الأربعاء، 20 مايو 2009

عجل السامري

خبر سيصدم الكثير والكثير من دعاة السلفية ممن يحاولون افهامنا ان المرأة الاسلامية لابد و ان تعود لبيتها و ان كمنت في هذا البيت فلابد و ان تزداد كمونا و ذلك بعزلها و انعزالها عن كل المجتمع و انشطته سواء علميا او دينيا من خلال الفتاوي الغريبة و التي لم يشهدها الاسلام الا في احلك فترات ظلمته.رغم ان المرأة كانت هي اساس الحضارة الاسلامية التي اخذنا نتباهي بها يوما ... ثم تباكينا عليها الان .

و بدلا من اتخاذ الرسول عليه الصلاة و السلام قدوة نسير علي ضياءها و نستمد من حكمته النورانية مبادئا تنير لنا كل الطرق و ننظر كيف كان يهتم بتربية المرأة و التي ستقوم فيما بعد بتربية ابناءها ... صار لنا كالسامري عجلا نعبده غير الله و نخشاه خشية الموت و هو من يملك النقود .
اعلم ان الامر صادم ... و لكن لا اجد تفسيرا لما أراه امامي من محاولات خلجنة مصر مستخدمين السياسة و ان فشلت كان الاقتصاد ... و لان المال بيدهم فلابد من اقتران وسائل الخلجنة بما يضعه المصريين في خانتهم الاولي ... العقيدة و الدين ... و لان المصريون من اكثر دول العالم تسامحا لانهم يتمسكون بأصول الدين لا شعيراته كان المجال واسعا لكل هذه المحاولات و التي تتخذ شكلا هو اقرب للمسرحيات الهزلية .
كيف ؟
كان الداعية _و ان كنت اعترض عل هذه الكلمة في مصر اذ انها تعني اننا علي كفر و العياذ بالله و هذا الداعية يدعونا الي الاسلام _ فألي من و الي ماذا يدعوا؟
و ما هذا الذي يرتديه ؟
هل هو زي الازهر الذي اعتدناه و اعتدنا بذر مهابته في القلوب منذ الصغر ؟ لتنمو هذه الرهبة و تثمر الشجرة نبتة تورف احتراما و تقديسا .
ام هو زي سعودي خليجي كأننا نتشبه بهم .
و اذا تشبهنا بهم فألي اي حد ؟
هل سنفعل مثل الشافعي – و ما ادراك ما الشافعي – فنفهم ان لكل مجتمع خصائص و سمات لا يوجد غير الاسلام قادرا علي التوفيق بينها ؟
و لم ؟
هل لان الاسلام مبادئ ... ام لانه مظاهر و شكليات ؟
الخبر هو اختيار عاهل المملكة العربية السعودية لنورة الفايز نائبة لوزير التربية و التعليم ومهمتها الوظيفية هي القيام بدفع حركة تعليم البنات .
و سبب اهتمامي بالخبر يتلخص ف تنبؤات بأن الخطاب الديني المعتاد بمنع التبرج والذي لا يعني كما افهمه و اعتقده الاحتشام و التمسك بمبادئنا الاسلامية قدر ما يعتقدونه (هم) من انه وأد للبنات بمعني لا خروج لقضاء اي حاجة الا للموت و لو استطاعوا دفن المرأة في منزلها لفعلوا .
ستجدون قريبا ..و قريبا جدا دعوات للمرأة بالخروج واهمية التعليم و التعامل مع تكنولوجيا العصر و اهمية اعداد المرأة للقيام بوظائفها الحضارية .
يا سبحان الله ..
بين ليلة و ضحاه و بقرار من عاهل السعودية يتغير الحال من النقيض الي النقيض !!! من الحرام الي الحلال .!!!
نعم ... فهذا هو عهد السامرية الذي يريدونه و هذا هو ديدن الكهنوت الذي يضعون اركانه بحسن او سوء قصد لا اعلم انما علم ذلك عند ربي .
و اذا كانت مشكلة الاخت نورة الفايز عظيمة حقا في مواجهة تقاليد مجتمع يعتبر المرأة مخلوق في مرتبة متدنية عن الرجل لا يهتم بها و لا يعطيها الا ما يضمن لها مجرد الحياة و ذلك من مفهوم العصور الوسطي .
فأننا هنا في مصر لا نؤمن بها الا شريكة حياة بل هي اساس الحياة نفسها ...
هنا في مصر تعلمنا احترام امهاتنا و العطف علي اولادنا و الحنان علي اخواتنا .
هنا في مصر و منذ عهد الفراعنة للمرأة ذمة مالية خاصة بها و لها حق التملك بعيدا عن زوجها اي انها من الممكن ابرام العقود دون اذن الزوج . و ان كانت تلتزم بطاعته .
و لم يكن من الممكن في ظل هذه العقيدة ان تظهر مصطلحات مثل الكبت و التحرش و غيرها من لوازم الخلجنة و التي صدروا لنا مفرداتها بعيوبها فقط دون غيرها .
و هل في الخليج الا عيوب ؟
لو كانت هناك معارضة بالمعني الصحيح للكلمة لوجدنا قوائم بهذه العيوب... و لاختفي مصطلح (طويل العمر) – قصف الله اعمارهم جميعا – من الوجود .
و لاختفت شكل الحكومات الاوليجارشية السائد هناك .
و لظلت مصر هي المعلم الاول و القدوة لهم مهما كانت حالتنا الاقتصادية .
سامح الله حكامنا.
محمود فاروق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يشرفني قراءة تعليقك ايا كان... فردودك اثبات وجودك