الأحد، 24 أغسطس 2008

لنتحدث عن الحزب الوطني


اذا اراد ايا كان الحديث عن الحزب الوطني فعليه ان يجيب عن 3 اسئلة:
ما هي نقاط قوة الحزب
ما هي نقاط الضعف
ما هي مدي فاعليته
و اذا بدانا بنقاط القوة نجد ان الحزب يستمد معظم قوته ان لم يكن كلها من وجود السيد الرئيس محمد حسني مبارك علي رأس الحزب ... و بالتالي ينال بعضا من قبول الشعب المصري له بسب كاريزما الرئيس التي لا تملك معها الا الانبهار به .. و لم لا و مبارك يقف فوق تاريخ عسكري رائع كقائد للقوات الجوية التي كانت لها دورا عظيما في تحقيق نصر اكتوبر كما انه صاحب خبرة سياسية من شغله لمنصب نائب الرئيس الراحل محمد انور السادات بالاضافة الي قيلدته لمصر لفترة تجاوزت العام الخامس و العشرين ... و سواء اتفقنا مع سياته ام لم نتفق فهي فترة مؤثرة بحق في عمر الشعوب ... فلم يستمد الحزب قوته من كونه الحكومة ذاتها و التي تخلو من اي وزير من اي حزب اخر .. فالحزب الوطني نسي تماما مصطلح الحكومة الائتلافية . و بالتالي يفرض هيمنته علي كافه السلطات سواء كانت تنفيذية او تشريعية و حتي قضائية ليست لها يد المعارضة القوية و ان بدت في كثير من الاحيان كذلك . خاصة المحكمة الدستورية و التي تلهث وراء سيل القوانين المعيبة التي يصدرها الحزب بشراهة .
و بعد هذا نأتي الي ثقل الحزب و نجده يأتي من تجديده مؤخرا تحت دعوي الفكر الجديد بأغلب ان لم يكن كل عمالقة الاقتصاد المصري الامر الذي رفع الحزب فوق اي منافسة – حتي و ان لم تكن هناك من الاساس .
اما نقاط الضعف فتأتي علي رأسها ضعف الخبرة السياسية لمن يقود الحزب فعليا و ذلك بسبب
صغر السن او حداثة العهد بالسياسة الامر الذي ادي الي تخبط ملحوظ في التعامل مع كثير من المشاكل و اعطي ايحاءا يكاد يكون يقينا لخصوم الحزب بامكانية الوقوف كند له ... و لم لا و كل الشواهد تقول ذلك بدأ من العجز عن اعادة الثقة المفقودة بين الشعب و الحكومة و تهميش دور باقي الاحزاب الاخري و التي تستجدي بقاءها من معونات الحزب لها فتسير طبقا للدور المرسوم لها حينا و تخرج عنه احيانا ... فأنعدمت المنافسة السياسية مما ادي بالحزب الي الخمول و الترهل السياسي ... و محاولة تجديد الحزب المستمرة بضغار السن تؤدي للاسف الي زيادة خطر نقطة الضعف الاولي . فلا يمكن للحزب ان يتخلي عن اصحاب الخبرات ممن افنوا حياتهم لمصلحة الحزب .
كما ان فقدان الثقة يزداد كلما ازداد علو صوت الحزب . اذ ما جدوي تسخير وسائل الاعلام لصالحه مادامت النتيجة ستظل في النهاية صفرا و لن يتجاوب الشعب الا مع ما يراه عينه ... لن تغني الشعارات الوهمية مهما كانت جميلة عن حل عاجل للبطالة و الفقر .
و هذا يعطي نتيجة بشعة هي عدم ولاء الشعب للحكومة علي الاطلاق و ترحيبه الدائم بتغييرها املا في جديد يقدم له اي جديد... و هذا يؤدي لنتيجة مفزعة للغاية في حالة حدوث انقلاب – لا قدر الله – و لا اقول ثورة بسبب حالة السلبية و الاحباط المتوطنة في الدماء .. فالشعب لا هتهمه الحكومة سواء جاءت او رحلت ... و معه كل الحق ... اذ لا يكمن ان تصل الحكومة الي قلب الشعب ما لم تصل الخدمات التي تضمن له عيشا كريما اولا ... و اطمئنانا للغد الذي صار اكثر سوءا من الحاضر المؤلم ... تفكك الشعب فماتت القيم و المبادئ لتحيا الوصولية و شريعة الغاب ... لذلك فأن فاعلية الحزب وسط الشعب ضعيفة للأسف بسبب زيادة الهوة بين غالبية الشعب من محدودي الدخل و الفقراء و السادة الكبار المسيطرين علي الحزب و الذين لم ينسوا بعد طبيعتهم الرأسمالية .
كما ان تفاقم المشاكل المعتادة مثل البطالة و السكن ادي الي تزايد الاحتقان في الصدرو منتظرا لحظة الانفجار ... فلا يمكن لاحد الصمت ازاء خبر متكرر بغرق مصريين فشلوا في ايجاد فرصة عل شرعية في بلدهم فلجأوا للوسائل الغير شرعية للعمل في دول اخري .... و لا يمكن لاحد ان يتجاهل صوت ملايين ارهقهم الغلاء دون مبر و تأخر سن الزواج لعدم وجود القدرة علي تكاليفه و الجوع و اليأس ...و ... و ...

و للأسف تشهد مصرا في كل طبقاتها من يستغل حالة الغضب علي الحزب و برنامجه الاصلاحي الوهمي حتي ينفث العداوة و عدم الثقة بين الشعب و بين الحزب و الحكومة ... مستغلا الجانب الديني تارة ... او البعد
عن الدين تارة اخري ... لا يحتاج في كلتا الحالتين الا الي زيادة النفخ في الجمر فيزداد اشتعالا...
فهل من مجيب؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يشرفني قراءة تعليقك ايا كان... فردودك اثبات وجودك