الاثنين، 11 أبريل 2011

21 مارس, 2011ماذا بعد أن قلنا نعم و لماذا قلت لا من موقع policy2011

في البدء لا يسعني رغم نتيجة التصويت الصادمة لي بالموافقة علي التعديلات الدستورية بهذه النتيجة غير ان احترم رأي الاغلبية التي رأت ان في هذه النتيجة ما يضمن لنا الوصول للمحطة التي نريدها جميعا سواء صوتنا بنعم أو لا .
فكلا الطريقين كفيلين بذلك لكن الفرق يكمن في ألية عمل كلاهما و بالتالي لا يمكن الحجر علي رأي دون أخر و اتهامه بالتخوين او بالكفر مثلما فعل احدهم ممن أراهم سببا في افساد الحياة السياسية حاليا .
و سأقول لماذا .
عندما أردت معرفة أي الطريقين أسلك قرأت و استمعت لمناقشات عديدة مثلي مثل كثيرين لم يستطيعوا حسم امرهم إلا قبل الاستفتاء بلحظات و معظمهم لم يحسم امره إلا و يده تمتد بالقلم ليدلي بصوته .
و ثمة شعوراَ بالمسئولية يلقي علي عاتقي ان هذه المرة لن تكون مثل الاخريات عندما رفع النظام السابق عن كاهلنا عبء التفكير في الاستفتاءات او الانتخابات ايا كانت و قام مشكورا بتسويد البطاقات الانتخابية .
و تسويد عيشتنا ايضا .
ثمة شعورا فارقاَ و انا اذهب لمدرسة المنوات الثانوية التي تخرجت منها منذ اكثر من ثلاثة عشرة عاما لأري وجه أحد اساتذتي خارجاَ منها بعد إدلاءه بصوته و مدي فرحته بي و مضيه دون ان يسألني عن أختياري مدي اهتمامه بوجودي .
و ايضاَ صندوق الاستفتاء الزجاجي الشفاف و كم الاوراق فيه تعلن – رغم عدم تجاوز الساعة العاشرة صباحاَ- ان اهل هذه القرية الريفية علي قدر لا بأس به من تحمل المسئولية التاريخية التي وضعت علي كتفيهم.
و ايضا تلك الطوابير التي رأيتها في شارع الهرم قرب المريوطية و قرب عند المدارس التي كان بها استفتاءات و كيف وقف الكل دون ملل او تعب و الابتسامة الفخورة تزين الشفاه و تسر الناظرين الي عظمة المصريين .
و ايضا التغطية الاعلامية و الاهتمام الجماهيري لدرجة جعلت الخطباء في يوم اول امس الجمعة يقومون بتوجيه الناس رغم تحفظي الذي سأورده لاحقاَ.
ايضا ذلك التحضر –الا قليلا- في مناقشة الرأي الاصح و محاولات الاقناع المختلفة ايمانا بأهمية صوت كل مواطن .
لذلك فكل رأي حاول اقناع الاخر بكل قواه من اجل كسب تأييده لجبهته و ان كانت كلمه قواه هذه تحتاج مني لتنبيه لا مجرد تحفظاَ .
اذ ان تحفظاتي بعد اعلان النتيجة هي :
1- علي الرغم من الحشد الجماهيري الذي شهدته مصر للادلاء بالاصوات فأن النتيجة جاءت مخيبة للأمال بأن نسبة الاقبال كانت 41 % فقط . لان العدد الكبير الذي شهدناه كان يوحي بأن نسبة المشاركة ستتجاوز 60% بكل المقاييس .لكن هذه النسبة ستثير عدة تساؤلات .
اولا : ما سبب عزوف العديد من المواطنين علي الاقبال لنصل الي النسبة المطلوبة ؟
و كيف يمكن معالجة ذلك السبب ؟
و في رأيي ان السبب كان يتلخص في عدم تكيف بعض الناس مع الاوضاع التي تشهدها البلاد بعد.
فالكثير من الناس لم يقتنع بعد ان ثمة ثورة اطاحت بنظام متكامل و مازالوا يكتفون بذلك الدور الذي ارتضوه علي انفسهم و أرتضاه لهم النظام السابق و الذي لم يريد لنا أكثر من الاكتفاء بدور المتفرج .
و هذه السلبية للاسف تحتاج مننا الكثير و الكثير لازالتها من اجل الايام القادمة و التي ستتشكل خريطة مصر السياسية من اول و جديد.
ثانيا : هل كانت الاعداد الغفيرة التي شهدتها مصر يوم الاستفتاء هي التي قدرت بهذا العدد؟
ام ان الطوابير كانت شيئ و التصويت الحقيقي شيئ اخر؟
بمعني كل هؤلاء المواطنين و الطوابير و تكون النتيجة هكذا ؟
وكيف كانت الامور تدار اذن من قبل و هل كانت النتائج التي كنا نسمع عنها من قبل محاولة تزييف لحقيقة اراها الان اكثر من مفجعة عن نسبة المشاركة السياسية الحقيقية للمصريين في ظل النظام الاسبق .
2- مساهمة العديد من الجهات في تشكيل وعي الناس بعملية الاستفتاء و ابداء اراءهم سواء بالنفي او بالايجاب.
فالحزب الوطني رأي الفرصة مواتية له لعدم محوه تماما من ذاكرة الناس و من اعينهم فحاول اعطاء نفسه قبلة الحياة فحشد كل انصاره ممن رأوا مصالحهم الرئيسية مرتبطة وجودا و عدما مع الحزب ايا كان مصير البلاد .
و منذ متي و هم يقيمون بالا للبلاد الا بالشكل الذي يتوافق مع تلك المصلحة .
ولا يمكن تقبل فكرة الاستقرار التي يتشدقون بها من حين لاخر و كأن القلوب تدمي علي ما يحدث من قتل و تدمير و تخريب في دولة اخري غير مصر ستظل في امان ليوم القيامة .
لذلك نري الكثيرين ممن يحتسبون علي الحزب و يحتسب الحزب عليهم يرتبون اوراقهم سريعاَ و نري منهم من يستقيل من الحزب الذي لم يصدر قرار بحله بعد و نري اخرين يعلنون ترشحهم للانتخابات البرلمانية القادمة علي مقعد المستقلين في محاولة للالتفاف مرة اخري و استكمال حياتهم السياسية.
و الاخوان المسلمون و الذي توقفت أجندة أعمالهم منذ وفاة الامام حسن البنا علي لعب دور الضحية و المضطهد ومع انتهاء النظام بات عليهم البحث عن دور اخر فلم يجدوا خيرا من ترويج بضاعتهم المغلفة بالدين ظناَ منهم ان في ذلك الضمان الاكيد للنجاح في معركة تحتمل رأيان .
الامر الذي لا يتحمله الدين بثوابته والتي لا تتحمل إلا أمرا واحدا.
فبدأت محاولاتهم لحشد اكبر قدر من الموافقين علي الانتخابات هم يعرفون انهم الاكثر تنظيما و مقدرة علي الحشد و بالتالي علي الانتصار.
و لم لا و التعديلات لمتقترب بأي شكل لصلاحيات الرئيس الا في فترة حكمه فقط و هذا مقدور علي تصحيحه مثلما فعل السادات و عدل نصوص الدستور المتعلقة بتحديد فترة الرئاسة .
و بالطبع لن يكون المرء متشائماَ اذ ما فكر في احتمالات تعدو بالفعل غير منطقية و كأننا لم نقم بثورة .
و لكن الرسالة التي وصلتني من كبرا السن الذين تحاملوا علي انفسهم ونزلوا ووقفوا في طوابير طويلة من اجل مستقبل وطن قد يأبي القدر و رؤيتهم له يتحسن يجعلني انا الاخر اصر علي الحفاظ علي الصورة الجميلة كما هي و لا أترك لابني ميراثا ثقيلا من المشكلات مثلما فعلت الاجيال السابقة .
و لا يستطيع احد ان يمنعهم من ذلك الحق الدستوري لكن ما اتحفظ عليه و بشدة ان تكون وسيلتهم في ذلك مليئة بالكذب .
فالمادة الثانية من الدستور و التي تنص علي ان الشريعة الاسلامية هي المصدر الرئيسي للدستور لم تكن محلا للتعديل و لا للنقاش من الاساس و محاولة اقحامها بشكل فج لا يعطي اي معني غير تطبيق مصطلح النصب السياسي.
و في استغلال لجهل الناس عن المقصود بمعني كلمة شريعة و الدعوة لتطبيقها كأنما نطبق شريعة اخري غيرها في الزواج و البيع و الشراء.
واستغلال فكرة الحدود و الدعوة الي تطبيقها و كأنما صار التطبيق الكلي للشريعة معطلا بتطبيق الحدود دون دراسة لاركان او شروط تطبيق الحدود.
و في استغلال الاعتداء علي كنيسة اطفيح و التي تعد وصمة في جبين المسلمين في مصر الذين لم يعتد احدهم يوما علي دار عبادة في وقت الحرب تطبيقا لتعليمات الرسول عليه الصلاة و السلام فما بالك و الحال هكذا لا وجود فيه لاي حرب.
هي فقط محاولة لاقحام التعصب الديني و الذي من شأنه تحويل مصر الي جحيم يحرق الجميع .
و بالتالي لا فارق اري بين صفوت الشريف جوبلز الحزب الوطني و بين مرشد الاخوان في ان كلاهما يسلك اي طريق مهما كان للوصول الي الكرسي.
زكلاهما بات يستغل و يؤول الاحداث مهما كانت بسيطة و يصثبغها كيفما شاء من اجل تحقيق مآربه.
و لو كان الامر بيدي لوضعت من علق لافته الموافقة علي التعديلات بنعم واجب شرعي في مناقشة علنية لأفكاره لأوضح للشعب كله مدي ضحالة معلوماته السياسية و الدينية ايضا.
هذا بالاضافة الي أن مبدأ تكفير من يقول لا للتعديلات مفهوم صراحة من تلك اللافتة المذكورة.
و كأننا نعود لفكرة حاملي أوامر الرب ممن لا تجوز مخالفة ما يقولون و إلا صرنا بدورنا مخالفين لاوامر الرب اي كفار و من ثم يستوجب عقابنا علي كفرنا .
و هذا لم يفعله سيدنا محمد رسول الله الذي لم يبح دم احد من مخالفيه في الدين الا من رفع عليه سيفا و كان شديد العداء للاسلام .
و هكذا تعود فكرة محاكم التفتيش بصورتها السوداء .
و لن اقبل بهذا التدليس من اناس كانوا ألعوبة و فزاعة في يد الجميع من الملك فاروق الذي استخدمهم في مقاومة الانجليز و جمال عبد الناصر الذي استخدمهم لانجاح حركته و اضفاء الشرعية عليها بتأييد الشعب و فعلها انور السادات حين اراد تقليص قبضة الشيوعيين علي الجامعات و فعلها مؤخرا مبارك حين استخدمهم لتثبيت اركان حكمه طيلة هذه السنوات امام الغرب و الامريكان .
و بالطبع لا يمكن في لحظة ان تتحول الامور من وصف المحظورة الي وصف الجماعة و الحزب المعترف به دون تمهيد .
لذلك اظن ان الجماعة قد تفاجئت اكثر من غيرها رغم انها تقريبا اكثر من استفاد من الثورة .
لكن ليس محتما علينا دفع ثمن هذه المفاجأة.
وعلي الرغم من موقفها المعلن بالرفض لها في البداية مهما قيل عن السماح للشباب فقط بالمشاركة و بدون صفة رسمية من الاخوان .
فذلك لا يطلق عليه سوي مبدأ التقية فأن انتصرت كان النصر لنا و ان هزمت فلقد تبرأنا منك .
فلا يمكننا ان نتقبل الاخوان كفمر سياسي مهما تشدقوا هم بالدين و أستخدموه مطية لهم و بالتالي يخرجون الدين من قدسيته بدعوي لا لفصل الدين عن الدنيا .
و الذي يحدث هو فصل الدين عن السياسة و ليس عن الدنيا .
و هكذا تعلمنا من الرسول و من الصحابة .
من الرسول عندما وافق علي ابرامه – كدولة - معاهدة الحديبية مع قريش رغم عدائيتهم للاسلام كدين.
و رفض علي رفع المصاحف علي اسنة الرماح لانه يعلم انها بالفعل حربا سياسية و ليست دينية لذلك قال انها كلمة حق يراد بها باطل .
و التاريخ يزخر بالكثير ممن ادعوا التقي و الورع و التدين من اجل خلق قبول لدي الناس و بعد ان تولوا السلطة ازالوا القناع الوردي وبدت حقيقتهم الدكتاتورية .
و بالمناسبة لا يمكن تقبل تلك الوجوه التي برزت لنا بعد مواتها مثل عبود الزمر فلن ينس احد انه قاتل مهما قيل عن ان دوره كان التزويد بالسلاح الذي نفذت به عملية القتل .
فسيظل ما فعله رمزا حياَ يمشي بيننا علي نتيجة الخلاف في الرأي و التي يخشي منها الجميع .
فلا أحد في مصر سواء مسلما او مسيحياَ يرفض وجود الاسلام بسماحته و مبادئه التي تنص علي العدالة و الرحمة و اصلاح المجتمع .لذلك اعتنقه المصريون و ظل بينهم كل هذه السنوات و مع الفهم المصري للاسلام الذي رسم صورة رائعة من المواطنة لدرجة يصعب معها معرفة الهوية الدينية من اول وهلة كما يحدث في العديد من الدول الاخري .
و هكذا فهمه المسيحيون فصار لهم الاسلام ملاذا و ملجئاَ و ضمانة اساسية لممارسة حياتهم بشكلل أمن .
ففكرة الاقلية في اي مكان تنص علي مبدأ حقوق المواطنة الناقصة او المواطنة من الدرجة الثانية الامر الذي ينعدم في مصر فلا يحرم المسيحي من اي حق في ممارسة حياته و علي العكس لوقارن الاخوة المسيحيون بين مصر وغيرها لعرفوا الدوافع الحقيقية وراء محاولات الاستثارة التي نشهدها كل حين .
3- تحجيم وتغيير دور جهات كانت تتولي عملية الاستفتاء من الالف الي الياء مثل الشرطة و ميلشيات البلطجية .
و علي الرغم من ان الرغبة الاكيدة في عودة الشرطة لعملها تحتم علي اي قلم عدم الربط بينها و بين البلطجة الا انني لن اعتذر عن ذنب هم اولي به.
فلا يوجد عاقل يقتنع بأن ثمة تعاونا قد ينشأ بينهما لكن حدث .
و كان المشهد رائعا عندما وقفت الشرطة في الخارج لتقوم بدورها الطبيعي في تأمين اللجان و قيام البلطجية بمشاهدة الامور تمهيدا لمعرفة كيف سيكون الامر في الانتخابات القادمة حين تتضح المصالح اكثر ويستعدون لها بقدراتهم الاحترافية التي ربتهم عليها الشرطة و الحزب الوطني .
و ليست المحاولة الاثمة للاعتداء علي الدكتور محمد البرادعي و الذي يحتل ارفع المناصب و يتقلد ارفع النياشين و الذي يعد أبا روحياَ لتلك الثورة التي يحاول الكثيرين الان الانقضاض عليها لما تحمله لهم من مكاسب .
ليست تلك المحاولة الا اثبات قوة للايام القادمة .
فأنا لم اقتنع بأن سبب الاعتداءات كانت محاولة البرادعي لتخطي الدور و تكبره علي الوقوف في الطوابير لان هذا لا يستقيم مع شخصية البرادعي بأي حال من الاحوال و حتي لو حدث فهناك من الوسائل ما يكفل منعه من هذا التجاوز دون هذه الهمجية .
وكم كان الدكتور محمد سليم العوا عفويا للغاية و هو يصف الاعتداء بأنه " قلة أدب "
4- ليس تحفظاَ و لكن ملاحظة علي حياد القوات المسلحة التام وتعليماتها بتسهيل اجراءات الاستفتاء فصار بالبطاقة الشخصية و ليس ببطاقة الانتخاب الامر الذي يدعونا الي تكرار ذلك في الانتخابات القادمة مع تشديد الرقابة علي ما يسمي بالجرائم الانتخابية و في هذا التيسير ضمان لمشاركة اكبر في العملية السياسية . فلابد من الحفاظ علي تلك الثقة التي وضحت معالمها في مشاركة الناس هذه المرة و كيف صارت القوات المسلحة بالنسبة لهم .
لذلك علي القوات المسلحة الخفاظ علي هذه الثقة و التشديد علي منع تلك الجرائم التي تشوه هذه الثقة مثل تكرار التصويت أوعدم توافر الحبر السري و التأكد انه بالفعل لا يزول الا بعد فترة زمنية معينة او مخالفة اوامر المجلس الاعلي فيما يتعلق بحدود الدعاية الانتخابية زمانيا او قيميا فيما بعد .
او محاولات اللعب علي اوتار المواطنين بأختيار اللون الاخضر لإختيار واللون الاسود لاختيار اخر مما يحتم توجه معين ربما لم يكن مقصودا و لكن علي الاقل اذا كان لابد من تلوين الورقة باي الوان علينا مراعاة البعد النفسي للمواطن .
خاصة و ان سبب التلوين هو مراعاة وجود أمية . مما يحتم علينا اما توفير توعية اكبر او تغيير فكرة اللون الاخضر بما يحمله من راحة و تأثير ايجابي علي عكس التأثير النفسي للون الاسود .
5- ما يقال عن الثورة المضادة وكيف ان التصويت بنعم سوف يؤدي الي انهيار الثورة وغيرها من العبارات اراها من قبيل المبالغات.
فمن غير المنطقي ان نعطي لنظام تم قطع رأسه بالفعل اهمية اكبر من حجمه .
ف الوقت نفسه لا ينكر احد وجود جذور متشعبه و راسخه لهذا النظام تحتم علينا الحذر في كل خطوة نخطوها لأننا لسنا في حل من محاولات افشال الثورة نفسها سواء من خارجها او من داخلها .
اقول هذا لأننا بحاجة لوعي سياسي حقاَ بدلا من تصنيف الناس ل مع او ضد بل كلنا وحدة واحدة و هدفنا واحد .
و علي الثائر الحق ان يدرك ان دوره لم و لن ينتهي بل وصل لبدء مرحلة جديدة من الثورة .
و بالتالي فأن السلبيات التي نشهدها حاليا من محاولات لافشال الثورة لن تنتهي و لن يكتب لها النجاح الا بتضامن الجميع و وعيهم بدور كل واحد منهم .
فالمثقف الذي اعتاد العزلة عليه ان ينزل من برجه العالي و يلتحم بالبسطاء من الناس ينقل اليهم علمه و درايته .
و الطالب الذي يدري في جامعته علي دوره في توعيه من حوله .
و صاحب العمل عليه ان يقتطع و لو دقائق قليلة من فترة الراحة او اثناء العمل لحث العاملين معه علي المشاركة و عليه توعيتهم سياسياَ قدر استطاعته .
و علي كل من اوتي علماَ واجباَ تجاه اخيه المواطن قبل ان يأتي يوماَ يسأل فيه المرء نفسه كيف حدث هذا الأمر و لماذا استفحل .
بل عليه أن يسأل نفسه لماذا لم اعالجه من البداية و لماذا تركته يتقوي الي هذا الحد .
لنتعلم من اخطاءنا سريعاَ .
و عذرنا اننا في ثورة
6- الدعوة الي عدم امتزاج الدين بالسياسة لا يعني ان يكون فقهاء المسلمين بمعزل عما يحدث علي ارض الواقع .
فكم ارهقنا تجاهل اللجوء الي الدين في حل مشاكلنا .
لكن المرفوض هواحتكار هذا الدين و تكفير الاخر لمجرد اختلاف سياسيا ما .
اقول هذا بعد ما شاهدت و سمعت من استغلال بعض الائمة منابر المساجد في الدعوة الي الناس بالتصويت بنعم.
و اعتقد ان ذلك هوما اعطي تلك النتيجة الكبيرة .
و هذا يعطي لنا مؤشر واضح عن مدي التأثير الذي يمكن بلورته في اي اتجاه .
و لن اخوض في الامر حديثا عن كم جمعة ابطلتها الصياحات الرافضة للتوجيه اثناء الخطبة و لكننا نحتاج فقط لحث الناس علي المشاركة و نترك الاختيار لهم .
و ما احوجنا لفقيه ينال حظه من علوم الدنيا اضافة لما نال من علوم الاخرة حتي يمكننا اللجوء اليه لمساعدتنا في فهم العديد من الامور و القضايا .
لكن ما حدث كان تدخل من الفقهاء عن جهل و عن تشويه و تشويش للحقائق .
لأن الامور لا تحتمل تعصباَ لا للاسلام و لا لغيره حتي يتحول الامر لصراخ من قبيل انقذوا الاسلام من اعدائه و كأننا بعدو خفي يريد نزع الاسلام من قلوب الناس و في هذا لعب بعواطف و عقيدة الناس .
الاسلام اقوي من شرذمة تحاول قدر طاقتها ارتداء ثياب النفاق فتدعو الناس الي الايمان و هم اول كافر به .
الاسلام لا يريد منا ان نتعصب له بل يريد منا ان نعرفه حقا و بعدها سيصبح الاسلام دماءا تجري في العروق لا مجرد حروفا علي بطاقة هوية بلاستيكية نحملها في الجيوب.
اقول هذا لان الانتخابات القادمة ستحتاج منا الي جهد اكبر في تفنيد برامج المرشحين و التفاضل بينهم من اجل اختيار الافضل و الاكفأ ويكون هذا هو المعيار الوحيد لدخول المجالس النيابية .
و سأبدأ بنفسي لاناقش و اتناقش برامج مرشحي دائرة الحوامدية من الأن حتي يكون الاختيار بناءا علم ومعرفة .
و اتمني من القائمين علي الامر ان يقوموا بحملات توعية سياسية لطوائف الشعب حتي يمكن لكل فرد ان يدرك ان مشاركته لها قيمة و ان صوته يستحق ان يكون محل نظر كل الاتجاهات السياسية .
اخيراَ
لقد كانت تجربة رائعة تثبت – رغم ما سبق- ان هذا الشعب اذا اراد بلوغ اعلي قمم التحضر سيصل ..
وان اراد نزع الظلم سينتصر...
فحذار من غضبته.
فهو أبدَ ... لا ينسي من يخدعه.
محمود فاروق سيد شعبان
Policy122@yahoo.com
http://www.policy2011.blogspot.com/

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يشرفني قراءة تعليقك ايا كان... فردودك اثبات وجودك