الخميس، 25 يونيو 2009

في نقد الاسلام و المسلمين ج 4


تبقي المشكلة الكبري في الاسلام و من يتبعه في تغلب الرأي علي الحكم.
اذ يأبي عناد من اعند في الاعتراف بالحق فيستغل اي علم او ذكاء ليفسر النص بطريقة معيبة محتكرا هذا التفسير محتقرا لما عاداه .
فينقلب الصواب خطئا و ينقلب الخطأ صوابا .
و سأعطي هنا مثالين و ان زادوا لثلاثة فلا بأس .
الاول حديث الرسول "تقتلك الفئة الظالمة"و هذا الحديث قاله للصحابي الجليل عبد الله بن مسعود و الذي حارب في صف علي ضد معاوية .
و يقتل بن مسعود ليخيم ظلام كئيب علي جيش معاوية فالنص واضح لا لبس فيه .
لكن كيف و داهية العرب عمرو بن العاص لا يمكنه قبول هزيمة ... او لنقل كان حسن النية انذاك و هو يقول :
و هل نحن من اتينا به؟
انما قتله من أتوا به .
هذه واحدة .
الثانية ما رواه البخاري من حديث بن عمر (لا تمنعوا اماء الله مساجد الله ) وقد جلس بن عمر يحدث يوما بهذا الحديث فقال :قال رسول الله ص :ايذنوا للنساء بالليل الي المساجد ) وكان لابن عمر ولدا يسمي واقد قد جلس فيمن جلس يستمع الي الحديث فأعترض علي ابيه قائلا :اذن يتخذنه دغلا اي شجرا ملتفا يكمن فيه اهل الفساد .
فضرب ابن عمر في صدر ابنه و قال :اقول قال رسول الله و تقول لا .
و الثالث قول الرسول لجماعة المسلمين الذاهبة لغزو بني قريظة لاتصلوا العصر الا في بني قريظة .
و الاختلاف بين من قال بروح النص اي الاسراع و الذي قال بحكم النص اي تأخير الصلاة حتي يدخلون بني قريظة.
ثلاث قصص تعلمت منها ان النص يتم التعامل معه باكثر من طريقة .
اما التطبيق المطبق و المطابق لها و هذا حسن مادمنا فهمنا لماذا و كيف يمكن التطبيق.
يأمرنا الله بالصلاة و يبين لنا الرسول كيف .. اذن هل من مشكلة؟
لا اعتقد .
و الثاني نص واضح لا يساير الهوي فيتم تأويل معناه و يسهل التأثير علي الناس مادمنا تحدثنا بلغة الهوي .
و الثالث الاعتراض علي كل نص و الشعور بانك من الممكن تكملة الحكم باجراء احترازي ... عفوا لاستعمال مصطلحا قانونيا و لكنه معناه لمن لا يعرف هو مصاحبة العقوبة بفعل او افعال اخري لتحقيق الهدف المنشود من العقوبة مثل المراقبة لفترة تعقب فقترة الحبس او السجن .
وكأن النص (هنا اتحدث بلهجة القانوني)قد عجز عن تحقيق ما يريد فأكملناه بالمراقبة)
وهنا و ان كان ذلك لمصلحة المجتمع فان الكثير مثلا يتعاملون بهذه الطريقة ... و علي فكرة ... اجد معهم الكثير من الحق ... لكن بشرط المصلحة العامة و الا تحول النص من سيد ونحن له اتباع الي تابع لما نحكم به.
ولذلك يقول معظم الفقهاء بمعرفة اسباب نزول الحكم التشريعي او ما يسمي قانونا بالمذكرة التفسيرية للقانون

و اذا نظرنا لاكثر من تقيدوا بالنص مثل الامام احمد بن حنبل و الفقة الظاخري و الامام ان حزم سنجدهم يرفضون اعمال العقل مع وضوح النص و لكن اذا احتمل النص تأويلا فلابد لديهم من الاعمال .اي انهم يرفضون تماما تغييب العقل كما يفعل من يفعل ذلك الان.

و ربما رأي البعض في ذلك تشددا و لكنني اري ان ذلك المبدأ هو دستور كل الفقهاء و انما اختلفوا فقط في ترتيبهم للمصادر المستقي منها الاحكام بعد القرأن و السنة .
و اذا حدث خلاف بعد القرأن و السنة فكل رأي صحيح .
هل وجدتم يسرا بعد ذلك؟
حقا ان اختلاف امتي رحمة.
لكن للاسف عجز التلاميذ عن معرفة حكمة معلمهم فتنازعوا فيما بينهم حتي كادوا يفشلون و تذهب ريحهم.
ان لم يكن قد ذهبوا وراء هذه الريح.

نأتي هنا للواقع الذي يحمل كل شخص فيه حقيقة مطلقة لا يمكن قبول غيرها مهما فعلنا .اما ان تكن معنا معتنق لرأينا او تكون عدونا .
و نستمر في الخلاف دون ادني محاولة لمعرفة ما هي مقومات اعتناق هذا الراي .
وكأن مقولة الامام ابو حنيفة عن ذلك قد صارت نسيا منسيا .
تحدثنا عن النقاب و كيف تم تعميم حكم شرعي خاص بزوجات النبي و المفترض بنا ان نعمم الاحكام الصادرة للنبي ليطبقها كل الرجال ... من اباحة الزواج و عدم التطليق و غيرها كثير.

مع صمت مطبق اذا تعلق الموضوع بالمساس بالقادة السياسيين .اياك ان تعارض حاكما قويا حتي لا يفتك بك...دعه يزداد غيا و ظلماو انسي كل الاحكام التي قام عليها الاسلام من وجوب الامر بالمعروف.
لا تتذكر غير اطيعوا اولوا الامر حتي و ان خرجوا عن الدين .
و لا حول ولا قوة الا بالله .
يبحث الناس عن طعام و يسود العيم عقولهم من قلة مواردهم و متطلبات الحياة و تجد الواحد منهم يخرج بزيه الفاخر يتحدث عن عمل المرأة و التي ان وجدت تأمينا لحياتها فلم ستعمل؟
السؤال الان اذا كان سيدنا عمر قد قال بعدم تطبيق نص حد السرقة لانعدام توافر شروطه .فهو لم يأت لقطع يد و انما جاء لمصلحة الناس.
فهل يتوخي احدا –اي احد- مصلحة الناس الان؟
لا اظن .
اذ ان تعاملهم مع اهل السياسة قد لفسد كلاهما الاخر .
افسد الدين السياسة و افسدت السياسة الدين .
تحدث عن الزواج و كيف ييسر الاسلام تكاليفه في زمن صار الزواج حلما بعيد المنال .
لنتحدث عن مهر المثل و المهر المؤخر و المقدم و غيره.و كيف يجب علي الزوج ان يأخذ زوجته بشنطة هدومها .بالاضافة لما سيدفعه من مهر و شبكة و هدايا.و هذه هي السنة .
و يأتي السياسيون ليقولوا ان الحل لدينا وهذه هي المشاريع التي ستحقق سهولة الزواج.
من سنصدق بعدها؟
و لكن ... دعنا نؤجل هذا الكلام عن الدين و السياسة الي الجزء الخامس ان شاء الله.

في نقد الاسلام و المسلبمين ج 3


(ملحوظة:لاعجابي الشديد بالكتاب فأن معظم معلومات هذا المقال مستقاة من كتاب احمد حسين الاسلام و المرأة.)
هذه المرة سيكون حديثنا عن المرأة و كيف ينظر اليها غير المسلمين من بعيد وكيف ساعدهم المتأسلمون في هذه النظرة و صولا للحقيقة و هي كيف ينظر لاسلام الحقيقي للمرأة.
لكن في البداية اريد لفت الانظار لمبدأين .
الاول ان ما سأكتبه الان لا يتعارض مع حقيقة مهمة غفل عنها دعاة الحجاب و النقاب و معارضة عمل المرأة و هي تسطيح المشكلة ... بمعني العجز عن حل الازمة او المشكلة و من ثم الالتجاء الي تسطيحها ... والذي يأخذ شكلان.. اما تشوية المشكلة بأعادة صياغتها كما حدث و صارت المرأة هي اس البلاء في زمننا و كأن الرجل برئ دائما و ابدا .
و الثاني انني فقط ارفض الزج بالدين في كل شئ وكأننا لم نأخذ اي مبدأ من الدين و لا نطبق الدين الا في المناسبات .
اذ انني لا اظن ابدا ان يعارض احدا الاحتشام و عدم التبرج لما في ذلك من عفة وكرامة للفتاة وللمجتمع كله فأنا لا ادعو لمفسدة هنا قدر ما ارغب في حفظ ما للدين من قداسة رافضا في الوقت نفسه لي عنق الايات و النصوص لتلائم موقفا ... وهذه هي المشكلة الاساسية لدينا كمسلمين .اننا لا نستطيع استخلاص الحكم بصورة محددة بل يمكن ان يقوما خصمين بالاستدلال بنص و كلاهما يفسره طبقا لمصلحته .
وبالطع فأن احدهما كاذب ...ولكن من هو و كيف نتعرف عليه؟
سأحاول مناقشة ذلك في الجزء الرابع ان شاء الله .
الثاني ان في رأيي ان المرأة هي صانعة الحضارات و ان اي محاولة لقمعها و تقييدها هي محاولة للتخلف و العودة لظلمات العصور الوسطي .
اذن فهي هجمة علي الاسلام يزينوا بها الحديث لتقتنع كل مسلمة بأنها مجرد عبء و لا دور لها علي الاطلاق و بالتالي يفقد الاسلام نصف قوته و يضعف اكثر مما اضعفه الرجال .
اما محاولة تبرير هذا القمع بالحفاظ علي البنت و خوفا من انحرافها او انحلالها الخلقي فعذر اقبح من ذنب اذ ان الاولي هنا بهذه المعاملة هو الشاب و ليس الفتاة مادام الاتفاق قد تم علي انه هو السبب في الانحراف و ذلك لانه هو نفسه المنحرف.
لذلك ينظر غير المسلمين و هم لن يجدوا وقتا ولا احدا ليقول لهم الحقيقة و يقرأ عليهم نصوص القرأن او احاديث الرسول ليعرفوا الوجه الحقيقي للاسلام بدلا من الاكتفاء بأخذ فكرتهم مما يفعله المتأسلمون بالاسلام و بنا و ينسبونه زورا الي الاسلام .
لذلك سأحاول هنا اعادة الامور الي نصايها ملقيا الضوء علي الواقع الذي لا اعرف من اين و لا كيف جاء.
نبدأ اولا بالحقوق المتعددة التي كفلها الاسلام للانثي و اولا الحقوق الشخصية :
فالاسلام اعترف بالانثي كمخلوقة (انا خلقناكم من ذكر و انثي)و في هذا مساواة لها بالرجل الذي انكر عليها حق الوجود في عصور اوروبا المتخلفة وفبل بعض عصور الاسلام العثمانية و التي مازلنا ندفع ثمن هذه النظرة حتي اليوم .
هل سبق الاسلام جميع الحضارات في الاعتراف بالمرأة ؟
نعم وزاد علي تلك المساواة في العمل بينها و بين الرجل (و من يعمل صالحا من ذكر او انثي و هو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة و لا يظلمون نقيرا)
ان المسلمين و المسلمات و المؤمننين و المؤمنات و القانتين و القانتات و الصادقين والصادقات و الصابرين و الصابرات و الخاشعين و الخاشعات و المتصدقين و المتصدقات و الصائمين الصائمات و الحافظين فروجهم و الحافظات و الذاكرين الله كثرا و الذاكرات اعد الله لهم مغفرة و اجرا عظيما )
و لقد اعترف الاسلام للمرأة بحقها في الميراث و هذا الحق له حالات تصل الي اكثر من الرجل لا مجرد نصف نصيب الرجل كما نحفظ جميعا ونجهل الحكمة من ذلك.ففي حالة من يموت و له والد و بنت تأخذ البنت اكثر من جدها او عمها .انظر بعد ذلك للافتئات علي حق الانثي في الميراث و محاولة سلبها حقها خاصة لو كان ارضا .
و اعترف الاسلام للمرأة بالحق في تطليق نفسها متي ارادت و بداهة رضائها في الزواج (يقول الرسول ص:لا تنكح الايم حتي تستأمر و لا تنكح البكر حتي تستأذن)... كم يقف هذا الحديث صدا امام عبارة ماعندناش بنات للجواز او ماعندناش بنات تقول لا..
الحق في حرية العبادة متي شاءت و كيف كان الرسول يهتم بالانثي و يكرمها و لم لا و اول من امن به كانت انثي .
و لم لا و ان من حملت عنه نصف دينه الي الناس كانت انثي.
و لم لا و ان من دافعت عنه يوم حنين و في سائر الغزوات كانت انثي.
و لم لا و هو باعترافه ان من الاناث من هم افضل من الرجال بعملهن.... حتي لو كان عمر . و في حديث اسماء بنت عميس عن افضلية مهاجري الحبشة عن مهاجري المدينة ما يكفي حين رجح الرسول كفتها .و لا كيف اخطأ عمر حين هم بتحديد المهور و صححت له امرأة ... و ان كانت في هذه القصة بعض التناقضات او احتمالية سوء تفسيرها للاية التي بنت عليها حكمها .
لكن عمر اعترف بخطئه اعتراف الشجعان و انتهي الامر .
و المرأة هي التي اخترعت المنبر رمز الامامة.
فالمرأة لم تكن في يوما من الايام مجرد تابع هي و القطعان سواء .
بل كانت تغزو في سبيل الله ولها نصيبها من الغنائم عند النصر و تهاجر في سبيل الله و مهد لها الاسلام الطريق لمشاركة الرجل في معظم المجالات مبيحا هذا التنافس الشريف و الذي سيصب في النهاية ليزيد حجرا يشيد حضارة كانت يوما منارة العالم كله لتصير اطلالا نترحم عليها و في يدينا مفتاح عودتها اقوي و اروع مما كانت .
وهذا المفتاح هو كتاب الله و سنة رسولة .
"تركت فيكم ما ان تمسكتم به لا تضلوا بعدي ابدا "
و لكن نحتاج سريعا الي نفض التراب الكث الذي تراكم علي المصاحف المركونة .

ثاني الحقوق هي الحقوق الاقتصادية :
من حق المرأة ان تعمل و ان تتولي القضاء
من حق الانثي ان تقوم بالتجارةو ابرام العقود و ان تعمل بما يليق لها من اعمال و ان تكون لها ذمة مالية خاصة بها .
هل تعلم ان الاسلام في هذه الحريات سيبق اوروبا نقسها التي ماتزال المرأة حتي يومنا هذا تلحق بأسم زوجها و تشاركة و يشاركها نصف الممتلكات و ليس لها ان تبرم عقدا الا بأذنه .
حق المرأة في التعلم :
وهنا اس البلاء.
ان صلح تعليم المرأة صلح تعليمها لابناءها و بالتالي صنعت حضارة.
و ان فسد تعليمها فسدت الامة كلها .
فهل من متأمر اخر علي المرأة المسلمة يذهب بها لاشد عصور الظلام حلكة.
تعلم الناس من السيدة عائشة الفقة و الطب و الادب.
و تعلم من عمرة بنت عبد الرحمن الحديث ودروس العلم في عصر عمر بن عبد العزيزكما يقول بن سعد في الطبقات.
و تعلم الناس و علي رأسهم الشافعي من سكينة بنت الحسين بن علي .كما تعلموا من رابعة العدوة زينب ام المؤيد و سميرة موسي .

الحقوق السياسية
انتخاب؟ مبايعة؟ معارضة سلمية ؟ قيادة حرب؟ قيادة امة ؟رئاسة دولة؟ ثورة؟
كل هذه الحقوق تقلدتها المرأة و قامت بها افضل من الرجال (شجر الدر و الخليفة العباسي في التصدي للصليبيين)
نأت لموضوع النقاب و ما يحمله من دعوة ذات حدين
الاول الحفاظ علي المراة من الذئاب – و لا تقل لي اي معني يندرج عليهم غير الرجال – اي نحن الذئاب.
و بدلا من اصلاح الرجال و علاجهم من ذئوبيتهم كقر الحديث عن اصلاح المرأة .
و الثاني محاولة حجب المرأة نفسها لنفعل بها مثل العصور الوسطي التي جعلتها في المرتبية الثانية او الثالثة بعد الكلاب ... اذ ان الكلب له نفع عنها.
و لا حول ولا قوة الا بالله.
يرفضون ان يقرأ الناس عن العلمانية و الليبرالية بدعوة انها مهاجمة للدين و تفسده مستدلين بأن الكهنة رفضوها تماما.
و هل في الاسلام كهنوت؟
طبعا بشرط ان يكونوا هم حاملي مفاتيح الجنة بيدهم صكوك الغفران و رأيهم مقدس الهي .
و لا حول ولا قوة الا بالله .
ندخل في الموضوع
عندما ينادي البعض بتطبيق الشريعة الاسلامية اجد نفسي في دهشة عارمة ... ماذا كنا نعتنق اذن؟
هل شئ غير الاسلام؟
يقولون بل نقصد تطبيق الحدود الاسلامية بدلا من القوانين الفرنسية المطبقة .
وهذه اكبر غلطة او مغالطة يتم الترويج لها .اذ ان القوانين الفرنسية متخذة من مجموعة جوستنيان و التي استمدت اغلب احكامها من فقة الامام مالك.
كما اننا و للحق لو اخذنا من التشريعات الفرنسية نصا فسنأخذ مما لم يرد فيه حكما في الاسلام ...و هو ما يعد مصدرا معترفا به في مصادر التشريع الاسلامي و هو شرع من سبقنا مادام لم يعارض نصا اسلاميا من القرأن و السنة .
اذن فالدعوة قائمة لكم بالبحث في النصوص ومقارنتها بلنصوص الاسلامية و هناك ما يدعوا بعدم دستورية القوانين .
لانه بالطبع يعرفون بأن التشريع الاسلامي مصدرا رئيسيا من مصادر التشريع .
المهم ان الدين لا يختصر في حكم او حكمين لابد من تطبيقهما بكل دموية ووحشية لاثبات اننا نحكم هذه البلد.
ولقد كانت مقدمة ضرويرة للبدء في الحديث عن النقاب.
و سنتذكر سويا اركان الاسلام .
وهل هذا وقته؟
نعم اذ انني عندما بحثت فيها عن النقاب و عن الحدود لم اجدها .
1- شهادة ان لا اله الا الله و ان محمدا رسول الله .
2- اقامةالصلاة.
3- ايتاء الزكاة.
4- صوم رمضان.
5- حج البيت لمن استطاع اليه سبيلا.
سأجد ممن اجد من يقولون ان التوحيد يتضمن تطبيق ما قاله الله و قاله الرسول . اقول له النص واضحا من القيام بالتوحيد وسط بيئة كانت و لا زالت تشرك بالله .
فلا تحمل النص اكثر مما يحتمل و دعنا نخوض بهدوء حتا نصل لامر سواء بيننا و بينكم.
يكفينا ان هذه الاركان قد صارت معطلة هي الاخري من كثرة بناء المساجد و قلة عدد المصلين.
وبدلا من الحث علي الزكاة و زيادة الفقراء فقرا و الاغنياء غني.
و بدلا من الحث علي صوم رمضان وملء التليفزيون بكل البرامج و المسلسلات و الافلام التي لا تدع مجالا ولا وقتا للعبادة .
و بدلا من جعل رمضان معلما سياحيا تري فيه المصاحف نرتبطة بالايدي و السباق حول كم مرة سيتم ختم القرأن ... لا كم ايه ستفهم من القرأن .
مع كل هذا تجد المغالاة و التطرف في زي المرأة شيئا يبعث علي الغثيان .
اذ اننا تحولنا الي حيوانات شهوانية لا تفكر الا بنصفها السفلي .
الاسلام يضع شروطا بسيطة للزي
الاحتشام و البساطة.
لا يصف و لا يشف.
لكن لا.
لابد وان تصبح الذقن دليلا للتقوي حتي لو كان صاحبها حاخام يهودي او هندوسي.
و يجب ان يصبح الاسدال دليلا للعفة مهما كانت اخلاق من ترتديه .
فالاخلاق تقاس بما نلبس لا بما نعتقد و نتعامل به مع الناس.
ولكن لماذا؟
في الجزء التالي سأركز علي العوة من ابسط الطرق اذ من السهل ان اتحكم في الضعيف و افرد عليه عضلاتي المحدودة و اقف عاجزا امام فتاة متبرجة او كافرا صريحا او حاكما فاسدا .
هل يمكن ان يقول امامهم شيئا .
بالطبع لا اذ ان الاية صريح
لا تلقوا بأنفسكم الي التهلكة .
و لا يطلف الله نفسا الا وسعها .
ياللنفاق !


اقول لك قال الله و قال الرسول و تقول لا؟
يعطي الله للمرأة حقوقا و تقول انت لا ؟
كيف تمارس المرأة حقوقها اذن؟
و هل من ملاحظ ان المراة نصف الاسلام وان حضارة الاسلام متوقفة علي قيام كل فرد رجلا او انثي بما يحتمه عليه الدين من واجبات .وياريت وضع المرأة في البيت سيجعل الرجل يقوم بواجباته مضاعفة و لكن الحقيقة انه استكان و ضعفت عزيمته و لم نعد نراه الا في مباراة كرة قدم ... واذا تحدثت معه عن الدين سيقول لك ما تعجب من سماعه .
تعجب من جهلهم .اذا اردت الدقة .
اذ كيف يكرم الله المرأة و كيف يحبسها المخلوق اهانة لها؟
كيف تطالب بالحفاظ علي المرأة و انت تضيع عليها حقوقها و تريد اعتقالها .
كيف تدعو الي الاسلام و تريد ان نتعامل بغير الاسلام .
لا حول ولا قوة الا بالله .
كيف يمكن ان اعرف حقوقي و اؤدي واجباتي لمن لا اراي وجهها؟
و كيف وقد اعطي الله لها حق الشهادة طبقا لاية (و استشهدوا شهيدين من رجالكم فأن لم يكونا رجلين فرجل و امرأتان )
و كيف يمكن ان امنع و احرم علي المرأة في الحج ستر وجهها دون معرفة السبب في ذلك الحكم الالهي؟رغم الازدحام و رغم الاختلاط؟
ورغم ان هذا المكان اولي من غيره بكل ما يقولون به انصار النقاب .
اذن تعالوا للقاضية:
يتخذ انصار النقاب من حديث الخثعمية و التي جاءت تسأل الرسول عن حجها نيابة عن ابيها و كانت جميلة الوجة .و كان الفضل بن عباس يركب خلف النبي و ينظر للفتاة و تنظر الفتاة اليه فما كان من النبي الا ان ادار عنق الفضل حتي لا يراها و عندما سئل عن هذا قال ص (رأيت شابا و سابة فلم أمن الشيطان عليهما ) وفي رواية (فلم أأمن عليهما من الفتنة)
ورغم ذلك فأنه ص لم ينكر علي المرأة سفورها و لم يطلب منها حجب وجهها مكتفيا بصرف نظر الفضل عنها لما لاحظه من اشتغاله بجمالها و عدم غضه بصره عنها .
هذا بالاضافة الي ان الفتاة كانت تريد الحج نيابة عن ابيها و هذا ردا واضحا علي من يظنون بالاسلام قد جاء قامعا .
و ايه غض البصر ايضا تقول بعدم فرض النقاب .
اذ ان في الامر بغض البصر معناه وجوب رؤية الفتي للفتاة و الا كان النص مجرد تحصيل حاصل .
اذ ما فائدته في وجود الحجاب .
و هذا في نظري هو الافتئات بعينه .
اما ما يقال عن ان الحكم صريح في قوله تعالي (و ليضربن بخمرهن علي جيوبهن )و الجلباب في معناه هو فتحة الجلباب من ناحية الصدر و لا يوجد من يخالف الرأي من حجب الصدور و الاعناق ... ولم لا يكون الوجة ايضا؟
لان نص الاية (و لا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها) وفي هذا اتفاق علي ان المقصود هو الوجة مع اختلاف فيظهور الكفين ام لا .
و يكفي بالرسول مفسرا اذ نري في حديث ام سلمة ان اسماء بنت ابي بكر رضي الله عنها قد دخلت علي الرسول ص و عليها ثياب رقاق فاعرض عنها و قال :
يا اسماء ان المرأة اذا بلغت المحيض لم يصلح لها ان يري منها الا هذا و هذا ) و اشار الي وجهه و كفه .
و هل بعد ذلك رأي؟
اقول له قال الله و قال الرسول و يقول لا
لاحول ولا قوة الا بالله
و مازلنا في رحاب السنة و كيف امر الرسول بالنظر المخطوبة او من يرجي خطبتها .. و في المقابل نري الان من يقول ماعندناش بنات تبان علي رجالة .او ان ابي لم يري امي الا يوم وفاتها .

اذن لماذا فرض الحجاب؟
فرض الحجاب استثناءا لتكريم امهات المؤمنين و ذلك بنص الاية(و اذا سألتموهن فسألوهن من وراء حجاب ) ومع نص الاية الاخري التي تقول (يا نساء النبي لستن كأحد من النساء)
وذا اردتم تعميم الحكم ليشمل جميع المسلمات فلم لا تعمموا كل الاحكام التي اختص بها الرسول لتعمم علي الرجال كلهم ... بل لم لا نكمل النعميم الوارد في الاية ليكون علي كل الناس من عدم الزواج بالارملة(و ما كان لكم ان تؤذوا رسول الله و لا ان تنكحوا ازواجه من بعده ان ذلكم كان عند الله عظيما )
و لنستهدي بالرسول في الزواج بأكثر من اربعة و نقبل هبة النسا و غيرها من خصوصيات اعطيت للنبي و لم تعطي لغيره من المسلمين .

و لكن كيف امر الرسول نساءه بالحجاب ؟؟
اليس هذا مع صحة الفرض اولي بالبحث حتي لنعلم كيف؟
في حديث ام المؤمنين سودة بنت زمعة التي خرجت ليلا فتعرفها عمر فقال انك و الله يا سودة ما تخفين علينا فعادت غاضبة و حكت للرسول ما تم فقال(اذن لكن ان تخرجن لحوائجكن)اي اباحة الخروج لحوائجهن اباحة تامة من كل قيد او شرط و الا لكان الرسول اولي منا بتحويل النساء الي سجينات .
بل انه قد جعل نساءه تشهد الاعياد مثل السيدة عائشة .
(ان الحلال ما احل الله في كتابه و الحرام ما حرم الله في كتابه و ما سكت عنه فهو مما عفا عنه )صدق رسول الله صلي الله عليه و سلم.

نأتي لاخر نقطة و هو ما يحدث الان في عصرنا من موبقات تستلزم الحفاظ علي النساء و صيانتهن .
و لقد قلت رأيي بان المطالب بالاصلاح هو الرجال و ليس النساء مادامت قد عقدت القوامة لهم .
و لكن اريد ان اقول اشياء قد تكون صادمة و لكن لا ارغب غير مصلحة الاسلام من وجهة نظري المتواضعة و اذا وجدت رأيا غيره احق بالاتباع لفعلت .
اذ لا جدال في الحق.
تريدون منع فتنة بفتح المجال امام فتنة اكبر .
اذ باعتقال النساء في بيوتهن تقييد لفرصهن في الارتباط و الزواج ... و بالتالي لن تكون امام المرأة الا ممارسة السحاق و هو الفاحشة بين المرأتين و ان رجت دون وجهها لكانت فتنتها في صوتها ... و ان لم تتحدث لكانت فتنتها في جسدها ... ان لم تكن لكانت في روحها ... بل في اسمها .,.. بل ان قتلها افضل و لنعود الي وأد البنات .
هل ادركتم ما سوف تؤديه احكامكم الغريبة عن الاسلام؟
الاسلام الذي يعترف للرجل و المرأة بالفتنة و هي الميل الجنسي بينهم و يهذبها دون مبالغة او تشنج .
و لكن لماذا نري شباب المسلمين في هذه النعمة المسماة اخلاق ؟
اما ان يحيط بنا الاعداء من الخارج بكل اباحة حتي تصير اباحية و اما ان ينهش بنا لااعداء في الداخل بكل تقييد حتي تصير الحياة مستحيلة .
لنعد الي الاسلام .
والا لنرفض جميعا كل وسائل التطور التي نستعملها و نعود لزمن الجمل .
و لنهتف يشد وعيقنا همس اعداءنا :
- هذا هو الاسلام الذي تظنونه مرنا يسيرا يصلح لكل زمان ومكان .
يا مسلمين ... ان كرامة و عفاف و عصمة الفتاة تكون في دينها و علمها و شخصيتها لا في حجبها عن الانظار و اعتقالها و سلبها حقوقها .
و لنينظر المسلم الا لمن يسره دينها و اخلاقها .
لا من تتبرج و تخلع ملابسها قطعة وراء قطعة .
يبحث المسلم عن الفتاة التي ستقيم له بيته .
و باعتقالكم لمن رضيتم اخلاقها فلن يجد صاحبنا الا كل مفسدة .
و ان كان هذا ما تريدون فان الاسلام منكم براء. اذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق .
و لنأخذ هذا الحديث التالي ردا عليكم .
قال عمر – وما ادراك ما عمر- و الله انا كنا في الجاهلية ما نعد للنساء امرا حتي انزل الله تعالي فيهن ما انزل , وقسم لهن ما قسم , فبينما انا في امر أأتمره اذ قالت لي امأتي :لو صنعت كذا وكذا , فقلت لها : وما بالك انت , ولما هاهنا ... و ما تكلفك في امر اريده ... فقالت لي : عجبا لك يا بن الخطاب ... ما تريد ان تراجع انت , و ان ابنتك لتراجع رسول الله ص حتي يظل يومه غضبان .
قال عمر : فأخذ ردائي ثم اخرج من مكاني حتي ادخل علي حفصة فقلت لها :يا بنية ,انك لتراجعين رسول الله ص حتي يظل يومه غضبان ؟فقالت حفصة:و الله انا لنراجعه .فقلت : ماتعلمين اني احذرك عقوبة الله و غضب رسوله , يا بنية لا تغرنك هذه التي اعجبها حسنها و حب رسول الله اياها , ثم خرجت حتي ادخل علي ام سلمة لقرابتي منها فكلمتها فقالت لي ام سلمة : عجبا لك يا بن الخطاب ... فقد دخلت في كل شئ حتي تبتغي ان تدخل بين رسول الله و ازواجه .
فقال: فأخذتني اخذا كسرتني عن بعض ما كنت اجد .

و لا حول و لا وة الا بالله .

السبت، 20 يونيو 2009

في نقد الاسلام و المسلمين ج 2

هل حقا يريدونها اسلامية ؟
سؤال ينبت في ذهني و تكبر اجابته المنطقية بناءا علي معطيات الوضع الحالي .
و سأعطي بعض الامثلة :
عندما حاولت الوصول لاي مقالات عن موضوع النقاب وجدت ثلاث اتجاهات ...الاول يهاجم من يجعلون النقاب من اركان الاسلام تأثم تاركته و يأثم من يشجعها علي تركه و تكفر وزارة الاوقاف ضمنيا بكتابها الصادر تحت عنوان النقاب عادة و ليست عبادة .و هذا الصوت اظنه الاعلي و الازعج صوا .ازعج لان مبرراته داما تريد السيطرة و الهيمنة علي المجتمع من نقطة ضعفهم ... الدين .غلف ما تريد بأي حديث ولو لم يكن موجودا اخترعه .تصل لما تريد.
الاتجاه الثاني هو المعارض لما سبق .. محاولة نبذ جعل النقاب سبب دخول المسلمة الجنة او النار و لا يهم بجانبه ايمانها ولا عملها الصالح ... بمعني اخر هلي النقاب مفتاح دخول الجنة ؟ام انه دخيل استعماري – للاسف من دولة عربية مسلمة تأبي وان تكون قيادتها للمنطقة العربية قيادة فرض عاداتها الاجتماعية تحت دعوي و ستار الدين.
الاتجاه الاخير لم يذكر اي شئ عن النقاب الذي نعرفه و نهتم به ...انما النقاب الذي يكشف الستر عنه و هذه العبارة تكرر ذكرها قبل اكثر من اختراع علمي.
و كأن الاختراعات العلمية صارت حكرا علي الغرب الكافر الملحد السافر .
وكأن الغرب هو الدنيا و نحن لنا الاخرة ... فلم لا نعيش امواتا .
في الجزء الاول تحدثت عن شكل الاسلام امام غير المسلم و كيف يخشي المسلم مجرد التفكير في اي موضوع ... كأن الاسلام يريد متبعين ممحيين الهوية و العقل .
يريد اغبياء عديمي العقل ... يريد قطيع اغنام .مع الاعتذار للاغنام .

الموضوع الثاني هل المسيحي كافر ؟
اذا اردت ان تستميل شخصا لدينك ... هل تقول له ان دينك يحتقره و يسبه و يشتمه؟
كيف و الاية الكريمة قول ادع الي سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة ؟
كيف و القرأن يقول "وقولوا قولا سديدا ... قولوا قولا لينا لعله يتذكر او يخشي ...قولوا للناس لينا...قولوا للناس حسنا .
كيف ساعرف دينك و انت تهينينني ؟
الرد جاهز .... لان القران يقول :

1-(لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (المائدة:17)
2-(لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرائيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ) (المائدة:72)
3- (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (المائدة:73)
4-(وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) (التوبة:30)
فعم كفاراً لانهم لم يدخلوا في الإسلام، ولتنقصهم من الله تعالى ولأنبيائه وغير ذلك كثير.
وهم مشركين: لعبادتهم المسيح مع الله وهم مطبقين على القول بألوهية المسيح عليه السلام، ونزوله ليُصلَب تكفيراً لخطيئة آدم عليه السلام! فالعقيدة التي يعتنقها جميع النصارى -على اختلاف مذاهبهم- هي عقيدة أن الإله واحد في أقانيم ثلاثة: الأب، والابن، والروح القدس؛
وتري من اتاه الله علما يفسر الايات و يقول
لقد كفر الذين قالوا أن اللـه ثالث ثلاثة ( المائدة 73 ) نعم كفروا لكن علينا النظر فى الآيات الأخرى لان القران يفسر بعضه بعضا ، فإذا فعلنا نجد أن القران أطلق على اليهود ، والنصارى أهل الكتاب وان ما بين أيديهم هو كتاب موحى به . والدليل الأهم أن القران حرم زواج المؤمنين بالمشركين ، والكفار - فلو كان المسيحيين من المشركين لحرم الزواج منهم - فى الوقت الذى احل فيه الزواج من أهل الكتاب فقد قال فى سوره المائدة أيضا والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم اذ أتيتموهن أجورهن ( المائدة 5 ) أجورهن = مهورهن .و بالتالي فإن الآيتين المثيرتين للشبهات فلكى ننفى الكفر عن المسيحيين يكفى ان القران كما سبق - سمح بالزواج بالمسيحيات ومن ثم فالمسيحيون ليسوا بكفار . وحتى يمنع التناقض لابد ان يكون المعنى ليس هو المعنى العقيدى اى عدم الإيمان باللـه واليوم الآخر، وانما هو المعنى اللغوى حيث معنى كفر هو ستر وغطى .اذن فالمسيحي ليس كافر باللـه هو يؤمن باللـه واليوم الاخر والفضائل وله معتقداته الخاصه إلا أنهم ليسوا بمسلمين والمسلمون ايضا ولا يؤمنون بما جاء في الانجيل فهم ليسوا بمسيحيين وهذا امر طبيعى وهذا يعنى ان هناك ارضيه مشتركه بين هؤلاء والئك ويعنى ايضا ان المسيحيون اخر بالنسبه للمسلمين وان المسلمون اخر بالنسبه للمسيحيين فلما التنابذ والتنافر و العداء .ويقول نبى الإسلام من اذى ذميا فهو خصمي الى يوم الدين والذمي هو اليهودي والمسيحى .
نعم المسيحيون هم من الكفار ، و لكنهم يمتازون عن غيرهم من الكفار بكونهم من أهل الكتاب ، و أهل الكتاب على رأي الكثيرين من الفقهاء المراجع طاهرون .و لن يمكن تحقيق اي مواطنة او معايشة بين اثنين يتناحران و يرمي بعضهم بعضا بكل نقيصة و رذيلة لذلك يجب ان يدعوا كل طرف الى الخير والحب والتسامح والسلام بدلا من هذه المشاحنات (ما تحته خط منقول بتصرف ) . و الا فليأذن كل طرف منهم بقتل او تهديد به من الاخر فكل منهم قد افتي بان الاخر في النار و كم من ناقصي العقيدة الذين يريدون جنات سبع بشق تمرة و لن تكون جريمة القتل المباركة تلك اغلي من مجرد شق تمرة.
بل الافضل ان يهتم كل طرف بنفسه اولا عسي ان يحقق لنفسه الخير اولا.
{كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ }المدثر38{وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ }الجاثية22{وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ }الشورى30{الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ }غافر17{وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ }يونس99{أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً }الفرقان43{أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النَّارِ }الزمر19{أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَن كَانَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ }الزخرف40{اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً }الإسراء14{لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ }الغاشية2
فليكفر او ليؤمن كل دين بكل الاديان ولكن لا يوجد ما يمنع من تعايش هذا الدين مع غيره كما يليق بعقيدة قوية لا تخشي اي شئ.
اما عن العلمانية فحدث و لا حرج .
من اختلاف في تفسير معناها الي اختلاف في تأويل مضمونها و لا تجد الصواب الا بصعوبة .الاجمل ان اعرض كل الاراء هنا ... و سأبدأ .
ما هي العلمانية؟
هي بأختصار شديد جدا قول النبي عليه الصلاة و السلام انتم اعلم بأمور دنياكم .
بمعني ان الدين يحكم في اشياء و يعلمنا في الوقت نفسه ان نستعمل عقلنا .
و هذه هي تهمة العلماني الاولي . انه يستعمل عقله حتي مع وجود نص .
لا اله الا الله
و هل نص الاسلم علي غير هذا؟
هل ما فعله الرسول من فعل او اقرار لاستعمال العقل شيئا غير هذا؟
هل كان ابو بكر و عمر رافضين لهذا الامر؟
لو كان الامركما يقولون فلن يكون هناك استحسان لسعد بن معاذ الذي جاهر الرسول باستعماله عقله ان لم يجد الحكم في كتاب الله و رسوله.
و ما كان ابو بكر يقاتل ناس قالوا لا اله الا الله لمنعهم الزكاة .و لا كان سيجمع القرأن لانه لا يوجد في القرأن و السنة غير "انا نحن نزلنا الذكر و انا له لحافظون ."
و ما كان عمر سيعطل ايه الرجم او لا يطبقها لانعدام شروطها و هو الاصح قولا .
ماهي تهمة العلماني الثانية؟فصل الدين عن الدولة؟
وهل نص الاسلام علي شكل معين للدولة؟
لقد رأينا في الاسلام كل اشكال الدول الوراثية و الشورية و الدكتاتورية و البوليسية و كلها علي عكس المتوقع و الحمد لله حققت في وقتها ما اضاف للاسلام منذ سيدنا ابو بكر وحتي انتهاء الخلافة الاسلامية سنة 1924 علي يد مصطفي كمال اتاتورك .
لقد كان للاسلام في اغلب هذه الاوقات امبراطورية قوية لا يستهان بها .
ولكن اين المشكلة؟
المشكلة اننا لا نحب اختصار الوقت و ننظر في تاريخ و فلسفة و علوم الاسلام عما نريد و لكن نبحث اولا في علوم الغرب التي اخذها منا و طورها طبقا لمجتمعاته و عقيدته لنأخذها منه نحن وقد مسخت و صارت غير مناسبة لنا –ونحن من اوجدناها – و لكنها عقدة الخواجة المزمنة .
العلمانية في اوروبا فصل الدين المتمثل في الكنيسة عن الدنيا المتمثلة في الملوك والاباطرة.
و هل الاسلام مثل المسيحية يجعل الدين في يد رجالا معدودين رافعين عن باقي الناس اي تكليف؟
كلا.
كل مسلم رجل دين ...وحبذا لو كان عالما به .
الا لو كان ؤلاء المتأسلمون الراغبين في كسب السلطة و لو خسروا دينهم يريدون تنصيب انفسهم كهنة لا يصح الكلام في الدين غير من افواههم .
لا اجتهاد مع ما يقولون فالحق الذي يملكونه لا يأتيه باطل.
و كل تفسيراتهم جامعة مانعة حتي و ان ثبت عكسها مثل من قال بكروية الارض فاعلنوا فسقه لعدم وجود ذلك في الكتاب المقدس.
و المرأة ملعونة و لا دور لها غير اغواء الرجل و افساده و ابعاده عن النعيم و نشر الجهل و الخطيئة.
وهل المرأة التي صححت لعمر اقل علما؟
اه لو كانت موجودة الان ... لكان اقيم عليها الحد و السبت و كل ايام الاسبوع ايضا .
فالمرأة في الاسلام ...هي اساس الحضارة الاسلامية .
و لكن سنكمل ذلك في الجزء الثالث ان شاء الله .

السبت، 13 يونيو 2009

في نقد الاسلام و المسلمين



يكفي مجرد التفكير في كتابة مقال بهذا العنوان لشنق كاتبه و من ينشره و ربما من يتجرأ و يقرأه .
و لان هذا هو الوضع السائد في مجتمع مثل مصر كان و لا يزال يتمتع بقدرته علي احتواء اكثر من دين و امكانية التعايش بينهم – حتي و ان صار الواقع حاليا صراع بين اتباع دينين فقط اسلام و مسيحية .. الا ان هذا الصراع زائف و سأوضح ذلك في نهاية المقال او في عدة مقالات قادمة . .
المهم ... في نقد الاسلام .
بالطبع لا يمكن لاي بشر مثلي يؤمن بالله و بالرسل كلهم و يفكر في نقد الاسلام .
و لكن المشكلة عندي في السماح بالتفكير
فالاسلام بنصوص القران يأمر اتباعه –بلر الناس كلهم – بالتفكير و التدبر دون اي حدود الا قدرة العقل البشري و التي تتطور من عصر الي اخر .
في نفس الوقت الذي يحجم فيه معظم الفقهاء عن الخوض في قضايا اساس البحث فيها هو التفكير ... و لعدم استطاعتهم المناقشة في كل القضايا جعلوا من وضع القيود و تقليل مساحة الحرية اساس فقههم فغير مسموح لاي مسلم بالتفكير في الذات الالهية او معرفة الحكمة من الخلق .
هل المشكلةفي عدم وضوح النص ام في عدمفهمه.
و هي مشكلة تتعلق بالنص ايضا.
لماذا لم تكم الاحكام قطعية في غالبها ... الرد عندي جاهزا و هو ليكون الدين مرنا قادرا علي ملائمة كل العصور .
فالله ليس جلادا و لا دمويا يشرع لخلقه ما يجعلهم يكرهون الحياة و لا يفرح بتر يد اوالاطاحة بالرقاب .
لكن للاسف الشديد اتباع الاسلام يفعلون باسمه و بأوامره.
و الله ليس ماكرا خبيثا يريد اجهاد من خلقهم بالالفاظ الغريبة عليهم و التعقيد و اكراههم علي ما لا يطيقون .
لكن اتباعه من الشيوخ و الفقهاء يفعلون ... و لا تقل لي كيف تم سؤال صحابي جليل عن معني كلمة "ابا" و قال لم يعرف .
لا اعتقد ان هناك من يستطيع قولها لاي سبب ...
و الله ليس بجمود الاحجار و لا قساوتها لدرجة تشريعه لكل ما يكره الناس فيها ... حتي لاظن فتوي تحريم الاستماع الي صوت موج البحر و تغريد الطيور قريبة من الظهور .
و علي الاتباع السمع و الطاعة .
نقد الاسلام كدين انه اشتمل علي كل شئ قولا و فعلا و صار من الحجمالكبير الذي يمكن ان يصلح لحكم الارض بأسرها دون تعقيد او مشاكل .
و يثبت كلمي هذا ما فعله الامام الشافعي الذي لم يجد غضاضة في تعديل ارائه التي وضعها في العراق عند حلوله بمصر .
هل اخطأ ... ام ان ادرك ان ما يسير علي الناس بالعراق من الاسلام ... و ما يسير علي الناس في مصر من الالسلام ايضا ... و لا يوجد اختلاف في الاصل ... فالكل يؤمن بالله وبرسوله .
المشكلة في من لا يؤمن بالله و لا يعتقد في وجود اله بكل هذه الرحمة .
هل يستكثر علي الله الرحمة ... ام انه يزايد علي الله .
ام ان النفاق قد عم قلبه ؟
لندع هذا عند الحديث عن المسلمين.
اكرر . نقدي للاسلام انه دين شامل للغاية يعجز البشر في تطبيقه موحدا لاختلاف ارائهم و تفسيراتهم لعدة كلمات هي اسس احكامه . لكن ردي علي نفسي ان هذا مطلةب لمسايرة البعد الزماني و المكاني . الزمان لمسايرة كل العصور .. و المكان لاختلاف ظروف البيئات من مكان لاخر . فالجو الحار ليس بالمكان الذي يكسوه الجليد .
في المسلمين
ماشاء الله !
عندما يري المرء العدد الوفير من المسلمين ينصرف ذهنه تلقائيا الي مدي القوة التي تجمعهم و مدي القوة التي تستطيع تفريقهم ... و مدي القوة المعطلة في الحالتين .
مدي القوة التي تجمعهم فكمسلم لا يمكن ان انكر ما انا مؤمن به ... حتي لو كان هناك من المسلمين من ينكره.
انا مؤمن بقدرة الله و قوته التي تفوق التصور البشري باي مقياس .. و لا يمكن اساسا ان تضع لمن صنع المعيار نفسه معيار .
لكن تري العهجب في اذهان المسلمين .
من التفكير في كيف يمكن تصور الله و استوائه علي العرش و كيف تبدو يده و كيف يسمع او يري ؟
هل هذا يمنعنا من الايمان به ؟
ام اننا امام عرض نملك او نظن اننا نملك قبوله اورفضه ... لذلك نتناقش فيما هو اكبر من قدرات استيعابنا .
استغفر الله العظيم.
نجد كتبا قد امتلأت بالخرافات و ما لا يصدقه عقل بدعوي الاحسان الي الدين و رموزه ...ناسين ان من يفعل ذلك عليه ان يتبوأ مقعده من النار .
نزايد علي الرسل و علي الملائكة و علي الرسول و صحابته .
نزايد علي الاسلام و المسلمين و نتهمهم بابشع التهم .
نكفر من نريد و ندخل نريد الجنة.
نعيب علي الاديان السابقة اتخاذهم الكهان وسائط بين البشرو بين الله و نسمح للبعض بان يفعل ذلك ..
هذا الشيخ قد ضمن دخول الجنة ... فلا بأس من التبرك به حيا و ميتا .
جاء الاسلام لايهدم كل الاصنام و ما نحن الا معيدين عبادهتها .
بصراحة نحن نبالغ لدرجة العمي . فلا نحن اعطينا للدين ما يستحق و لا نحن جردنا الدين من شوائبه .
نخاف و نقلب الدنيا ضجيجا اذا جاء احدهم و شكك في حديث للبخاري او مسلم مع ان مجرد النظر للقرأن الكريم تحسم الامر .
و نتخذ من الدين اداة لكل فحش و بذئ ... و ظلم و تعسف ... و لامبالاة و سلبية ... و جهل و تخلف .
كل هذا قد صار – و العياذ بالله – من الدين .
و البقية في المقال القادم ان شاء الله

الجمعة، 5 يونيو 2009

يا ريس يا جامد


اعتذر عن هذا العنوان الحماسي لكن اري ان الموقف يستحق
اذ ان اختيار اوباما للقاهرة لتكون مكانا لخطبته امس ارتبط في ذهني بصورتين.


الصورة الاولي هي قيام اوباما بالانحناء امام ملك السعودية الامر الذي جلب له كثيرا من اللوم – لاوباما – و جلب لنا الكثير من السعادة و الانتشاء .
و الصورة الثانية ان اوباما قد اختار مصر لكن قبل زيارته لها زار السعودية اولا .
لن اتحدث عن لعبة السياسة و مصالحها و الكثير من الالعاب الساسيةالتي تحتم في كثير من الاحيان تغلب لعبة المصالح علي لعبة المنطق و المبادئ . و لن اتحدث عن بروتوكول المعاملة بالمثل فلست علي يقين من ذلك ... اما موضوع الترتيب المسبق للزيارة فهو الامر الذي قد يؤكد ما اريد التحدث عنه .
فقط اقول ان فرحتنا بزيارة اوباما لمصر و خطابه الذي نشرته باللغة العربية و الانجليزية يجعلني ابحث عما يرضيني كمصري .
و لم اجد غير ما فعله مبارك عندما ترك وزير خارجيته – وزير و ليس رئيس وزراء – ليستقبل اوباما في المطار ... و الثاني ان يصعد اوباما درجات سلالم القصر الجمهوري ليصافح مبارك .
قد يكون الاثنان غير مرتبطان ... قد نقول ان مبارك متعب او انه لم يشفي من فجيعته في وفاة حفيده بعد .لكن هناك رئيس الوزراء .هناك استقبال رسمي يبدأ من المطار لا مجرد دقائق معدودة لعزف السلام الجمهوري لكلا البلدين.
حتي و اوباما يعود من زيارته للاهرامات بالطائرة الهليوكوبتر ليرحل لبلاده دون وجود اي توديع رسمي له غير نفس الوزير الذي استقبله ...
هل هي مدبرة؟
هل هناك رسالة خفية يريد مبارك من اوباما ان يفهمها؟
مصر ليست اقل من السعودية .
و رئيس مصر ليس اقل من ملك السعودية .
و هذا رأيي .
علي كل حال اتمني ان تكون ملاحظتي صحيحة .
اتمني ذلك ...
حتي اقولها مرة ثانية ... يا ريسنا يا جامد .

ترجمة باللغة العربية لنص خطاب الرئيس الامريكي اوباما في جامعة القاهرة





"إنه لمن دواعي شرفي أن أزور مدينة القاهرة الأزلية حيث تستضيفني فيها مؤسستان مرموقتان للغاية أحدهما الأزهر الذي بقي لأكثر من ألف سنة منارة العلوم الإسلامية بينما كانت جامعة القاهرة على مدى أكثر من قرن بمثابة منهل من مناهل التقدم في مصر.
ومعا تمثلان حسن الاتساق والانسجام ما بين التقاليد والتقدم. وإنني ممتن لكم لحسن ضيافتكم ولحفاوة شعب مصر. كما أنني فخور بنقل أطيب مشاعر الشعب الأمريكي لكم مقرونة بتحية السلام من المجتعات المحلية المسلمة في بلدي: "السلام عليكم".
إننا نلتقي في وقت يشوبه التوتر بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي وهو توتر تمتد جذوره إلى قوى تاريخية تتجاوز أي نقاش سياسي راهن. وتشمل العلاقة ما بين الإسلام والغرب قرونا سادها حسن التعايش والتعاون كما تشمل هذه العلاقة صراعات وحروبا دينية.
وساهم الاستعمار خلال العصر الحديث في تغذية التوتر بسبب حرمان العديد من المسلمين من الحقوق والفرص كما ساهم في ذلك الحرب الباردة التي عوملت فيها كثير من البلدان ذات الأغلبية المسلمة بلا حق كأنها مجرد دول وكيلة لا يجب مراعاة تطلعاتها الخاصة.
وعلاوة على ذلك حدا التغيير الكاسح الذي رافقته الحداثة والعولمة بالعديد من المسلمين إلى اعتبار الغرب معاديا لتقاليد الإسلام.
لقد استغل المتطرفون الذين يمارسون العنف هذه التوترات في قطاع صغير من العالم الإسلامي بشكل فعال. ثم وقعت أحداث 11 سبتمبر 2001 واستمر هؤلاء المتطرفون في مساعيهم الرامية إلى ارتكاب أعمال العنف ضد المدنيين الأمر الذي حدا بالبعض في بلدي إلى اعتبار الإسلام معاديا لا محالة ليس فقط لأمريكا وللبلدان الغربية وإنما أيضا لحقوق الإنسان. ونتج عن ذلك مزيد من الخوف وعدم الثقة.
هذا وما لم نتوقف عن تحديد مفهوم علاقاتنا المشتركة من خلال أوجه الاختلاف فيما بيننا فإننا سنساهم في تمكين أولئك الذين يزرعون الكراهية ويرجحونها على السلام ويروجون للصراعات ويرجحونها على التعاون الذي من شأنه أن يساعد شعوبنا على تحقيق الازدهار. هذه هي دائرة الارتياب والشقاق التي يجب علينا إنهاءها.
لقد أتيت إلى هنا للبحث عن بداية جديدة بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي استنادا إلى المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل وهي بداية مبنية على أساس حقيقة أن أمريكا والإسلام لا تعارضان بعضها البعض ولا داعي أبدا للتنافس فيما بينهما بل ولهما قواسم ومبادئ مشتركة يلتقيان عبرها ألا وهي مبادئ العدالة والتقدم والتسامح وكرامة كل إنسان.
إنني أقوم بذلك إدراكا مني بأن التغيير لا يحدث بين ليلة وضحاها. ولا يمكن لخطاب واحد أن يلغي سنوات من عدم الثقة كما لا يمكنني أن أقدم الإجابة على كافة المسائل المعقدة التي أدت بنا إلى هذه النقطة. غير أنني على يقين من أنه يجب علينا من أجل المضي قدما أن نعبر بصراحة عما هو في قلوبنا وعما هو لا يقال إلا وراء الأبواب المغلقة.
كما يجب أن يتم بذل جهود مستديمة للاستماع إلى بعضنا البعض وللتعلم من بعضنا البعض والاحترام المتبادل والبحث عن أرضية مشتركة. وينص القرآن الكريم على ما يلي: (اتقوا الله وكونوا مع الصادقين). وهذا ما سوف أحاول بما في وسعي أن أفعله وأن أقول الحقيقة بكل تواضع أمام المهمة التي نحن بصددها اعتقادا مني كل الاعتقاد أن المصالح المشتركة بيننا كبشر هي أقوى بكثير من القوى الفاصلة بيننا.
يعود جزء من اعتقادي هذا إلى تجربتي الشخصية. إنني مسيحي بينما كان والدي من أسرة كينية تشمل أجيالا من المسلمين. ولما كنت صبيا قضيت عدة سنوات في إندونيسيا واستمعت إلى الآذان ساعات الفجر والمغرب. ولما كنت شابا عملت في المجتمعات المحلية بمدينة شيكاغو حيث وجد الكثير من المسلمين في عقيدتهم روح الكرامة والسلام.


إنني أدرك بحكم دارستي للتاريخ أن الحضارة مدينة للإسلام الذي حمل معه في أماكن مثل جامعة الأزهر نور العلم عبر قرون عدة الأمر الذي مهد الطريق أمام النهضة الأوروبية وعصر التنوير.
ونجد روح الابتكار الذي ساد المجتمعات الإسلامية وراء تطوير علم الجبر وكذلك البوصلة المغناطسية وأدوات الملاحة وفن الأقلام والطباعة بالإضافة إلى فهمنا لانتشار الأمراض وتوفير العلاج المناسب لها. حصلنا بفضل الثقافة الإسلامية على أروقة عظيمة وقمم مستدقة عالية الارتفاع وكذلك على أشعار وموسيقى خالدة الذكر وفن الخط الراقي وأماكن التأمل السلمي. وأظهر الإسلام على مدى التاريخ قلبا وقالبا الفرص الكامنة في التسامح الديني والمساواة ما بين الأعراق.
أعلم كذلك أن الإسلام كان دائما جزءا لا يتجزأ من قصة أمريكا حيث كان المغرب هو أول بلد اعترف بالولايات المتحدة الأمريكية.
وبمناسبة قيام الرئيس الأمريكي الثاني جون أدامس عام 1796 بالتوقيع على معاهدة طرابلس فقد كتب ذلك الرئيس أن "الولايات المتحدة لا تكن أي نوع من العداوة تجاه قوانين أو ديانة المسلمين أو حتى راحتهم".
منذ عصر تأسيس بلدنا ساهم المسلمون الأمريكان في إثراء الولايات المتحدة. لقد قاتلوا في حروبنا وخدموا في المناصب الحكومية ودافعوا عن الحقوق المدنية وأسسوا المؤسسات التجارية كما قاموا بالتدريس في جامعاتنا وتفوقوا في الملاعب الرياضية وفازوا بجوائز نوبل وبنوا أكثر عماراتنا ارتفاعا وأشعلوا الشعلة الأولمبية. وعندما تم أخيرا انتخاب أول مسلم أمريكي إلى الكونغرس فقام ذلك النائب بأداء اليمين الدستورية مستخدما في ذلك نفس النسخة من القرآن الكريم التي احتفظ بها أحد آبائنا المؤسسين توماس جيفرسون في مكتبته الخاصة.
إنني إذن تعرفت على الإسلام في قارات ثلاث قبل مجيئي إلى المنطقة التي نشأ فيها الإسلام.
ومن منطلق تجربتي الشخصية استمد اعتقادي بأن الشراكة بين أمريكا والإسلام يجب أن تستند إلى حقيقة الإسلام وليس إلى ما هو غير إسلامي وأرى في ذلك جزءا من مسؤوليتي كرئيس للولايات المتحدة حتى أتصدى للصور النمطية السلبية عن الإسلام أينما ظهرت.
لكن نفس المبدأ يجب أن ينطبق على صورة أمريكا لدى الآخرين ومثلما لا تنطبق على المسلمين الصورة النمطية البدائية فإن الصورة النمطية البدائية للإمبراطورية التي لا تهتم إلا بمصالح نفسها لا تنطبق على أمريكا. وكانت الولايات المتحدة أحد أكبر المناهل للتقدم عبر تاريخ العالم. وقمنا من ثورة ضد إحدى الإمبراطوريات وأسست دولتنا على أساس مثال مفاده أن جميع البشر قد خلقوا سواسية كما سالت دماؤنا في الصراعات عبر القرون لإضفاء المعنى على هذه الكلمات بداخل حدودنا وفي مختلف أرجاء العالم. وقد ساهمت كافة الثقافات من كل أنحاء الكرة الأرضية في تكويننا تكريسا لمفهوم بالغ البساطة باللغة اللاتينية: من الكثير واحد.
لقد تم تعليق أهمية كبيرة على إمكانية انتخاب شخص من أصل أمريكي إفريقي يدعى باراك حسين أوباما إلى منصب الرئيس. ولكن قصتي الشخصية ليست فريدة إلى هذا الحد. ولم يتحقق حلم الفرص المتاحة للجميع بالنسبة لكل فرد في أمريكا ولكن الوعد هو قائم بالنسبة لجميع من يصل إلى شواطئنا ويشمل ذلك ما يضاهي سبعة ملايين من المسلمين الأمريكان في بلدنا اليوم. ويحظى المسلمون الأمريكان بدخل ومستوى للتعليم يعتبران أعلى مما يحظى به معدل السكان.
علاوة على ذلك لا يمكن فصل الحرية في أمريكا عن حرية إقامة الشعائر الدينية. كما أن ذلك السبب وراء وجود مسجد في كل ولاية من الولايات المتحدة ووجود أكثر من 1200 مسجد داخل حدودنا. وأيضا السبب وراء خوض الحكومة الأمريكية إجراءات المقاضاة من أجل صون حق النساء والفتيات في ارتداء الحجاب ومعاقبة من يتجرأ على حرمانهن من ذلك الحق.
ليس هناك أي شك من أن الإسلام هو جزء لا يتجزأ من أمريكا. وأعتقد أن أمريكا تمثل التطلعات المشتركة بيننا جميعا بغض النظر عن العرق أو الديانة أو المكانة الاجتماعية: ألا وهي تطلعات العيش في ظل السلام والأمن والحصول على التعليم والعمل بكرامة والتعبير عن المحبة التي نكنها لعائلاتنا ومجتمعاتنا وكذلك لربنا. هذه هي قواسمنا المشتركة وهي تمثل أيضا آمال البشرية جمعاء.
يمثل إدراك أوجه الإنسانية المشتركة فيما بيننا بطبيعة الحال مجرد البداية لمهمتنا. إن الكلمات لوحدها لا تستطيع سد احتياجات شعوبنا ولن نسد هذه الاحتياجات إلا إذا عملنا بشجاعة على مدى السنين القادمة وإذا أدركنا حقيقة أن التحديات التي نواجهها هي تحديات مشتركة وإذا أخفقنا في التصدي لها سوف يلحق ذلك الأذى بنا جميعا.
لقد تعلمنا من تجاربنا الأخيرة ما يحدث من إلحاق الضرر بالرفاهية في كل مكان إذا ضعف النظام المالي في بلد واحد. وإذا أصيب شخص واحد بالإنفلونزا فيعرض ذلك الجميع للخطر. وإذا سعى بلد واحد وراء امتلاك السلاح النووي فيزداد خطر وقوع هجوم نووي بالنسبة لكل الدول. وعندما يمارس المتطرفون العنف في منطقة جبلية واحدة يعرض ذلك الناس من وراء البحار للخطر. وعندما يتم ذبح الأبرياء في دارفور والبوسنة يسبب ذلك وصمة في ضميرنا المشترك. هذا هو معنى التشارك في هذا العالم بالقرن الحادي والعشرين وهذه هي المسؤولية التي يتحملها كل منا تجاه الآخر كأبناء البشرية.
إنها مسؤولية تصعب مباشرتها، وكان تاريخ البشرية في كثير من الأحيان بمثابة سجل من الشعوب والقبائل التي قمعت بعضها البعض لخدمة تحقيق مصلحتها الخاصة. ولكن في عصرنا الحديث تؤدي مثل هذه التوجهات إلى إلحاق الهزيمة بالنفس ونظرا إلى الاعتماد الدولي المتبادل فأي نظام عالمي يعلي شعبا أو مجموعة من البشر فوق غيرهم سوف يبوء بالفشل لا محالة. وبغض النظر عن أفكارنا حول أحداث الماضي فلا يجب أن نصبح أبدا سجناء لأحداث قد مضت. إنما يجب معالجة مشاكلنا بواسطة الشراكة كما يجب أن نحقق التقدم بصفة مشتركة.
لا يعني ذلك بالنسبة لنا أن نفضل التغاضي عن مصادر التوتر وفي الحقيقة فإن العكس هو الأرجح: يجب علينا مجابهة هذه التوترات بصفة مفتوحة. واسمحوا لي انطلاقا من هذه الروح أن أتطرق بمنتهى الصراحة وأكبر قدر ممكن من البساطة إلى بعض الأمور المحددة التي أعتقد أنه يتعين علينا مواجهتها في نهاية المطاف بجهد مشترك.
إن المسألة الأولى التي يجب أن نجابهها هي التطرف العنيف بكافة أشكاله.
وقد صرحت بمدينة أنقرة بكل وضوح أن أمريكا ليست ولن تكون أبدا في حالة حرب مع الإسلام. وعلى أية حال سوف نتصدى لمتطرفي العنف الذين يشكلون تهديدا جسيما لأمننا. والسبب هو أننا نرفض ما يرفضه أهل كافة المعتقدات: قتل الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال. ومن واجباتي كرئيس أن أتولى حماية الشعب الأمريكي.
يبين الوضع في أفغانستان أهداف أمريكا وحاجتنا إلى العمل المشترك. وقبل أكثر من سبع سنوات قامت الولايات المتحدة بملاحقة تنظيم القاعدة ونظام طالبان بدعم دولي واسع النطاق. لم نذهب إلى هناك باختيارنا وإنما بسبب الضرورة. إنني على وعي بالتساؤلات التي يطرحها البعض بالنسبة لأحداث 11 سبتمبر أو حتى تبريرهم لتلك الأحداث. ولكن دعونا أن نكون صريحين: قام تنظيم القاعدة بقتل ما يضاهي 3000 شخص في ذلك اليوم. وكان الضحايا من الرجال والنساء والأطفال الأبرياء. ورغم ذلك اختارت القاعدة بلا ضمير قتل هؤلاء الأبرياء وتباهت بالهجوم وأكدت إلى الآن عزمها على ارتكاب القتل مجددا وبأعداد ضخمة.
إن هناك للقاعدة من ينتسبون لها في عدة بلدان وممن يسعون إلى توسعة نطاق أنشطتهم.
وما أقوله ليس بآراء قابلة للنقاش وإنما هي حقائق يجب معالجتها.
ولا بد أن تكونوا على علم بأننا لا نريد من جيشنا أن يبقى في أفغانستان ولا نسعى لإقامة قواعد عسكرية هناك. خسائرنا بين الشباب والشابات هناك تسبب لأمريكا بالغ الأذى. كما يسبب استمرار هذا النزاع تكاليف باهظة ومصاعب سياسية جمة. ونريد بكل سرور أن نرحب بكافة جنودنا وهم عائدون إلى الوطن إذا استطعنا أن نكون واثقين من عدم وجود متطرفي العنف في كل من أفغانستان وباكستان والذين يحرصون على قتل أكبر عدد ممكن من الأمريكيين.
ورغم ذلك كله لن تشهد أمريكا أي حالة من الضعف لإرادتها. ولاينبغي على أحد منا أن يتسامح مع أولئك المتطرفين. لقد مارسوا القتل في كثير من البلدان. لقد قتلوا أبناء مختلف العقائد ومعظم ضحاياهم من المسلمين. إن أعمالهم غير متطابقة على الإطلاق مع كل من حقوق البشر وتقدم الأمم والإسلام. وينص القرآن الكريم على أن "من قتل نفسا بغير حق أو فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا" ولا شك أن العقيدة التي يتحلى بها أكثر من مليار مسلم تفوق عظمتها بشكل كبير الكراهية الضيقة التي يكنها البعض. إن الإسلام ليس جزءا من المشكلة المتلخصة في مكافحة التطرف العنيف وإنما يجب أن يكون الإسلام جزءا من حل هذه المشكلة.
علاوة على ذلك نعلم أن القوة العسكرية وحدها لن تكفي لحل المشاكل في كل من أفغانستان وباكستان. ولذلك وضعنا خطة لاستثمار 1.5 مليار دولار سنويا على مدى السنوات الخمس القادمة لإقامة شراكة مع الباكستانيين لبناء المدارس والمستشفيات والطرق والمؤسسات التجارية وكذلك توفير مئات الملايين لمساعدة النازحين. وهذا أيضا السبب وراء قيامنا بتخصيص ما يربو على 2.8 مليار دولار لمساعدة الأفغان على تنمية اقتصادهم وتوفير خدمات يعتمد عليها الشعب.
اسمحوا لي أيضا أن أتطرق إلى موضوع العراق. لقد اختلف الوضع هناك عن الوضع في أفغانستان حيث وقع القرار بحرب العراق بصفة اختيارية مما أثار خلافات شديدة سواء في بلدي أو في الخارج. ورغم اعتقادي بأن الشعب العراقي في نهاية المطاف هو الطرف الكاسب في معادلة التخلص من الطاغية صدام حسين إلا أنني أعتقد أيضا أن أحداث العراق قد ذكرت أمريكا بضرورة استخدام الدبلوماسية لتسوية مشاكلنا كلما كان ذلك ممكنا. وفي الحقيقة فإننا نستذكر كلمات أحد كبار رؤسائنا توماس جيفرسون الذي قال "إنني أتمنى أن تنمو حكمتنا بقدر ما تنمو قوتنا وأن تعلمنا هذه الحكمة درسا مفاده أن القوة ستزداد عظمة كلما قل استخدامها.
"

تتحمل أمريكا اليوم مسؤولية مزدوجة تتلخص في مساعدة العراق على بناء مستقبل أفضل وترك العراق للعراقيين. إنني أوضحت للشعب العراقي أننا لا نسعى لإقامة أية قواعد في العراق أو لمطالبة العراق بأي من أراضيه أو موارده. يتمتع العراق بسيادته الخاصة به بمفرده. لذا أصدرت الأوامر بسحب الوحدات القتالية مع حلول شهر أغسطس القادم ولذا سوف نحترم الاتفاق المبرم مع الحكومة العراقية المنتخبة بأسلوب ديمقراطي والذي يقتضي سحب القوات القتالية من المدن العراقية بحلول شهر يوليو وكذلك سحب جميع قواتنا بحلول عام 2012. سوف نساعد العراق على تدريب قواته الأمنية وتنمية اقتصاده. ولكننا سنقدم الدعم للعراق الآمن والموحد بصفتنا شريكا له وليس بصفة الراعي.
وأخيرا مثلما لا يمكن لأمريكا أن تتسامح مع عنف المتطرفين فلا يجب علينا أن نقوم بتغيير مبادئنا أبدا. قد ألحقت أحداث 11 سبتمبر إصابة ضخمة ببلدنا حيث يمكن تفهم مدى الخوف والغضب الذي خلفته تلك الأحداث ولكن في بعض الحالات أدى ذلك إلى القيام بأعمال تخالف مبادئنا. إننا نتخذ إجراءات محددة لتغيير الاتجاه. وقد قمت بمنع استخدام أساليب التعذيب من قبل الولايات المتحدة منعا باتا كما أصدرت الأوامر بإغلاق السجن في خليج غوانتانامو مع حلول مطلع العام القادم.
نحن في أمريكا سوف ندافع عن أنفسنا محترمين في ذلك سيادة الدول وحكم القانون. وسوف نقوم بذلك في إطار الشراكة بيننا وبين المجتمعات الإسلامية التي يحدق بها الخطر أيضا لأننا سنحقق مستوى أعلى من الأمن في وقت أقرب إذا نجحنا بصفة سريعة في عزل المتطرفين مع عدم التسامح لهم داخل المجتمعات الإسلامية.
أما المصدر الرئيسي الثاني للتوتر الذي أود مناقشته هو الوضع ما بين الإسرائيليين والفلسطينيين والعالم العربي.
إن متانة الأواصر الرابطة بين أمريكا وإسرائيل معروفة على نطاق واسع. ولا يمكن قطع هذه الأواصر أبدا وهي تستند إلى علاقات ثقافية وتاريخية وكذلك الاعتراف بأن رغبة اليهود في وجود وطن خاص لهم هي رغبة متأصلة في تاريخ مأساوي لا يمكن لأحد نفيه.
لقد تعرض اليهود على مر القرون للاضطهاد وتفاقمت أحوال معاداة السامية في وقوع المحرقة التي لم يسبق لها عبر التاريخ أي مثيل. وإنني سوف أقوم غدا بزيارة معسكر بوخنفالد الذي كان جزءا من شبكة معسكرات الموت التي استخدمت لاسترقاق وتعذيب وقتل اليهود رميا بالأسلحة النارية وتسميما بالغازات. لقد تم قتل 6 ملايين من اليهود يعني أكثر من إجمالي عدد اليهود بين سكان إسرائيل اليوم. إن نفي هذه الحقيقة هو أمر لا أساس له وينم عن الجهل وبالغ الكراهية. كما أن تهديد إسرائيل بتدميرها أو تكرار الصور النمطية الحقيرة عن اليهود هما أمران ظالمان للغاية ولا يخدمان إلا غرض استحضار تلك الأحدث الأكثر إيذاءا إلى أذهان الإسرائيليين وكذلك منع حلول السلام الذي يستحقه سكان هذه المنطقة.
أما من ناحية أخرى فلا يمكن نفي أن الشعب الفلسطيني مسلمين ومسيحيين قد عانوا أيضا في سعيهم إلى إقامة وطن خاص لهم. وقد تحمل الفلسطينيون آلام النزوح على مدى أكثر من 60 سنة حيث ينتظر العديد منهم في الضفة الغربية وغزة والبلدان المجاورة لكي يعيشوا حياة يسودها السلام والأمن هذه الحياة التي لم يستطيعوا عيشها حتى الآن. يتحمل الفلسطينيون الإهانات اليومية صغيرة كانت أم كبيرة والتي هي ناتجة عن الاحتلال. وليس هناك أي شك من أن وضع الفلسطينيين لا يطاق ولن تدير أمريكا ظهرها عن التطلعات المشروعة للفلسطينيين ألا وهي تطلعات الكرامة ووجود الفرص ودولة خاصة بهم.
لقد استمرت حالة الجمود لعشرات السنوات: شعبان لكل منهما طموحاته المشروعة ولكل منهما تاريخ مؤلم يجعل من التراضي أمرا صعب المنال. إن توجيه اللوم أمر سهل إذ يشير الفلسطينيون إلى تأسيس دولة إسرائيل وما أدت إليه من تشريد للفلسطينيين ويشير الإسرائيليون إلى العداء المستمر والاعتداءات التي يتعرضون لها داخل حدود إسرائيل وخارج هذه الحدود على مدى التاريخ. ولكننا إذا نظرنا إلى هذا الصراع من هذا الجانب أو من الجانب الآخر فإننا لن نتمكن من رؤية الحقيقة: لأن السبيل الوحيد للتوصل إلى تحقيق طموحات الطرفين يكون من خلال دولتين يستطيع فيهما الإسرائيليون والفلسطينيون أن يعيشوا في سلام وأمن.
إن هذا السبيل يخدم مصلحة إسرائيل ومصلحة فلسطين ومصلحة أمريكا ولذلك سوف أسعى شخصياً للوصول إلى هذه النتيجة متحليا بالقدر اللازم من الصبر الذي تقتضيه هذه المهمة.
إن الالتزامات التي وافق عليها الطرفان بموجب خريطة الطريق هي التزامات واضحة. لقد آن الأوان من أجل إحلال السلام لكي يتحمل الجانبان مسؤولياتهما، ولكي نتحمل جميعنا مسؤولياتنا كذلك.
يجب على الفلسطينيين أن يتخلوا عن العنف إن المقاومة عن طريق العنف والقتل أسلوب خاطئ ولا يؤدي إلى النجاح. لقد عانى السود في أمريكا طوال قرون من الزمن من سوط العبودية ومن مهانة التفرقة والفصل بين البيض والسود ولكن العنف لم يكن السبيل الذي مكنهم من الحصول على حقوقهم الكاملة والمتساوية بل كان السبيل إلى ذلك إصرارهم وعزمهم السلمي على الالتزام بالمثل التي كانت بمثابة الركيزة التي اعتمد عليها مؤسسو أمريكا وهذا هو ذات التاريخ الذي شاهدته شعوب كثيرة تشمل شعب جنوب أفريقيا وجنوب آسيا وأوروبا الشرقية وأندونيسيا.
وينطوي هذا التاريخ على حقيقة بسيطة ألا وهي أن طريق العنف طريق مسدود وأن إطلاق الصواريخ على الأطفال الإسرائيليين في مضاجعهم أو تفجير حافلة على متنها سيدات مسنات لا يعبر عن الشجاعة أو عن القوة ولا يمكن اكتساب سلطة التأثير المعنوي عن طريق مثل هذه الأعمال إذ يؤدي هذا الأسلوب إلى التنازل عن هذه السلطة.
والآن على الفلسطينيين تركيز اهتمامهم على الأشياء التي يستطيعون إنجازها ويجب على السلطة الفلسطينية تنمية قدرتها على ممارسة الحكم من خلال مؤسسات تقدم خدمات للشعب وتلبي احتياجاته إن تنظيم حماس يحظى بالدعم من قبل بعض الفلسطينيين ولكنه يتحمل مسؤوليات كذلك ويتعين على تنظيم حماس حتى يؤدي دوره في تلبية طموحات الفلسطينيين وتوحيد الشعب الفلسطيني أن يضع حداً للعنف وأن يعترف بالاتفاقات السابقة وأن يعترف بحق إسرائيل في البقاء.
وفي نفس الوقت يجب على الإسرائيليين الإقرار بأن حق فلسطين في البقاء هو حق لا يمكن إنكاره مثلما لا يمكن إنكار حق إسرائيل في البقاء. إن الولايات المتحدة لا تقبل مشروعية من يتحدثون عن إلقاء إسرائيل في البحر كما أننا لا نقبل مشروعية استمرار المستوطنات الإسرائيلية. إن عمليات البناء هذه تنتهك الاتفاقات السابقة وتقوض من الجهود المبذولة لتحقيق السلام. لقد آن الأوان لكي تتوقف هذه المستوطنات.
كما يجب على إسرائيل أن تفي بالتزاماتها لتأمين تمكين الفلسطينيين من أن يعيشوا ويعملوا ويطوروا مجتمعهم. لأن أمن إسرائيل لا يتوفر عن طريق الأزمة الإنسانية في غزة التي تصيب الأسر الفلسطينية بالهلاك أو عن طريق انعدام الفرص في الضفة الغربية. إن التقدم في الحياة اليومية التي يعيشها الشعب الفلسطيني يجب أن يكون جزءا من الطريق المؤدي للسلام ويجب على إسرائيل أن تتخذ خطوات ملموسة لتحقيق مثل هذا التقدم.
وأخيرا يجب على الدول العربية أن تعترف بأن مبادرة السلام العربية كانت بداية هامة وأن مسؤولياتها لا تنتهي بهذه المبادرة كما ينبغي عليها أن لا تستخدم الصراع بين العرب وإسرائيل لإلهاء الشعوب العربية عن مشاكلها الأخرى بل يجب أن تكون هذه المبادرة
سببا لحثهم على العمل لمساعدة الشعب الفلسطيني على تطوير مؤسساته التي سوف تعمل على مساندة الدولة الفلسطينية ومساعدة الشعب الفلسطيني على الاعتراف بشرعية إسرائيل واختيار سبيل التقدم بدلا من السبيل الانهزامي الذي يركز الاهتمام على الماضي.
سوف تنسق أمريكا سياساتنا مع سياسات أولئك الذين يسعون من أجل السلام وسوف تكون تصريحاتنا التي تصدر علنا هي ذات التصريحات التي نعبر عنها في اجتماعاتنا الخاصة مع الإسرائيليين والفلسطينيين والعرب إننا لا نستطيع أن نفرض السلام ويدرك كثيرون من المسلمين في قرارة أنفسهم أن إسرائيل لن تختفي وبالمثل يدرك الكثيرون من الإسرائيليين أن دولة فلسطينية أمر ضروري. لقد آن الأوان للقيام بعمل يعتمد على الحقيقة التي يدركها الجميع.
لقد تدفقت دموع الكثيرين وسالت دماء الكثيرين وعلينا جميعا تقع مسئولية العمل من أجل ذلك اليوم الذي تستطيع فيه أمهات الإسرائيليين والفلسطينيين مشاهدة أبنائهم يتقدمون في حياتهم دون خوف وعندما تصبح الأرض المقدسة التي نشأت فيها الأديان الثلاثة العظيمة مكانا للسلام الذي أراده الله لها، وعندما تصبح مدينة القدس وطنا دائما لليهود والمسيحيين والمسلمين المكان الذي يستطيع فيه أبناء سيدنا إبراهيم عليه السلام أن يتعايشوا في سلام تماما كما ورد في قصة الإسراء عندما أقام الأنبياء موسى وعيسىومحمد سلام الله عليهم الصلاة معا.
إن المصدر الثالث للتوتر يتعلق باهتمامنا المشترك بحقوق الدول ومسئولياتها بشأن الأسلحة النووية.
لقد كان هذا الموضوع مصدرا للتوتر الذي طرأ مؤخرا على العلاقات بين الولايات المتحدة وجمهورية إيران الإسلامية التي ظلت لسنوات كثيرة تعبر عن هويتها من خلال موقفها المناهض لبلدي والتاريخ بين بلدينا تاريخ عاصف بالفعل إذ لعبت الولايات المتحدة في إبان فترة الحرب الباردة دورا في الإطاحة بالحكومة الإيرانية المنتخبة بأسلوب ديمقراطي.
أما إيران فإنها لعبت دورا منذ قيام الثورة الإسلامية في أعمال اختطاف الرهائن وأعمال العنف ضد القوات والمدنيين الأمريكيين. هذا التاريخ تاريخ معروف. لقد أعلنت بوضوح لقادة إيران وشعب إيران أن بلدي بدلا من أن يتقيد بالماضي يقف مستعدا للمضي قدما. والسؤال المطروح الآن لا يتعلق بالأمور التي تناهضها إيران ولكنه يرتبط بالمستقبل الذي تريد إيران أن تبنيه.
إن التغلب على فقدان الثقة الذي استمر لعشرات السنوات سوف يكون صعبا ولكننا سوف نمضي قدما مسلحين بالشجاعة واستقامة النوايا والعزم سيكون هناك الكثير من القضايا التي سيناقشها البلدان ونحن مستعدون للمضي قدما دون شروط مسبقة على أساس الاحترام المتبادل. إن الأمر الواضح لجميع المعنيين بموضوع الأسلحة النووية أننا قد وصلنا إلى نقطة تتطلب الحسم وهي ببساطة لا ترتبط بمصالح أمريكا ولكنها ترتبط بمنع سباق للتسلح النووي قد يدفع بالمنطقة إلى طريق محفوف بالمخاطر ويدمر النظام العالمي لمنع انتشار الأسلحة النووية.
إنني مدرك أن البعض يعترض على حيازة بعض الدول لأسلحة لا توجد مثلها لدى دول أخرى ولا ينبغي على أية دولة أن تختار الدول التي تملك أسلحة نووية وهذا هو سبب قيامي بالتأكيد مجددا وبشدة على التزام أمريكا بالسعي من أجل عدم امتلاك أي من الدول للأسلحة النووية وينبغي على أية دولة بما في ذلك إيران أن يكون لها حق الوصول إلى الطاقة النووية السلمية إذا امتثلت لمسؤولياتها بموجب معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية وهذا الالتزام هو التزام جوهري في المعاهدة ويجب الحفاظ عليه من أجل جميع الملتزمين به.
إن الموضوع الرابع الذي أريد أن أتطرق إليه هو الديمقراطية.
إن نظام الحكم الذي يسمع صوت الشعب ويحترم حكم القانون وحقوق جميع البشر هو النظام الذي أؤمن به وأعلم أن جدلا حول تعزيز الديمقراطية وحقوق جميع البشر كان يدور خلال السنوات الأخيرة وأن جزءا كبيرا من هذا الجدل كان متصلا بالحرب في العراق.
إسمحوا لي أن أتحدث بوضوح وأقول ما يلي: لا يمكن لأية دولة ولا ينبغي على أية دولة أن تفرض نظاما للحكم على أية دولة أخرى.
ومع ذلك لن يقلل ذلك من التزامي تجاه الحكومات التي تعبر عن إرادة الشعب حيث يتم التعبير عن هذا المبدأ في كل دولة وفقا لتقاليد شعبها. إن أمريكا لا تفترض أنها تعلم ما هو أفضل شيء بالنسبة للجميع كما أننا لا نفترض أن تكون نتائج الانتخابات السلمية هي النتائج التي نختارها ومع ذلك يلازمني اعتقاد راسخ أن جميع البشر يتطلعون لامتلاك قدرة التعبير عن أفكارهم وآرائهم في أسلوب الحكم المتبع في بلدهم ويتطلعون للشعور بالثقة في حكم القانون وفي الالتزام بالعدالة والمساواة في تطبيقه، ويتطلعون كذلك لشفافية الحكومة وامتناعها عن نهب أموال الشعب ويتطلعون لحرية اختيار طريقهم في الحياة. إن هذه الأفكار ليست أفكارا أمريكية فحسب بل هي حقوق إنسانية وهي لذلك الحقوق التي سوف ندعمها في كل مكان.
لا يوجد طريق سهل ومستقيم لتلبية هذا الوعد ولكن الأمر الواضح بالتأكيد هو أن الحكومات التي تحمي هذه الحقوق هي في نهاية المطاف الحكومات التي تتمتع بقدر أكبر من الاستقرار والنجاح والأمن. إن قمع الأفكار لا ينجح أبدا في القضاء عليها. إن أمريكا تحترم حق جميع من يرفعون أصواتهم حول العالم للتعبير عن آرائهم بأسلوب سلمي يراعي القانون حتى لو كانت آراؤهم مخالفة لآرائنا وسوف نرحب بجميع الحكومات السلمية المنتخبة شرط أن تحترم جميع أفراد الشعب في ممارستها للحكم.
هذه النقطة لها أهميتها لأن البعض لا ينادون بالديمقراطية إلا عندما يكونون خارج مراكز السلطة ولا يرحمون الغير في ممارساتهم القمعية لحقوق الآخرين عند وصولهم إلى السلطة.
إن الحكومة التي تتكون من أفراد الشعب وتدار بواسطة الشعب هي المعيار الوحيد لجميع من يشغلون مراكز السلطة بغض النظر عن المكان الذي تتولى فيه مثل هذه الحكومة ممارسة مهامها: إذ يجب على الحكام أن يمارسوا سلطاتهم من خلال الاتفاق في الرأي وليس عن طريق الإكراه ويجب على الحكام أن يحترموا حقوق الأقليات وأن يعطوا مصالح الشعب الأولوية على مصالح الحزب الذي ينتمون إليه.
أما الموضوع الخامس الذي يجب علينا الوقوف أمامه معا فهو موضوع الحرية الدينية.
إن التسامح تقليد عريق يفخر به الإسلام. لقد شاهدت بنفسي هذا التسامح عندما كنت طفلا في أندونيسيا إذ كان المسيحيون في ذلك البلد الذي يشكل فيه المسلمون الغالبية يمارسون طقوسهم الدينية بحرية. إن روح التسامح التي شاهدتها هناك هي ما نحتاجه اليوم إذ يجب أن تتمتع الشعوب في جميع البلدان بحرية اختيار العقيدة وأسلوب الحياة القائم على ما تمليه عليهم عقولهم وقلوبهم وأرواحهم بغض النظر عن العقيدة التي يختارونها لأنفسهم لأن روح التسامح هذه ضرورية لازدهار الدين ومع ذلك تواجه روح التسامح هذه تحديات مختلفة.
ثمة توجه في بعض أماكن العالم الإسلامي ينزع إلى تحديد قوة عقيدة الشخص وفقا لموقفه الرافض لعقيدة الآخر. إن التعددية الدينية هي ثروة يجب الحفاظ عليها ويجب أن يشمل ذلك الموارنة في لبنان أو الأقباط في مصر ويجب إصلاح خطوط الانفصال في أوساط المسلمين كذلك لأن الانقسام بين السنيين والشيعيين قد أدى إلى عنف مأساوي ولا سيما في العراق.
إن الحرية الدينية هي الحرية الأساسية التي تمكن الشعوب من التعايش ويجب علينا دائما أن نفحص الأساليب التي نتبعها لحماية هذه الحرية فالقواعد التي تنظم التبرعات الخيرية في الولايات المتحدة على سبيل المثال أدت إلى تصعيب تأدية فريضة الزكاة بالنسبة للمسلمين وهذا هو سبب التزامي بالعمل مع الأمريكيين المسلمين لضمان تمكينهم من تأدية فريضة الزكاة.
وبالمثل من الأهمية بمكان أن تمتنع البلدان الغربية عن وضع العقبات أمام المواطنين المسلمين لمنعهم من التعبير عن دينهم على النحو الذي يعتبرونه مناسبا فعلى سبيل المثال عن طريق فرض الثياب التي ينبغي على المرأة المسلمة أن ترتديها. إننا ببساطة لا نستطيع التظاهر بالليبرالية عن طريق التستر على معاداة أي دين.
ينبغي أن يكون الإيمان عاملا للتقارب فيما بيننا ولذلك نعمل الآن على تأسيس مشاريع جديدة تطوعية في أمريكا من شأنها التقريب فيما بين المسيحيين والمسلمين واليهود.
إننا لذلك نرحب بالجهود المماثلة لمبادرة جلالة الملك عبد الله المتمثلة في حوار الأديان كما نرحب بالموقف الريادي الذي اتخذته تركيا في تحالف الحضارات. إننا نستطيع أن نقوم بجهود حول العالم لتحويل حوار الأديان إلى خدمات تقدمها الأديان يكون من شأنها بناء الجسور التي تربط بين الشعوب وتؤدي بهم إلى تأدية أعمال تدفع إلى الأمام عجلة التقدم لجهودنا الإنسانية المشتركة سواء كان ذلك في مجال مكافحة الملاريا في أفريقيا أو توفير الإغاثة في أعقاب كارثة طبيعية.
إن الموضوع السادس الذي أريد التطرق إليه هو موضوع حقوق المرأة.
أعلم أن الجدل يدور حول هذا الموضوع وأرفض الرأي الذي يعبر عنه البعض في الغرب ويعتبر المرأة التي تختار غطاء لشعرها أقل شأنا من غيرها ولكنني أعتقد أن المرأة التي تحرم من التعليم تحرم كذلك من المساواة. إن البلدان التي تحصل فيها المرأة على تعليم جيد
هي غالبا بلدان تتمتع بقدر أكبر من الرفاهية وهذا ليس من باب الصدفة.
اسمحوا لي أن أتحدث بوضوح: إن قضايا مساواة المرأة ليست ببساطة قضايا للإسلام وحده لقد شاهدنا بلدانا غالبية سكانها من المسلمين مثل تركيا وباكستان وبنجلادش وإندونيسيا تنتخب المرأة لتولي قيادة البلد. وفي نفس الوقت يستمر الكفاح من أجل تحقيق المساواة للمرأة في بعض جوانب الحياة الأمريكية وفي بلدان العالم ولذلك سوف تعمل الولايات المتحدة مع أي بلد غالبية سكانه من المسلمين من خلال شراكة لدعم توسيع برامج محو الأمية للفتيات ومساعدتهن على السعي في سبيل العمل عن طريق توفير التمويل الأصغر الذي يساعد الناس على تحقيق أحلامهم.
باستطاعة بناتنا تقديم مساهمات إلى مجتمعاتنا تتساوى مع ما يقدمه لها أبناؤنا وسوف يتم تحقيق التقدم في رفاهيتنا المشتركة من خلال إتاحة الفرصة لجميع الرجال والنساء لتحقيق كل ما يستطيعون تحقيقه من إنجازات. أنا لا أعتقد أن على المرأة أن تسلك ذات
الطريق الذي يختاره الرجل لكي تحقق المساواة معه كما أحترم كل إمرأة تختار ممارسة دورا تقليديا في حياتها ولكن هذا الخيار ينبغي أن يكون للمرأة نفسها.
وأخيرا أريد أن أتحدث عن التنمية الاقتصادية وتنمية الفرص.
أعلم أن الكثيرين يشاهدون تناقضات في مظاهر العولمة لأن شبكة الإنترنت وقنوات التليفزيون لديها قدرات لنقل المعرفة والمعلومات ولديها كذلك قدرات لبث مشاهد جنسية منفرة وفظة وعنف غير عقلاني وباستطاعة التجارة أن تأتي بثروات وفرص جديدة ولكنها في ذات الوقت تحدث في المجتمعات اختلالات وتغييرات كبيرة وتأتي مشاعر الخوف في جميع البلدان حتى في بلدي مع هذه التغييرات وهذا الخوف هو خوف من أن تؤدي الحداثة إلى فقدان السيطرة على خياراتنا الاقتصادية وسياساتنا والأهم من ذلك على هوياتنا وهي الأشياء التي نعتز بها في مجتمعاتنا وفي أسرنا وفي تقاليدنا وفي عقيدتنا.
ولكني أعلم أيضا أن التقدم البشري لا يمكن إنكاره، فالتناقض بين التطور والتقاليد ليس أمرا ضروريا إذ تمكنت بلدان مثل اليابان وكوريا الجنوبية من تنمية أنظمتها الاقتصادية والحفاظ على ثقافتها المتميزة في ذات الوقت. وينطبق ذلك على التقدم الباهر الذي شاهده العالم الإسلامي من كوالالمبور إلى دبي لقد أثبتت المجتمعات الإسلامية منذ قديم الزمان وفي عصرنا الحالي أنها تستطيع أن تتبوأ مركز الطليعة في الابتكار والتعليم.
وهذا أمر هام إذ لا يمكن أن تعتمد أية إستراتيجية للتنمية على الثروات المستخرجة من تحت الأرض ولا يمكن إدامة التنمية مع وجود البطالة في أوساط الشباب، لقد استمتع عدد كبير من دول الخليج بالثراء المتولد عن النفط وتبدأ بعض هذه الدول الآن بالتركيز على قدر أعرض من التنمية ولكن علينا جميعا أن ندرك أن التعليم والابتكار سيكونان مفتاحا للثروة في القرن الواحد والعشرين إنني أؤكد على ذلك في بلدي كانت أمريكا في الماضي تركز اهتمامها على النفط والغاز في هذا الجزء من العالم ولكننا نسعى الآن للتعامل مع أمور تشمل أكثر من ذلك.
فيما يتعلق بالتعليم سوف نتوسع في برامج التبادل ونرفع من عدد المنح الدراسية مثل تلك التي أتت بوالدي إلى أمريكا وسوف نقوم في نفس الوقت بتشجيع عدد أكبر من الأمريكيين على الدراسة في المجتمعات الإسلامية وسوف نوفر للطلاب المسلمين الواعدين فرصا للتدريب في أمريكا وسوف نستثمر في سبل التعليم الإفتراضي للمعلمين والتلاميذ في جميع أنحاء العالم عبر الفضاء الإلكتروني وسوف نستحدث شبكة إلكترونية جديدة لتمكين المراهقين والمراهقات في ولاية كنساس من الاتصال المباشر مع نظرائهم في القاهرة.
وفيما يتعلق بالتنمية الاقتصادية سوف نستحدث هيئة جديدة من رجال الأعمال المتطوعين لتكوين شراكة مع نظرائهم في البلدان التي يشكل فيها المسلمون أغلبية السكان وسوف أستضيف مؤتمر قمة لأصحاب المشاريع المبتكرة هذا العام لتحديد كيفية تعميق العلاقات بين الشخصيات القيادية في مجال العمل التجاري والمهني والمؤسسات وأصحاب المشاريع الابتكارية الاجتماعية في الولايات المتحدة وفي المجتمعات الإسلامية في جميع أنحاء العالم.
وفيما يتعلق بالعلوم والتكنولوجيا، سوف نؤسس صندوقا ماليا جديدا لدعم التنمية والتطور التكنولوجي في البلدان التي يشكل فيها المسلمون غالبية السكان وللمساهمة في نقل الأفكار إلى السوق حتي تستطيع هذه البلدان استحداث فرص للعمل وسوف نفتتح مراكز للتفوق العلمي في أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا وسوف نعين موفدين علميين للتعاون في برامج من شأنها تطوير مصادر جديدة للطاقة واستحداث فرص خضراء للعمل لا تضر بالبيئة وسبل لترقيم السجلات وتنظيف المياه وزراعة محاصيل جديدة.
واليوم أعلن عن جهود عالمية جديدة مع منظمة المؤتمر الإسلامي للقضاء على مرض شلل الأطفال وسوف نسعى من أجل توسيع الشراكة مع المجتمعات الإسلامية لتعزيز صحة الأطفال والأمهات.
يجب إنجاز جميع هذه الأمور عن طريق الشراكة إن الأمريكيين مستعدون للعمل مع المواطنين والحكومات ومع المنظمات الأهلية والقيادات الدينية والشركات التجارية والمهنية في المجتمعات الإسلامية حول العالم من أجل مساعدة شعوبنا في مساعيهم الرامية لتحقيق حياة أفضل.
إن معالجة الأمور التي وصفتها لن تكون سهلة ولكننا نتحمل معا مسؤولية ضم صفوفنا والعمل معا نيابة عن العالم الذي نسعى من أجله وهو عالم لا يهدد فيه المتطرفون شعوبنا عالم تعود فيه القوات الأمريكية إلى ديارها عالم ينعم فيه الفلسطينيون والإسرائليون بالأمان في دولة لكل منهم وعالم تستخدم فيه الطاقة النووية لأغراض سلمية وعالم تعمل فيه الحكومات على خدمة المواطنين وعالم تحظى فيه حقوق جميع البشر بالاحترام. هذه هي مصالحنا المشتركة وهذا هو العالم الذي نسعى من أجله والسبيل الوحيد لتحقيق هذا العالم هو العمل معا.
أعلم أن هناك الكثيرون من المسلمين وغير المسلمين الذين تراودهم الشكوك حول قدرتنا على استهلال هذه البداية وهناك البعض الذين يسعون إلى تأجيج نيران الفرقة والانقسام والوقوف في وجه تحقيق التقدم ويقترح البعض أن الجهود المبذولة في هذا الصدد غير مجدية ويقولون أن الاختلاف فيما بيننا أمر محتم وأن الحضارات سوف تصطدم حتما وهناك الكثيرون كذلك الذين يتشككون ببساطة في إمكانية تحقيق التغيير الحقيقي فالمخاوف كثيرة وانعدام الثقة كبير ولكننا لن نتقدم أبدا إلى الأمام إذا اخترنا التقيد بالماضي.
إن الفترة الزمنية التي نعيش فيها جميعا مع بعضنا البعض في هذا العالم هي فترة قصيرة والسؤال المطروح علينا هو هل سنركز اهتمامنا خلال هذه الفترة الزمنية على الأمور التي تفرق بيننا أم سنلتزم بجهود مستديمة للوصول إلى موقف مشترك وتركيز اهتمامنا على المستقبل الذي نسعى إليه من أجل أبنائنا واحترام كرامة جميع البشر.
هذه الأمور ليست أمورا سهلة. إن خوض الحروب أسهل من إنهائها كما أن توجيه اللوم للآخرين أسهل من أن ننظر إلى ما يدور في أعماقنا كما أن ملاحظة الجوانب التي نختلف فيها مع الآخرين أسهل من العثور على الجوانب المشتركة بيننا ولكل دين من الأديان قاعدة جوهرية تدعونا لأن نعامل الناس مثلما نريد منهم أن يعاملونا وتعلو هذه الحقيقة على البلدان والشعوب وهي عقيدة ليست بجديدة وهي ليست عقيدة السود أو البيض أو السمر وليست هذه العقيدة مسيحية أو مسلمة أو يهودية هي عقيدة الإيمان الذي بدأت نبضاتها في مهد الحضارة والتي لا زالت تنبض اليوم في قلوب آلاف الملايين من البشر هي الإيمان
بالآخرين: الإيمان الذي أتى بي إلى هنا اليوم.
إننا نملك القدرة على تشكيل العالم الذي نسعى من أجله ولكن يتطلب ذلك منا أن نتحلى بالشجاعة اللازمة لاستحداث هذه البداية الجديدة، آخذين بعين الاعتبار ما كتب في القرآن الكريم: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل تعارفوا."
ونقرأ في التلمود ما يلي: "إن الغرض من النص الكامل للتوراة هو تعزيز السلام." ويقول لنا الكتاب المقدس: "هنيئا لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يُدعونَ."
باستطاعة شعوب العالم أن تعيش معا في سلام. إننا نعلم أن هذه رؤية الرب وعلينا الآن أن نعمل على الأرض لتحقيق هذه الرؤية. شكرا لكم والسلام عليكم".

نص خطاب الرئيس الامريكي اوباما في جامعة القاهرة

The following is the full text of US President Barack Obama's speech in Cairo

I am honored to be in the timeless city of Cairo, and to be hosted by two remarkable institutions. For over a thousand years, Al-Azhar has stood as a beacon of Islamic learning, and for over a century, Cairo University has been a source of Egypt's advancement. Together, you represent the harmony between tradition and progress. I am grateful for your hospitality, and the hospitality of the people of Egypt. I am also proud to carry with me the goodwill of the American people, and a greeting of peace from Muslim communities in my country: assalaamu alaykum.

We meet at a time of tension between the United States and Muslims around the world - tension rooted in historical forces that go beyond any current policy debate. The relationship between Islam and the West includes centuries of co-existence and cooperation, but also conflict and religious wars. More recently, tension has been fed by colonialism that denied rights and opportunities to many Muslims, and a Cold War in which Muslim-majority countries were too often treated as proxies without regard to their own aspirations. Moreover, the sweeping change brought by modernity and globalization led many Muslims to view the West as hostile to the traditions of Islam.
Violent extremists have exploited these tensions in a small but potent minority of Muslims. The attacks of September 11th, 2001 and the continued efforts of these extremists to engage in violence against civilians has led some in my country to view Islam as inevitably hostile not only to America and Western countries, but also to human rights. This has bred more fear and mistrust.

So long as our relationship is defined by our differences, we will empower those who sow hatred rather than peace, and who promote conflict rather than the cooperation that can help all of our people achieve justice and prosperity. This cycle of suspicion and discord must end.
I have come here to seek a new beginning between the United States and Muslims around the world; one based upon mutual interest and mutual respect; and one based upon the truth that America and Islam are not exclusive, and need not be in competition. Instead, they overlap, and share common principles - principles of justice and progress; tolerance and the dignity of all human beings.
I do so recognizing that change cannot happen overnight. No single speech can eradicate years of mistrust, nor can I answer in the time that I have all the complex questions that brought us to this point. But I am convinced that in order to move forward, we must say openly the things we hold in our hearts, and that too often are said only behind closed doors. There must be a sustained effort to listen to each other; to learn from each other; to respect one another; and to seek common ground. As the Holy Koran tells us, "Be conscious of God and speak always the truth." That is what I will try to do - to speak the truth as best I can, humbled by the task before us, and firm in my belief that the interests we share as human beings are far more powerful than the forces that drive us apart.

Part of this conviction is rooted in my own experience. I am a Christian, but my father came from a Kenyan family that includes generations of Muslims. As a boy, I spent several years in Indonesia and heard the call of the azaan at the break of dawn and the fall of dusk. As a young man, I worked in Chicago communities where many found dignity and peace in their Muslim faith.
As a student of history, I also know civilization's debt to Islam. It was Islam - at places like Al-Azhar University - that carried the light of learning through so many centuries, paving the way for Europe's Renaissance and Enlightenment. It was innovation in Muslim communities that developed the order of algebra; our magnetic compass and tools of navigation; our mastery of pens and printing; our understanding of how disease spreads and how it can be healed. Islamic culture has given us majestic arches and soaring spires; timeless poetry and cherished music; elegant calligraphy and places of peaceful contemplation. And throughout history, Islam has demonstrated through words and deeds the possibilities of religious tolerance and racial equality.
Video: SPIEGEL TV
I know, too, that Islam has always been a part of America's story. The first nation to recognize my country was Morocco. In signing the Treaty of Tripoli in 1796, our second President John Adams wrote, "The United States has in itself no character of enmity against the laws, religion or tranquility of Muslims." And since our founding, American Muslims have enriched the United States. They have fought in our wars, served in government, stood for civil rights, started businesses, taught at our Universities, excelled in our sports arenas, won Nobel Prizes, built our tallest building, and lit the Olympic Torch. And when the first Muslim-American was recently elected to Congress, he took the oath to defend our Constitution using the same Holy Koran that one of our Founding Fathers - Thomas Jefferson - kept in his personal library.
So I have known Islam on three continents before coming to the region where it was first revealed. That experience guides my conviction that partnership between America and Islam must be based on what Islam is, not what it isn't. And I consider it part of my responsibility as President of the United States to fight against negative stereotypes of Islam wherever they appear.
But that same principle must apply to Muslim perceptions of America. Just as Muslims do not fit a crude stereotype, America is not the crude stereotype of a self-interested empire. The United States has been one of the greatest sources of progress that the world has ever known. We were born out of revolution against an empire. We were founded upon the ideal that all are created equal, and we have shed blood and struggled for centuries to give meaning to those words - within our borders, and around the world. We are shaped by every culture, drawn from every end of the Earth, and dedicated to a simple concept: E pluribus unum: "Out of many, one."
Much has been made of the fact that an African-American with the name Barack Hussein Obama could be elected President. But my personal story is not so unique. The dream of opportunity for all people has not come true for everyone in America, but its promise exists for all who come to our shores - that includes nearly seven million American Muslims in our country today who enjoy incomes and education that are higher than average.
Moreover, freedom in America is indivisible from the freedom to practice one's religion. That is why there is a mosque in every state of our union, and over 1,200 mosques within our borders. That is why the U.S. government has gone to court to protect the right of women and girls to wear the hijab, and to punish those who would deny it.
So let there be no doubt: Islam is a part of America. And I believe that America holds within her the truth that regardless of race, religion, or station in life, all of us share common aspirations - to live in peace and security; to get an education and to work with dignity; to love our families, our communities, and our God. These things we share. This is the hope of all humanity.
Of course, recognizing our common humanity is only the beginning of our task. Words alone cannot meet the needs of our people. These needs will be met only if we act boldly in the years ahead; and if we understand that the challenges we face are shared, and our failure to meet them will hurt us all.
For we have learned from recent experience that when a financial system weakens in one country, prosperity is hurt everywhere. When a new flu infects one human being, all are at risk. When one nation pursues a nuclear weapon, the risk of nuclear attack rises for all nations. When violent extremists operate in one stretch of mountains, people are endangered across an ocean. And when innocents in Bosnia and Darfur are slaughtered, that is a stain on our collective conscience. That is what it means to share this world in the 21st century. That is the responsibility we have to one another as human beings.
This is a difficult responsibility to embrace. For human history has often been a record of nations and tribes subjugating one another to serve their own interests. Yet in this new age, such attitudes are self-defeating. Given our interdependence, any world order that elevates one nation or group of people over another will inevitably fail. So whatever we think of the past, we must not be prisoners of it. Our problems must be dealt with through partnership; progress must be shared.
That does not mean we should ignore sources of tension. Indeed, it suggests the opposite: we must face these tensions squarely. And so in that spirit, let me speak as clearly and plainly as I can about some specific issues that I believe we must finally confront together.
The first issue that we have to confront is violent extremism in all of its forms.
In Ankara, I made clear that America is not - and never will be - at war with Islam. We will, however, relentlessly confront violent extremists who pose a grave threat to our security. Because we reject the same thing that people of all faiths reject: the killing of innocent men, women, and children. And it is my first duty as President to protect the American people.
Video: SPIEGEL TV
The situation in Afghanistan demonstrates America's goals, and our need to work together. Over seven years ago, the United States pursued al Qaeda and the Taliban with broad international support. We did not go by choice, we went because of necessity. I am aware that some question or justify the events of 9/11. But let us be clear: al Qaeda killed nearly 3,000 people on that day. The victims were innocent men, women and children from America and many other nations who had done nothing to harm anybody. And yet Al Qaeda chose to ruthlessly murder these people, claimed credit for the attack, and even now states their determination to kill on a massive scale. They have affiliates in many countries and are trying to expand their reach. These are not opinions to be debated; these are facts to be dealt with.
Make no mistake: we do not want to keep our troops in Afghanistan. We seek no military bases there. It is agonizing for America to lose our young men and women. It is costly and politically difficult to continue this conflict. We would gladly bring every single one of our troops home if we could be confident that there were not violent extremists in Afghanistan and Pakistan determined to kill as many Americans as they possibly can. But that is not yet the case.
That's why we're partnering with a coalition of forty-six countries. And despite the costs involved, America's commitment will not weaken. Indeed, none of us should tolerate these extremists. They have killed in many countries. They have killed people of different faiths - more than any other, they have killed Muslims. Their actions are irreconcilable with the rights of human beings, the progress of nations, and with Islam. The Holy Koran teaches that whoever kills an innocent, it is as if he has killed all mankind; and whoever saves a person, it is as if he has saved all mankind. The enduring faith of over a billion people is so much bigger than the narrow hatred of a few. Islam is not part of the problem in combating violent extremism - it is an important part of promoting peace.

We also know that military power alone is not going to solve the problems in Afghanistan and Pakistan. That is why we plan to invest $1.5 billion each year over the next five years to partner with Pakistanis to build schools and hospitals, roads and businesses, and hundreds of millions to help those who have been displaced. And that is why we are providing more than $2.8 billion to help Afghans develop their economy and deliver services that people depend upon.
Let me also address the issue of Iraq. Unlike Afghanistan, Iraq was a war of choice that provoked strong differences in my country and around the world. Although I believe that the Iraqi people are ultimately better off without the tyranny of Saddam Hussein, I also believe that events in Iraq have reminded America of the need to use diplomacy and build international consensus to resolve our problems whenever possible. Indeed, we can recall the words of Thomas Jefferson, who said: "I hope that our wisdom will grow with our power, and teach us that the less we use our power the greater it will be."
Today, America has a dual responsibility: to help Iraq forge a better future - and to leave Iraq to Iraqis. I have made it clear to the Iraqi people that we pursue no bases, and no claim on their territory or resources. Iraq's sovereignty is its own. That is why I ordered the removal of our combat brigades by next August. That is why we will honor our agreement with Iraq's democratically-elected government to remove combat troops from Iraqi cities by July, and to remove all our troops from Iraq by 2012. We will help Iraq train its Security Forces and develop its economy. But we will support a secure and united Iraq as a partner, and never as a patron.
And finally, just as America can never tolerate violence by extremists, we must never alter our principles. 9/11 was an enormous trauma to our country. The fear and anger that it provoked was understandable, but in some cases, it led us to act contrary to our ideals. We are taking concrete actions to change course. I have unequivocally prohibited the use of torture by the United States, and I have ordered the prison at Guantanamo Bay closed by early next year.
So America will defend itself respectful of the sovereignty of nations and the rule of law. And we will do so in partnership with Muslim communities which are also threatened. The sooner the extremists are isolated and unwelcome in Muslim communities, the sooner we will all be safer.
The second major source of tension that we need to discuss is the situation between Israelis, Palestinians and the Arab world.

America's strong bonds with Israel are well known. This bond is unbreakable. It is based upon cultural and historical ties, and the recognition that the aspiration for a Jewish homeland is rooted in a tragic history that cannot be denied.
Around the world, the Jewish people were persecuted for centuries, and anti-Semitism in Europe culminated in an unprecedented Holocaust. Tomorrow, I will visit Buchenwald, which was part of a network of camps where Jews were enslaved, tortured, shot and gassed to death by the Third Reich. Six million Jews were killed - more than the entire Jewish population of Israel today. Denying that fact is baseless, ignorant, and hateful. Threatening Israel with destruction - or repeating vile stereotypes about Jews - is deeply wrong, and only serves to evoke in the minds of Israelis this most painful of memories while preventing the peace that the people of this region deserve.
On the other hand, it is also undeniable that the Palestinian people - Muslims and Christians - have suffered in pursuit of a homeland. For more than sixty years they have endured the pain of dislocation. Many wait in refugee camps in the West Bank, Gaza, and neighboring lands for a life of peace and security that they have never been able to lead. They endure the daily humiliations - large and small - that come with occupation. So let there be no doubt: the situation for the Palestinian people is intolerable. America will not turn our backs on the legitimate Palestinian aspiration for dignity, opportunity, and a state of their own.
For decades, there has been a stalemate: two peoples with legitimate aspirations, each with a painful history that makes compromise elusive. It is easy to point fingers - for Palestinians to point to the displacement brought by Israel's founding, and for Israelis to point to the constant hostility and attacks throughout its history from within its borders as well as beyond. But if we see this conflict only from one side or the other, then we will be blind to the truth: the only resolution is for the aspirations of both sides to be met through two states, where Israelis and Palestinians each live in peace and security.
That is in Israel's interest, Palestine's interest, America's interest, and the world's interest. That is why I intend to personally pursue this outcome with all the patience that the task requires. The obligations that the parties have agreed to under the Road Map are clear. For peace to come, it is time for them - and all of us - to live up to our responsibilities.
Palestinians must abandon violence. Resistance through violence and killing is wrong and does not succeed. For centuries, black people in America suffered the lash of the whip as slaves and the humiliation of segregation. But it was not violence that won full and equal rights. It was a peaceful and determined insistence upon the ideals at the center of America's founding. This same story can be told by people from South Africa to South Asia; from Eastern Europe to Indonesia. It's a story with a simple truth: that violence is a dead end. It is a sign of neither courage nor power to shoot rockets at sleeping children, or to blow up old women on a bus. That is not how moral authority is claimed; that is how it is surrendered.
Now is the time for Palestinians to focus on what they can build. The Palestinian Authority must develop its capacity to govern, with institutions that serve the needs of its people. Hamas does have support among some Palestinians, but they also have responsibilities. To play a role in fulfilling Palestinian aspirations, and to unify the Palestinian people, Hamas must put an end to violence, recognize past agreements, and recognize Israel's right to exist.
At the same time, Israelis must acknowledge that just as Israel's right to exist cannot be denied, neither can Palestine's. The United States does not accept the legitimacy of continued Israeli settlements. This construction violates previous agreements and undermines efforts to achieve peace. It is time for these settlements to stop.
Israel must also live up to its obligations to ensure that Palestinians can live, and work, and develop their society. And just as it devastates Palestinian families, the continuing humanitarian crisis in Gaza does not serve Israel's security; neither does the continuing lack of opportunity in the West Bank. Progress in the daily lives of the Palestinian people must be part of a road to peace, and Israel must take concrete steps to enable such progress.
Finally, the Arab States must recognize that the Arab Peace Initiative was an important beginning, but not the end of their responsibilities. The Arab-Israeli conflict should no longer be used to distract the people of Arab nations from other problems. Instead, it must be a cause for action to help the Palestinian people develop the institutions that will sustain their state; to recognize Israel's legitimacy; and to choose progress over a self-defeating focus on the past.
America will align our policies with those who pursue peace, and say in public what we say in private to Israelis and Palestinians and Arabs. We cannot impose peace. But privately, many Muslims recognize that Israel will not go away. Likewise, many Israelis recognize the need for a Palestinian state. It is time for us to act on what everyone knows to be true.
Too many tears have flowed. Too much blood has been shed. All of us have a responsibility to work for the day when the mothers of Israelis and Palestinians can see their children grow up without fear; when the Holy Land of three great faiths is the place of peace that God intended it to be; when Jerusalem is a secure and lasting home for Jews and Christians and Muslims, and a place for all of the children of Abraham to mingle peacefully together as in the story of Isra, when Moses, Jesus, and Mohammed (peace be upon them) joined in prayer.
The third source of tension is our shared interest in the rights and responsibilities of nations on nuclear weapons.
This issue has been a source of tension between the United States and the Islamic Republic of Iran. For many years, Iran has defined itself in part by its opposition to my country, and there is indeed a tumultuous history between us. In the middle of the Cold War, the United States played a role in the overthrow of a democratically-elected Iranian government. Since the Islamic Revolution, Iran has played a role in acts of hostage-taking and violence against U.S. troops and civilians. This history is well known. Rather than remain trapped in the past, I have made it clear to Iran's leaders and people that my country is prepared to move forward. The question, now, is not what Iran is against, but rather what future it wants to build.
It will be hard to overcome decades of mistrust, but we will proceed with courage, rectitude and resolve. There will be many issues to discuss between our two countries, and we are willing to move forward without preconditions on the basis of mutual respect. But it is clear to all concerned that when it comes to nuclear weapons, we have reached a decisive point. This is not simply about America's interests. It is about preventing a nuclear arms race in the Middle East that could lead this region and the world down a hugely dangerous path.
I understand those who protest that some countries have weapons that others do not. No single nation should pick and choose which nations hold nuclear weapons. That is why I strongly reaffirmed America's commitment to seek a world in which no nations hold nuclear weapons. And any nation - including Iran - should have the right to access peaceful nuclear power if it complies with its responsibilities under the nuclear Non-Proliferation Treaty. That commitment is at the core of the Treaty, and it must be kept for all who fully abide by it. And I am hopeful that all countries in the region can share in this goal.
The fourth issue that I will address is democracy.
I know there has been controversy about the promotion of democracy in recent years, and much of this controversy is connected to the war in Iraq. So let me be clear: no system of government can or should be imposed upon one nation by any other.
That does not lessen my commitment, however, to governments that reflect the will of the people. Each nation gives life to this principle in its own way, grounded in the traditions of its own people. America does not presume to know what is best for everyone, just as we would not presume to pick the outcome of a peaceful election. But I do have an unyielding belief that all people yearn for certain things: the ability to speak your mind and have a say in how you are governed; confidence in the rule of law and the equal administration of justice; government that is transparent and doesn't steal from the people; the freedom to live as you choose. Those are not just American ideas, they are human rights, and that is why we will support them everywhere.
There is no straight line to realize this promise. But this much is clear: governments that protect these rights are ultimately more stable, successful and secure. Suppressing ideas never succeeds in making them go away. America respects the right of all peaceful and law-abiding voices to be heard around the world, even if we disagree with them. And we will welcome all elected, peaceful governments - provided they govern with respect for all their people.
This last point is important because there are some who advocate for democracy only when they are out of power; once in power, they are ruthless in suppressing the rights of others. No matter where it takes hold, government of the people and by the people sets a single standard for all who hold power: you must maintain your power through consent, not coercion; you must respect the rights of minorities, and participate with a spirit of tolerance and compromise; you must place the interests of your people and the legitimate workings of the political process above your party. Without these ingredients, elections alone do not make true democracy.
The fifth issue that we must address together is religious freedom.
Islam has a proud tradition of tolerance. We see it in the history of Andalusia and Cordoba during the Inquisition. I saw it firsthand as a child in Indonesia, where devout Christians worshiped freely in an overwhelmingly Muslim country. That is the spirit we need today. People in every country should be free to choose and live their faith based upon the persuasion of the mind, heart, and soul. This tolerance is essential for religion to thrive, but it is being challenged in many different ways.
Among some Muslims, there is a disturbing tendency to measure one's own faith by the rejection of another's. The richness of religious diversity must be upheld - whether it is for Maronites in Lebanon or the Copts in Egypt. And fault lines must be closed among Muslims as well, as the divisions between Sunni and Shia have led to tragic violence, particularly in Iraq.
Freedom of religion is central to the ability of peoples to live together. We must always examine the ways in which we protect it. For instance, in the United States, rules on charitable giving have made it harder for Muslims to fulfill their religious obligation. That is why I am committed to working with American Muslims to ensure that they can fulfill zakat.
Likewise, it is important for Western countries to avoid impeding Muslim citizens from practicing religion as they see fit - for instance, by dictating what clothes a Muslim woman should wear. We cannot disguise hostility towards any religion behind the pretence of liberalism.
Indeed, faith should bring us together. That is why we are forging service projects in America that bring together Christians, Muslims, and Jews. That is why we welcome efforts like Saudi Arabian King Abdullah's Interfaith dialogue and Turkey's leadership in the Alliance of Civilizations. Around the world, we can turn dialogue into Interfaith service, so bridges between peoples lead to action - whether it is combating malaria in Africa, or providing relief after a natural disaster.
The sixth issue that I want to address is women's rights.
I know there is debate about this issue. I reject the view of some in the West that a woman who chooses to cover her hair is somehow less equal, but I do believe that a woman who is denied an education is denied equality. And it is no coincidence that countries where women are well-educated are far more likely to be prosperous.
Now let me be clear: issues of women's equality are by no means simply an issue for Islam. In Turkey, Pakistan, Bangladesh and Indonesia, we have seen Muslim-majority countries elect a woman to lead. Meanwhile, the struggle for women's equality continues in many aspects of American life, and in countries around the world.
Our daughters can contribute just as much to society as our sons, and our common prosperity will be advanced by allowing all humanity - men and women - to reach their full potential. I do not believe that women must make the same choices as men in order to be equal, and I respect those women who choose to live their lives in traditional roles. But it should be their choice. That is why the United States will partner with any Muslim-majority country to support expanded literacy for girls, and to help young women pursue employment through micro-financing that helps people live their dreams.
Finally, I want to discuss economic development and opportunity.
I know that for many, the face of globalization is contradictory. The Internet and television can bring knowledge and information, but also offensive sexuality and mindless violence. Trade can bring new wealth and opportunities, but also huge disruptions and changing communities. In all nations - including my own - this change can bring fear. Fear that because of modernity we will lose of control over our economic choices, our politics, and most importantly our identities - those things we most cherish about our communities, our families, our traditions, and our faith.
But I also know that human progress cannot be denied. There need not be contradiction between development and tradition. Countries like Japan and South Korea grew their economies while maintaining distinct cultures. The same is true for the astonishing progress within Muslim-majority countries from Kuala Lumpur to Dubai. In ancient times and in our times, Muslim communities have been at the forefront of innovation and education.
This is important because no development strategy can be based only upon what comes out of the ground, nor can it be sustained while young people are out of work. Many Gulf States have enjoyed great wealth as a consequence of oil, and some are beginning to focus it on broader development. But all of us must recognize that education and innovation will be the currency of the 21st century, and in too many Muslim communities there remains underinvestment in these areas. I am emphasizing such investments within my country. And while America in the past has focused on oil and gas in this part of the world, we now seek a broader engagement.
On education, we will expand exchange programs, and increase scholarships, like the one that brought my father to America, while encouraging more Americans to study in Muslim communities. And we will match promising Muslim students with internships in America; invest in on-line learning for teachers and children around the world; and create a new online network, so a teenager in Kansas can communicate instantly with a teenager in Cairo.
On economic development, we will create a new corps of business volunteers to partner with counterparts in Muslim-majority countries. And I will host a Summit on Entrepreneurship this year to identify how we can deepen ties between business leaders, foundations and social entrepreneurs in the United States and Muslim communities around the world.
On science and technology, we will launch a new fund to support technological development in Muslim-majority countries, and to help transfer ideas to the marketplace so they can create jobs. We will open centers of scientific excellence in Africa, the Middle East and Southeast Asia, and appoint new Science Envoys to collaborate on programs that develop new sources of energy, create green jobs, digitize records, clean water, and grow new crops. And today I am announcing a new global effort with the Organization of the Islamic Conference to eradicate polio. And we will also expand partnerships with Muslim communities to promote child and maternal health.
All these things must be done in partnership. Americans are ready to join with citizens and governments; community organizations, religious leaders, and businesses in Muslim communities around the world to help our people pursue a better life.

The issues that I have described will not be easy to address. But we have a responsibility to join together on behalf of the world we seek - a world where extremists no longer threaten our people, and American troops have come home; a world where Israelis and Palestinians are each secure in a state of their own, and nuclear energy is used for peaceful purposes; a world where governments serve their citizens, and the rights of all God's children are respected. Those are mutual interests. That is the world we seek. But we can only achieve it together.
I know there are many - Muslim and non-Muslim - who question whether we can forge this new beginning. Some are eager to stoke the flames of division, and to stand in the way of progress. Some suggest that it isn't worth the effort - that we are fated to disagree, and civilizations are doomed to clash. Many more are simply skeptical that real change can occur. There is so much fear, so much mistrust. But if we choose to be bound by the past, we will never move forward. And I want to particularly say this to young people of every faith, in every country - you, more than anyone, have the ability to remake this world.
All of us share this world for but a brief moment in time. The question is whether we spend that time focused on what pushes us apart, or whether we commit ourselves to an effort - a sustained effort - to find common ground, to focus on the future we seek for our children, and to respect the dignity of all human beings.
It is easier to start wars than to end them. It is easier to blame others than to look inward; to see what is different about someone than to find the things we share. But we should choose the right path, not just the easy path. There is also one rule that lies at the heart of every religion - that we do unto others as we would have them do unto us. This truth transcends nations and peoples - a belief that isn't new; that isn't black or white or brown; that isn't Christian, or Muslim or Jew. It's a belief that pulsed in the cradle of civilization, and that still beats in the heart of billions. It's a faith in other people, and it's what brought me here today.
We have the power to make the world we seek, but only if we have the courage to make a new beginning, keeping in mind what has been written.
The Holy Koran tells us, "O mankind! We have created you male and a female; and we have made you into nations and tribes so that you may know one another."
The Talmud tells us: "The whole of the Torah is for the purpose of promoting peace."
The Holy Bible tells us, "Blessed are the peacemakers, for they shall be called sons of God."
The people of the world can live together in peace. We know that is God's vision. Now, that must be our work here on Earth. Thank you. And may God's peace be upon you.