الأحد، 24 أغسطس 2008

شعب مش متربي




من البداية اعلنها صريحة كي لا يغضب او يزعل مني احدهم ... قد مات والدي و انا بعد لم ابلغ من العمر عامي الاول ... بمعني من يقوم بتهديدي بأنه سيقول لوالدي سأرد عليه مرحبا :-
- يا ريت ... روح له.
بالضبط ... انا لست متربيا ... و كيف تريدني متربيا ؟!.. من بأستطاعته تربية احدا في هذا الزمن ؟!... لقد انتظرت من المجتمع ان يربيني فلم يربيني احد و صرت بلا فخر عديم التربية .
و ليست هذه هي المشكلة ... و لكن المشكلة ان المجتمع كله مثلي ... يحتوي علي كير من حاملي لقب مربي فاضل ... و الاكثر من حاملي لقب مربي فاضل ... فاضل يتربي هو الاول ... !
و الحمد لله جميع المدارس في وطني لا تعلم شيئا و تسمح لكل من هب و ب و تنطط علي الحيط بملء عقول الاولاد بما لا ينفع و المهم تعدي السنة ووراها السنة الي ان يفاجأ الشاب الجامعي بأن حصيلة دراسته العلمية بعد التخرج = صفرا ... و انه لا يصلح لسوق العمل مقارنة بغيره من خرجي المدارس و الجامعات الخاصة و الذين يفرضون شروطهم علي صاحب العمل لا مثلي ومثلك ممن يرض1ون بأي شئ بدلا من الجلوس علي القهوة .. و لا يجدون .
و العملية التعليمية لن تنصلح ابدا ان شاء الله – ما هي لو كانت عايزة تنصلح كانت انصلحت من اول مؤتمر اصلاح تعليمي ... و بالتالي انسي المدرسة و الوزارة كلها علما بانه قد تم حذف كلمة التربية من اسم الوزارة فصار اسمها وزارة التعليم فقط ... عايزين صدق و شفافية اكتر من كده ؟!
عايز علم ... ح نعلمك ... مجاني ؟! ... ماشي ... ح ندفعك .... لكن تربية لأ.
و الحق معهم .. اذ ان تكلفة التربية ستكون عظيمة بحق ... تخيل انت تكاليف الاطباء النفسيين الذين سيكشفون دوريا علي السادة المعلمين و يحددون مدي صلاحية هؤلاء لتربية الاجيال و اصلاح الحالة المادية للمعلم فيهدأ بالا بدلا من كوابيس الكادر التي نغصت و لا تزال علي العفاريت عيشتهم ... و يعيد لهم هيبتهم و احترامهم الذي بهدلهما الاستاذ حمام .
و اذا نظرنا لوسائل الاعلام و التي تجعلنا نترحم علي زمن الراديو و هنا القاهرة و الجرنال حيث المؤيد و المقطم و اخواتهم ممن كن يدفعن الامي لشراء الجريدة ثم يبحث عمن يقرأها له . كانت علي قلتها تثير المجتمع كله و توجهه من خلال الصراعات المحترمة و التي انتجت لنا اروع عصور مصر السياسية ( و هل القدرة علي تحدي اعظم دولة في هذا الوقت لا يجعل هذا العصر رائعا ؟!) ... الي ان جاءت الثورة المباركة ( اللي هي اساسا انقلاب ) و التي جعلت الصورة تتغير . اذ من يستطيع التعبير عن رأيه قبل ان يجد من يضمن له تربية عياله بعدها .
و بعد الجملة الخالدة : اللي مالوش اهل الحكومة اهله صارت الحكومة متبرية من اشكالنا نحن الفلاحين المطينين و العمال المشحمين ... و صرت المداهنة و النفاق و كله تمام يا باشا مادام سيادتك قاعد لي الكرسي هي القانون الوحيد بلا استثناءات ...
مع انه لو ادرك كل رئيس او صاحب منصب ان استمراره في مكانه مرهون بتحقيق النجاح ما كان سيسمح للمنافقين بالالتفاف حوله . لكنه لا يدرك هذه الحقيقة للاسف لا بعد انزواءه خلف الاواء مثل حكاية كلب العمدة رحمه الله( ساعيدها هنا بسرعة ... مات كلب العمدة ... كل البلد عزت فيه ... مات العمدة ... مافيش و لا كلب افتكره )
و ياتي عصر هي بلد ابوك لتنعم مصر بشكل اخر من كبت الديمقراطية و حرية الرأي و تتحول البلد كلها بكلمة واحدة الي لصوص و حرامية و يصير الزيف و الكذب و النفاق و الغش هم جواز المرور لكل افاق ... الي الافاق .

و اخيرا جاء العصر المبارك اسما و فعلا و نسبا و الذي اثبت الشعب انه فعلا مش متربي ... لا و كمان غبي ... اذ كلما يتحدث الريس عن الديمقراطية كلما زاد القمع و كلما تفاءل الرجل كلما زادت حلكة ... و كلما بح صوته في الحديث عن الزيادة السكانية و تنظيم النسل كلما اديناها من اول يوم ... و لا اللي بيخلصوا حق .
علي الرغم من انن ندين بالفضل الرئيسي للرئيس مبارك انه حفظ مصر من تهورات و طيش اصحاب العقول المتخمة و الذي يسها عليهم المناداة بكلمة حرب ظنا منهم ان العالم لم يتغير و انه بالامكان القاء اسرائيل في البحر , رغم انهم لو نظروا لوجه من يعطيهم سرا و علانية و يسد افواههم عن الحق يطلقها فيما يوافق مصلحته سيدركون لماذا لم و لا و لن نستطيع المساس بأسرائيل ... فتحية الي رئيسنا الهادئ .... جدا .
ثم لماذا الحرب اساسا و الاستعمار الذي فشل في احتلالنا بالقوة العسكرية كي يغير من جغرافيتنا فهزمه التاريخ اتجه الي القوة الفكرية و التكنولوجية ليحتل تاريخنا و حاضرنا ... فلم تعد هناك اي مشكلة عند اب يجد ابنه يطيل شعره كالفتيات او فتاة تخرج من منزلها كالعاهرات مادامت ستأتي بالعريس الذي يثقلها ذهبا . وللاسف ... غالبا ما تأتي له بولد من سفاح نتيجة عجز الشباب المكبوت جنسيا عن مقاومة الآمرين ... المهر و تكاليف الزواج عموما ... و التعفف .
و قل وداعا ايتها النخوة ... فأنت لا تضمن تن تدخلت يوما بين شاب و فتاة لا يحترما الشارع و قلت لهما عيب يا ولد شيل ايدك من علي ... انها لن تلبس اهلك ميت تهمة .
و هكذا تتحول (انت مال اهلك) الي شعار المرحلة الحالية علي كافة المستويات و الاصعدة السيكولوجية و البارا سيكولوجية – عفوا – فأن السفطة و لزوم الشغل تتطلب مني هنا جعلصة بعض السطور حتي تتم قراءة المقال ... و الا ... وقر في الذهن ان الست باتعة بتاعة الفجل بتفهم اكثر مني ... لابد ان اكتب و لو كذبا ... فالكذب حتي اخر نفس يملأ الجرائد و الاذاعات و القنوات و القمر الصناعي و الانترنت و المدونات ... انا نسيت حاجة ؟ - مش مهم .
دا ل عرفنا اساسا معني الحاجات دي و قيمتها ... و تحضرني نكتة : تعرف ايه اللي حصل لمنعم بتاع مدونة الانترنت ؟ .... فتكون الاجابة :- ابن مين منعم ده ...؟!.... – يعني ايه مدونة انترنت ؟!.. – يا عم و انا مالي ؟!... و ربما نتناقش بالفعل رغم عدم معرفتنا بالموضوع لاثبت لك او تثبت لي – برضه مش مهم – انه لا قيم و لا مبادئ و لا اخلاق يمكنها ان تنبت في ارض بور ...
فأذا كنا نحن الان غير متربيين فذلك لاننا لم نتربي اساسا .
و ابشركم...
بانني توقعت شكل الجيل القادم من منظر الجيل الحالي ... اجيال بلطجية ...
و لم لا و حتي الدين الذي صار ملاذنا الاول و الاخير قد صار بايدي شيوخا هم اخطر عليه من اعداءنا و صارت الفتوي سداحا مداحا ... و صرت تسمع 100 فتوي عن غض البصر لا علاقة لها اطلاقا بالواقع حولك تقابلها فتوي واحدة وعلي استحياء عن الحشمة .
و عندما تسمع اناسا يشتمون في الاسلام و يهينوه لن تسمع من شيوخنا الافاضل ردا علي ذلك الا ما يثبت رأي المهاجمين ..!!!
نعم ... ابتلانا الله ببعض الشيوخ علاة الاصوات ممن ارتضوا اغماض العيون عن مشكلات المجتمع و هاموا سارحين في دنيا الاوهام و الخيال و الخرافات و ما لا ينفع اي مسلم .
و اسألك بيني و بينك عن اخر خطبة سمعتها عن قدسية العمل و تقوي الله فيا تعمل او فائدة العلم او اي خطبة حاولت حل مشكلة من مشاكل المجتع او حتي سمعت خطيبا يتحدث بحرية و يقول كلمة حق لوجه الله .. ثم شفت نفس الخطيب في الاسبوع اللي بعده ...
و بعد ... ماذا بعد ؟!
خريجي الجامعات ما يزالون مكدسين علي القهاوي و يستجدون و لو نظرة عطف من السادة المسئولين لزيادة عدد القهاوي ...
و اصحاب الجامعات الخاصة و الذين لعبوها صح منتقمين مما فعله فيهم ناصر في احفاد ناصر ..
و تبقي كلمة ... لو شئنا ان نتغير قا سنستطيع ... و لكن للاسف بلادتنا تمنعنا من مقاومة الكسل الذيذ في عقولنا ...
و الان ... لا ترهق نفسك بأن تفكر في كلامي ... لانك لن تفعل ... و لانك و ببساطة قرأت مقالي تقضية وقت .. اتفضل بقي من غير مطرود .. و ماتنساش تقفل الموقع وراك .
محمود فاروق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يشرفني قراءة تعليقك ايا كان... فردودك اثبات وجودك