زادته ارتباكا ... تترنح السعادة و انا احاصرها في صدري ...سيصبح زوجي ... اغمض عيني متخيلة اياه يحيطني بذراعيه ... يحتويني ... يخلع عني ملابسي ليغطيني بعينيه ... يضمني الي صدره القوي ... اغوص في داخله ... قبل ان اخبأه في حضني ...
- ماعندناش بنات للزواج .
تتهشم كل احلامي تحت قدم والدي الذي يصفعنا بعبارته ... يخرج هو متخاذلا .انظر لظهرسترته ... تتغلغل عيني في لونها لا اصدق انهيار الحلم بهذه السرعة ... لم يعد لي سوي الدموع ... لماذا لا تنهمر ...
- لن يتزوجك ابدا ... يكفي ما فعله اباك بعائلتنا منذ زمن ...
تدفن والدتي رأسها خزيا ...غدا سيتزوجك من هو افضل منه .
- ومن ذا سألت الافضل ... انا اسأله هو ... اريده ... وعدته ووعدني ... فهمته وفهمني رسمنا في صفحة كتاب العشق اسماءنا ...متي سيفهمونني ...تبا للاباء ...
للمرة الاولي علا صوتي فوق صوت ابي ... بادلني الصياح ... صرخت ... اريده هو ... صفعني للمرة ال...
تهاوي جسدي ... عندما افقت كنت في الفراش ... ارتدي الابيض ... لم امت بعد...لكن سأفعل ... تمتد يدي الي مصحفي ... اخرج من طياته ورقة صغيرة كتب عليها بحرص:
-"حبيبتي ...سأتي اليوم لأقابل اباك ... إلق لي من عينيك بعض الشجاعة عند دخولي و بعض الحب حتي اعيش"
هل نسي شيئا ... نعم ... ان يؤهلني لرفض اهلي له...لكن هل ذنبي انه ابن ذلك الرجل الذي ...
تركت نفسي فريسة الافكار ... هل نهشتني ؟...اضعفتني ... اخرج صورته من صدري ... ابتسامته انتزعتني من كل الدنيا ...يراودني عن نفسي ... او كنت انا الذي اراوده ... تذكري لصفعة ابي يجعلني احاول اغراء الصورة اكثر و اكثر ... اضمه لصدري ... اتذكر امي و نظراتها المخزية ... امد يدي لملابسي و امزعها بعنف ... و الصورة تبتل من فعل فمي بها ...وانا اتخلص من بقايا ملابسي ... اشعر بنظراته ... يرتجف جسدي فأدفن الصورة في صدري اكثر و اكثر ... و اغمضت عيني وعقلي يذهب معه بعيدا ... اطلق أهة عالية ... ويدي ترتفع بقطعة الورق التي كتبها و قد زينها دماء بكارتي ... ابتسمت و انا احيط فرحة العمر بشفاهي ... تاركة الدماء تنزف من شرايين قلبي حتي الموت .

هو:
- عارف اول مرة ليا كانت ازاي؟
غطتني غيمة شفقة مع تسارع انفاسها الذي يعلن بكل وضوح اجهادها الشديد ...
اعلنت عيني بكل وضوح عجزي عن الاجابة ... تركتني احترق قليلا قبل تلقي بمطرها ...
- حبيت اجرب ... و كان املي ان التجربة تستحق..
تبندلت كلماتها في اطار عقلي ...وحروفي تقمص دور العقارب ...
- و النتيجة ؟
ندمت علي تسرعي ... لكنها وأدت ندمي بسرعتها ... امتدت يدها لتمزق ما تبقي من ملابسها ... انزاحت عن لحمها كغبار يفترسه اعصار ...
وعلي الرغم مما كنا نفعله بحماس محموم منذ قليل ... الا انني اشحت بوجهي خجلا ... لكنها لم تعطيني الفرصة ... ضحكتها الساخرة اغلقت ابواب الهروب امام عيني فردتني اليها ...احتضنتني ...تصنمت ... اشعر بأصابعها تعبث في جسدي ... اراها تفعل بي مثلما كنت افعل بها ...بل كانت اشد شراسة ...كأنها تنتقم في جسدي من كل شئ ... واحساسا بالراحة كآنها تزيح عن كاهلي خطيئتي يتهاوي بأسرع مما ينبت و الحقيقة تتضح امامي كضوء مباغت ... تتساقط عيني ارضا و اصوات اصدقائي خارج الغرفة تتصايح مشجعة ...
قبل ان يأتي الدور عي التالي الذي يقتحمنا لتحتضن عيناه جسدي الملقي علي الارض ... و ابتسامتها التي تعلن انتصارها التام في لعبتها الازلية .
هما :
احست بقطرات عرقة تصفع جسدها العاري و هي تتابع عينه المتسمرة علي المنديل الابيض في انتظار اي بصقة دم .
يحاول مرة و اخريات ... وخبرته في النساء تعلن له النتيجة بوضوح ... حاول ان يحسم امره ... فكر ان يصفعها ... فشل ... تمدد جسدها العاري امامه جعل شهوانيته تنتصر علي كرامته ...ازداد عنفا متذكرا تكاليف الزواج التي احنت كتفيه .
اعطت له ظهرها لتخفي امتعاض ملامح وجهها ... دافنة رأسها في الوسادة لتقاوم شعورا بالغثيان يداهمها ... و هي تستحم بأمطار عرقه .

انا:
جالسا في المقعد المفضل لي في الأتوبيس حيث يسمح لي بأن ارفع قدمي لأكتب أو أسند كتابا لأقرا ... يجلس بجواري من يجلس ...لا يهم ... مادمت انسج خيوط عالمي الخاص منعزلا فيه طوال المسافة ...
- بيروح القرافة ده؟
اقتحمت ذهني صورتها... امرأة يكاد عمرها يقارب عمر شقيقتي الكبرى... تجلس بجواري و تضع ابنتها علي قدميها و سؤالها يضيع أثره و زوجها يجلس في مكان أخر ينعتها بصفات بذيئة للا سبب و تقاسيم وجهه تعلن احتكارها للغضب الإلهي عليها للابد ...
الطفلة تلتصق بي كمن يبحث عن أحضان دافئة ... لم اعترض ... شعورا داخلي بالأبوة منعني إلا أن انظر إليها و ابتسم ... و قلمي يتراقص علي الورق بسرعة محاولا مقاومة اهتزازات الأتوبيس الوحشية ...
لكن إحساسا بان أمها أيضا تزيد من التصاقها بي القي بالقلق في صدري... محاولا التملص من ملمس جسدها الطري و أنا انكمش في الكرسي مبتعدا عنها لكن محاولتي تلك قوبلت منها بزيادة الضغط علي ... و العجيب أن لا أحدا في الأتوبيس المزدحم أعطي لنا اهتماما ... كتفي يغوص تحت ذراعيها ... اشعر بالتقزز ... أحاول أن اشغل نفسي بأي شئ ... مؤنبا نفسي لأني نسيت المصحف الخاص بي في المنزل لتسرعي بالخروج ...
تقترب محطة نزولها ... أتوقع أن تحررني و تذهب ... لكنها تجمدت لا يبدو عليها أي شئ... اشعر بالاختناق ... اقف فجأة كمن يهم بالنزول ... مفاجأتي افاقتها و أعادتها إلى عالم الواقع ...
زوجها ينعتها بأحط الصفات و هما يهرولان للنزول تاركين الطفلة الصغيرة تهرع خلفهما و هي تنادي عليهما ... اتبع رحيلهم بعيني و عيونهم ترتسم فيها اكثر من نظرة ...
التفت لأجد بجواري فتاة صغيرة ... أحدق فيها بعيون تشككت في كل شئ... حاولت الابتسام و هي تقول:
- هو ده طريق القرافة؟
و أشيح بوجهي دون أن أجيب. متطلعا من الشباك الزجاجي المترب علي نظرة امتنان لم تذب بعد .
www.policy1.jeeran.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يشرفني قراءة تعليقك ايا كان... فردودك اثبات وجودك