السبت، 6 سبتمبر 2008

ابتهجوا ... لقد هزمنا

الحب هو ان تحب مالا يحب و تغفر لمن تحب ما لا يمكن غفرانه " لا اعلم تحديدا من هو صاحب هذه الكلمات ... لكنها داهمت عقلي فجأة وانا اتابع ذلك العجز البشري عن تعريف الحب تعريفا جامعا ... ولن استعرض كل التعريفات و الا استهلكت من الوقت و الورق الكثير ... لكن سأوجز بعضها .
بربط الحب بالسعادة فالحب هو ان ترتاح جوانحك لشخص تسعد برؤيته .
و بربطها بالفرحة فالحب هو السعادة و السعادة هي الحب ...و ... و
نعم .. هنا تختلط المصطلحات حتي تصبح المناقشة تضييعا للوقت ... و يربط البعض الحب بالشهوة فهو اتحاد رغبات متبادلة "عواطف" و بربط الحب بالايمان فالحب هو حب الله متمثلا "اي هذا الحب"في صورة بشرية تحمل تقديم حب الله علي حب البشر فلا يفعل المؤمن شيئا يغضب الله اي ان الحب هو من يقربك الي الله .و بربط الحب بمعني الصداقة فهو الصداقة الجسدية .
واعتقد ان ذلك يكفي فالحب هو التكامل بين انسان و اخر و بالتالي لابد من وجود نقصا ما في شخصية احدهما حتي يقوم الاخر بالاكمال.
و لان النفس البشرية في العصر الحديث ترفض الاعتراف بهذا النقص اما لعناد او لجهل بطبيعة القلوب التي تهفو الي الحب اينما كان. فالحب يفشل رغم ان ظروف العصر نفسها تحتم وجوده و تحتاجه رغما عن ماديات الحياة الطاغية علي كل شئ حتي الحب ... ناسين ان الحب ثمنه الوحيد هو ايضا حب .
فالله عز وجل عندما خلق الانسان خلقه عن حب و علمنا برحمته معني الحب ... لكننا للاسف تلاميذ اغبياء ... وقد يشذ بعضنا عن القاعدة لكن تبقي مدرسة الحياة يحوم شبح لافته لم ينجح احد في سماءها .
اما بالنسبة لكيفية حدوث الحب فهو يبدأ من الاحتياج البيولوجي و السيكولوجي (الجسدي و النفسي) لدي كل منا و المتمثل في حاجتنا الي الامن و السكينة ..."احتواءا" من مفرداته ان ترتاح لاحدهم و تشعر معه و به بالامان , و ينطلق الحب طائرا يحمل النجاح و السعادة و القوة في جناحيه ليحقق المستحيل نفسه بما يعطيه من طاقة خارقة .
و لا ينحصر الحب بعقدة شعورية بالنقص و الامان فقط و لكنه الصدق في القدرة علي الاعتراف بهذا النقص ومحاولة العمل علي استكماله في حدود الشرع و المجتمع ... و الشرع و المجتمع يرفضان ما نراه الان من تغليف الحب بالامتاع الجنسي فقط او التسليم بأنه مجرد تسلية . هكذا دون ضابط او رقيب.
فلابد ان بتولد الجب من الايمان بالله وينمو في اطارمخافة الله
لكن لو تركنا انفسنا للشيطان يزين لنا الذنوب و يجعلنا نسير خلفه مقتنعين بالخطأ رافضين حكم الفطرة فقل علي هذا الحب –و هو ليس بحب-السلام .
حتي مع اختلاف التقاليد الصارمة و المتطرفة في درجتها من مجتمع لاخرو قد اتخالف – او تكاد-ما امر الله به ...هنا الخطأ يكمن في الفهم المنحرف لاله اعلنها لكل مخلوقاته انه محبة .فكيف ينكر عبدا علي الله صفة من صفاته ؟
هذا يؤدي بنا الي الخوف و رفض الحب و الظن به السوء هو ومن يعتنقونه حتي لو كانا شابين اجتمعا علي حب الله و تصادقا علي هديه .
فالفكرة المسبقة في اذهاننا و ما تربينا عليه تجعلنا نحاول تشويه الحب بدعوي ان السيئة تعم .
لنعود ونقتل الحب بأيدينا نحن ... اكثر من يحتاج للحب .
ان الحب نعمة من الله ... لم نقم بصيانتها لعدم فهمنا لحقيقته و تحويرنا لمعانيه في اذهاننا الي مجرد تفريغ كبت او شهوة و صار الحب هو المرادف للجنس حلالا كان او حرام.
و بعد ان كان هذا الاخير مجرد تعبير عن الحب صار هو الحب نفسه ... وبعد ان كان ما يجمع الرجل و المرأة نظرتهما للامام في نفس الاتجاة ... صارا يجتمعان لينظر كلاهما لجسد الاخر .
و مادام الحب قد تخلي عن مملكته الروحانية مكتفيا بالمادة الزائلة الزائفة ... فأقولها وبكل ثقة :
- هنيئا لنا ان نطمئن بقتلنا الحب ... هنيئا لنا ان نبتهج ... ابنهجوا ... لقد هَزمنا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يشرفني قراءة تعليقك ايا كان... فردودك اثبات وجودك