السبت، 6 سبتمبر 2008

مش مجرد زلة لسان


بينما يعتقد خبراء علم النفس ان زلات اللسان ما هي الا انعكاس لحقيقة ارادة العقل الباطن فأن هذا الراي يخحتلف تماما بالنسبة للقادة السياسين , اذ ان المتتبع لخطبهم و تصريحاتهم يجد ان الامر يتعدي مجرد الخطأ العابر الي محاولة تسريب نمعلومات بصورة مغرضة بل و مبرمجة احيانا .
ويتربع الرئيس الامريكي الحالي جورج دليو بوش علي القمة بزلات لسانه و التي تتعلق بكل شئ تقريبا فتصريحاته و ان كانت تثير السخرية احيانا كعبارته بأن سياسته لن تتوقف عن ايجاد وسائل جديدة لايذاء "بلاده"و"شعبه" او خلطه في الحديث بين بن لادن و صدام حسين ,فهي تثير الغضب في احايين كثيرة كاصطلاحه الفاشية الاسلامية و من وصفه للحرب التي شنها علي افغانستانبأنها حرب صليبية الامر الذي اثار استياء المسلمين في العالم اجمع , و رغم ذلك عاد و كرر تأليب المشاعر هذه بوصفه حرب العراق بأنها حرب العدالة المطلقة و المعروف ان العدالة المطلقة صفة لا يتصف بها غير الله , و الذي يدعي بوش بأنه يوحي اليه بقراراته , اي ان مهمته صارت مهمة الهية ...
و من زلات لسان الرؤساء الي ولات الملوك فها هو الامير فيليب زوج ملكة بريطانيا بتصريحه اللاذع عن انها ستتفاعد حين تبلغ سن الثمانين من العمر و هو ما اثار كل من يدين بالولاء الملكي لذلك فلقد ردت الملكة بمشاركتها في قداس احتفالا منها ببلوغها هذا السن , و لكن هل يكون رد افعل ملكيا هكذا دائما ؟! ... بالطبع لا , فها هو الرئيس الايراني علي نجاد يضع اولي بذور الكراهية ضد ايران بتصريحه عن اقامة المانيا و النمسا لدولة يهودية فوق اراضيهما ... يشاركه في نفس الدرجة ليبرمكان و بيرلسكوني رئيس وزراء ايطاليا الاسبق و الذي دفع ثمن مهاجمته للاسلام و لمعارضيه بشراسة غاليا بخسارته الانتخابات.
اما في الوطن العربي فأن زلات القادة السياسين تعد في اغلبها تصريح بحقيقة الرأي مباشرة دون دبلوماسية او مواربة .و ام كان الامر لم يصل لخطأ رئيس وزراء بريطانيا الاشهر تشرشل و افصاحه في احدي خطبه الحماسية عن الهدف التالي لهجوم الحلفاء في القوات العالمية الثانية و تحريرها لاوروبا من احتلال قوات النازي بأنزالها للقوزات في نورماندي .... الامر الذي كاد يكلفه غاليا لولا براعة المخابرات البريطانية و خدعة الجاسوس الغريق .
فأن اخطاء الساسة العرب تحمل دوما مشلات فمن وصف الرئيس الراحل جمال عغبد الناصر لايدن رئيس وزراء بريطانيا الاسبق بأنه "راجل خرع" الكلمة التي حار في ترجمتها الكثير ... الي زلات الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات المتعددة و التي يبدو ان خليفته محمود عباس يستكمل طريقه في وصفه لاسرائيل "بالعدو الصهيوني " ...
واخيرا الرئيس المصري حسني مبارك في اعرابه عن تخوفه من ولاء الشيعة في العراق و الذي اثار الشارع العربي كله رغم ان الجميع يشاركه هذا الشعور و لكن من يملك الجرلأة علي الافصاح بهذا الرأي و بوضوح مثلما استطاع مبارك ...
و هكذا , و ان كانت السياسة مازالت ترفض وضع هذا المصطلح في قاموسها , فأن زلات اللسان قد تكون بمثابة الاعتذار و محاولة لمداواة رد الفعل ... فطالما كان القادة بشرا فأحتمال الاخطاء قائم ... مهما تظاهروا او اشاعوا العكس .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يشرفني قراءة تعليقك ايا كان... فردودك اثبات وجودك