الخميس، 28 مايو 2009

رسالة لمباحث امن الدولة


السادة الافاضل مباحث امن الدولة.
عزيزي الضابط او الفرد المختص بالرقابة علي ما يكتب في المدونات.
تحية طيبة و بعد.
طبعا عندما تمارس دورك الوظيفي في قراءة المدونات و الصفحات التي يملأها الشباب المصري معارضا او مهاجما او متجاوزا لكل حدود الادب من وجهة نظرك تمهيدا لكتابة التقارير التي ستترتب عليها اما صدور امر اعتقال او وضع تحت المراقبة ... او تجاهل الامر بدعوي اننا شوية عيال .
و بالطبع ستدهش عنما تجدني اوجه لك الرسالة مباشرة .
و ستتعجل النظر في المدونة لتري كم التعليقات المهول مقارنة بكم المقالات لتعرف مدي شعبيتي و تأثيري في الناس ... و ستفغر فاهك فرحا و سعادة و انت تتتيقن من اني مجرد شاب ممن يكتبون لانفسهم ... و يقرأون ايضا لانفسهم ..
و ستململ و الشعور بأني اضعت وقتك الثمين بالاضافة لاحساسك بأنك قارئي الوحيد سيجعلك تحجم عن تكملة المقال.
او علي الاقل المرور بسرعة لمعرفة فحواه .
الضغط العصبي فوقك من الباشا المتلهف لقضية ترفعه لاعلي ... و تضمن لك علي الاقل رضاءا ساميا .
و الضمير الميت و المدفون تحت عبارة اكل عيشنا كده سيجعلك تسحب ورقة بهدوء و بهدوء اشد ستكتب اسمي طالبا اياي بمنتهي الادب و التحضر و الانسانية للتحقيق .او الاعتقال و اهو كله مصلحة ... اما ان اكون واد من اياهم و بالتالي يبقي اخدت جزاء اللي مايسمعش كلام ماما الحكومة .
او اكون ولا ليا في المواضيع دي اساسا و يبقي فرصة الواحد يتربي و ياخد حصانة المعتقلات ... و اهي تجربة برضو و الجيش بيصنع رجالة ... اما المعتقل فبيصنع حاجات تانية ...
مش مهم ... هي مصر عايزة رجالة؟
لا اعتقد ... خلينا كده عيال عمرهم ما ح يكبروا ابدا .
و ثقتي في كفاءتك و انك لن تعدم اتهاما حتي و لو كان اشتراكي في محاولة فاشلة لقلب نظام الحكم في تنجانيقا ...
و ستقرأ كل قصصي و اشعاري و ستحاول تفسير كلمات الاغاني للخروج بأي تلميح او تهديد او اثارة للجماهير الغفيرة المنتظرة لما اكتب حتي تقوم بالثورة المباركة .
و ستتعب كثيرا من كم الكلمات المكتوبة و سيتمتم لسانك بالدعاء علي و تمني الجحيم لي و لامثالي من العيال الفاضية اللي بتضيع وقتها و وقتكم .
و بدل ما يقعدوا علي القهوة و يشربوا اي حاجة ... يقعدوا ع النت .
و بدل ما يقضوا وقتهم ف الشات او مشاهدة المواقع السيكو سيكو تلاقيهم عمالين يتفقوا مع بعض و يقروا الكلام الممنوع و يرددوا – استغفر الله العظيم- الفاظ ابيحة زي كفاية و 6 ابريل و مناهضة التوريث.
و بدل الهتاف للاهلي و لاعيبته تلاقيهم-الفاسقين الفاجرين- يهتفون بنصرة فلسطين او المطالبة بالافراج عن شباب اجرموا لما اقتنعوا بأن في مصر ديمقراطية و حرية رأي.
عزيزي ضابط امن الدولة ...
او الامين ...
او حتي المخبر .
انا مش ح انادي في الناس بأي هتاف ... مش محتاج لده ... انا عايز كل شاب يفهم يعني ايه سياسة و يعني ايه حكم بلد و يعني ايه دستور و قانون و عدل و مساواة .
عايز اساهم في ان اخواني و اصحابي و زملائي يفهموا البلد دي ماشية ازاي علشان لما تيجي الحكومة و تقول زي زمان اربط الحزام تلاقي الشعب بيقول ليها تمام يا افندم. يبقوا الاتنين ف نفس المركب مش عملية معاندة و فقدان ثقة متبادل..
مع اتهامات بالفساد و الافساد .
فاكر ايام جمال عبد الناصر ... كنت تحس ان اي عيل ف6 ابتدائي حافظ الميثاق و فاهم يعني ايه اشتراكية و مين هو العدو .
كان الشعب رهن اشارة الحكومة و اوامر الزعيم.
تفتكر ايه اللي اتغير؟
بقينا جهلة؟
و لا مابقاش فيه زعيم؟
علي فكرة ايامها كانت سلطة امن الدولة او القلم السياسي كانت اقوي و اشرس ... بس ساعتها كانت الامور واضحة و الحجة جاهزة ... انما دلوقتي – ماعلش اعذرني ... بقي شكلكوا وحش قوي-
انا ممكن اطنش و اسيب الشباب ف سطحيته ... بس ايه البديل؟
يا اما جماعات متطرفة ح تكفر البلد و الحكومة و تخلي الواحد عايز يفجر فيها كام قنبلة – او تعمل زي نهاية فيلم عمارة يعقوبيان- .
و السطحية تجيب كبت جنسي و تحرشات ببنتك و لا اختك ... الا لو كانت اخت سعادتك بتمشي ف شوارع خاصة بيها ماحدش من نوعيتنا بنحلم بيها .
و لو حب الشاب و عاز يتجوز يبقي انسي .
نقل الهرم الاكبر من مكانه اسهل من الجواز دلوقتي.
ح تقول انها تعليمات عليا بتحديد النسل ... ماشي ... موافق ... بس مش شايف ان الناس اساسا بقت مش عارفة تاكل .
و لا هو منجل لحصاد الارواح و عمال يقص.
بصراحة مش متأكد ... خليني اكمل ف موسوعتي و دراستي و اشغالي ...
و مين عارف ... يمكن تضرب عيل – من وجهة نظرك طبعا- في مظاهرة و تروح الايام و تيجي الايام و تكتشف ان رئيسك في العمل هو الشاب ده ... و ساعتها بقي يا حلو ابقي استلقي وعدك ... و علي رأي عادل امام في مسرحية شاهد ماشافش حاجة ... سلومة الاقرع مايعرفش اخوه .
ماعلش تعبتك معايا ...
بس ده اكل عيشك ... و لا انت مش ناوي تحلل القرشين اللي بتقبضهم اخر الشهر ؟
قطيعة ... ماحدش بياكلها بالساهل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يشرفني قراءة تعليقك ايا كان... فردودك اثبات وجودك