السبت، 6 سبتمبر 2008

انت مش ابني

من لا يتذكر صفعة عماد حمدي لعبد الحليم حافظ في فيلم الخطايا و هو يصدمه بحقيقة عدم بنوته او ابوته له ... لا اعلم لماذا اتذكر هذه الصفعة كلما وقعت عيني علي مجتمعنا و كيف يتناقض الواقع او الحاضر تماما مع التاريخ بكل عصوره .... فلم يكن الفراعنة يعانون السمنة او امتلاء الجسم و يسرون في تكاسل و خمول كما نري الان في اشجار الجميز السائرة بيننا .... لم يكن اجدادنا معدومي الهمة و الا كيف شيدوا حضارتهم تلك التي نفخر بها .
لم يكن هناك امتهانا لنهر النيل الذي تحول من مصدر الحياة الي هدف لازهاق حياته ... لم تتفشي الكراهية و الشعور بالقهر و الاحباط في مجتمعنا الي هدف لازهاق حياته ... لم تتفشي الكراهية و الشعور بالقهر و الاحباط في مجتمعنا من قبل بهذه الصورة حتي و نحن نمر بأعنف الازمات ... الامر الذي دفع كل المتربصين بنا من ذوي الميول الاستعمارية لمحاولة تجريدنا من زهونا بالتاريخ و تشدقنا بحضارة البع الاف سنة بعد فشلهم في تجريدنا من جغرافيتنا باحتلال كل او بعض بلادنا .
لم تفشي موجة (الانا مالية) – من كلمة (انا مالي) – بهذا الشكل المزعج علي الرغم من اننا شعبا متدينا يؤمن بأنه ليس منا من لم يهتم بأمرنا .
الغريب ان التاريخ نفسه يؤيد فكرة مزعجة هي ان السلبية هي وسيلة دفاع معتادة , فكلما مرت مصر بأزمة ما , كان الشعب المصري يواجهها بأسلوب الحيلة ... و المزعج ان هذا لا يكفي لتفسير كل التناقضات الموجودة حاليا ... فلا يكفي لتفسير تعاملنا مع المبادئ و القيم بمنتهي الاستهانة فيصبح عدم الحياء نيشانا يتقلد . و لا يكفي لتفسير حالة الاتكالية و عدم ايجابيتنا .
و لا يفسر مقلب الزبالة من الافكار التي تحيط بنا من كل جانب ... و الغريب لن هذه المزبلة قد تحولت الي قاعدة عامة بدلا من كونها استثناءا يتحول مثل كل شواذ القواعد في مصر الي قاعدة عامة ؟ّّّ
و لا يفسر ان مصر قد صارت مرتعا للمضحكات التي كالبكاء او لماذا تهتز طربا علي ايقاع الازمات .
اسئلة كثيرة تدور في ذهني – مثلما دارت في اذهاننا جميعا ...
لكن لم ترهقني عملية البحث عن اجاباتها بعد ,حتي و الاجابة واضحة امامنا ....حتي و نحن نرفض رؤيتها ...
لماذا ... لا اعلم ....
لكنني رافضا و بشدة تفسيرا خبيثا يتمثل في الام و هي تنفرد بأبنها تحسس خده الوارم قائلة له في نهاية الفيلم :
- و فيها ايه يابني لما تكون مش ابنه ....
يعني هوه اللي كان ابوك .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يشرفني قراءة تعليقك ايا كان... فردودك اثبات وجودك