الأحد، 24 أغسطس 2008

هل يكره مبارك شعب مصر ؟!


سؤال ليس له محلا من الاعراب في ظل العلاقة غير الطبيعية بين شعب و رئيسه . فمبارك تجاوز كل الحدود المعروفة لاي علاقة ... ليس بفترة حكمه الطويلة نسبيا ... اذ ان حكام الفراعنة قد سجلوا سنوات اكثر منه ... و ليس بأرتباطه بفترة عصبية من تاريخ فلأول مرة يغتال حاكم مصري في العصر الحديث ... – السادات – و هو في ذروة قوته ... مما يستلزم وجود رجلا يدير البلاد و بصورة اعتقد انها لن تكون افضل من قيادة مبارك في هذه الفترة...
و ليس بأرتباطه بأحلام شعب فوجئ بالدنيا كلها تتغير حوله فلم يعد يدرك ماذا يحدث و لا كيف تتم مواجهته ... مما يستلزم حكمة بالغة في التعامل مع تسييس هذه الشرائح الاجتماعية الوليدة ...
و ليس بأرتباطه ايضا بعقول الجماهير التي بايعته رئيسا لها و استطاع ان يجعل نفس الجماهير لا تري غيره ... اما عن ثقة فيه و اما عن مدي الفارق بينه و بين من يفكر في منافسته ...
و ليس بأرتباطه ايضا بقلوب الجماهير التي تصطف تلقائيا لتحيته و التي هلعت و هرعت من كل صوب لتطمئن عليه فور سماعها خبر نجاته من محاولة اغتياله في اديس ابابا ...
مبارك ... مبارك صار مباركا لكل هذا و اكثر ... فالرجل ذي النشئة العسكرية الصارمة و الذي اعتاد بذل قصاري جهده ليطيع الاوامر فكان ناتج ذلك رائعا في حرب اكنوبر من خلال قيادته للقوات الجوية ... فيكسب ثقة السادات و من ثم يجعله يده اليمني ... كل هذا جعل من مبارك قائدا بارك الله فيه فبرك في القلوب...يمتلك ولاءها و انبهارها به .
و لكن ما المقابل ؟!
مسئولية كبيرة تحملها الرجل دون ان يئن – فغير مسموحا له ان يكون محل ثقة وضعها شعبا يعد بالملايين و يفعل .
شعبا ارتكن و تراخي و زاد من وضع اعباءه علي الرئيس ... و الرئيس ما يزال صابرا... بل انه يهب نفسه و روحه من اجل مصر ... بل و يضرب اروع مثل في الفداء ليقدم ابنه – قرة عينه – لكي يتحمل المسئولية التي تهربنا منها ... و ما نزال .
الرئيس لا يكره مصر ... الرئيس صارت حياته ممتزجة بمصر ... صار هو مصر و صارت مصر هو . و اللي مش عاجبه بدل البحر اتنين .

محمود فاروق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يشرفني قراءة تعليقك ايا كان... فردودك اثبات وجودك