الثلاثاء، 5 أبريل 2011

اليوم الخامس السبت 29 يناير ... كنت هناك

يوم السبت 29 يناير


أستيقظت من نومي و أنا اندهش من كوني لازلت حيا بعد ما لاقيته بالأمس ...
( اسف ... مش وقت فصحي خالص ...)
صحيت من نومي و أنا مستغرب أني لسه عايش بعد كل اللي حصل ليا أمبارح ... جسمي كله متكسر ...
بس لازم أقوم و أروح شغلي ...
واجب عليا كأنسان عارف يعني أيه وطن و أبتدي يتصلالح ع الدنيا ...
شغلي ف 6 أكتوبر و انا ساكن ف الجيزة سابقاَ – قرية المنوات بعد المنيب بشوية ...

ماقدرش اقول اني رحت ف ميعادي ... لكن رحت ...
قريت كل الجرايد اللي لقيتها قدامي أهرام و دستور و مصري اليوم ...
و بسبب حظر التجوال اللي اتفرض من يوم الجمعة الساعة 6 و ابتدايقل يوم السبت فبقي الساعة 4
و بسبب ان اكيد مش ح تبقي في مواصلات أروح بيها ... اتطردت من الشغل او نقول مشيت مجبرا ...
طبعا ع التحرير عدل ...
عايز اشوف ف النور الي الضلمة و الخوف منعوني أشوفه ...
ريحة القنابل المسيلة للدموع لسة موجودة ...
عرفت بعد كده ان السبب ف كده انا قنابل منتهية الصلاحية ...
كمان مش هاين عليهم يضربونا بقنابل صالحة للاستعمال الادمي ؟

ربنا يستر ...
عربيات الامن المركزي عند الاسعاف محروقة تماما ...
و يمكن دا أكتر شئ انا مستغرب ليه ....
ح تعرف ليه لما قول لك ان مافيش و لا عربية م اللي انا شفتهم يوم الجمعة و اللي كانوا واقفين و العساكر حواليها بعد المظاهرات ما انتهت و كانت سليمة ... اكرر كانت سليمة ... الا و اتحرقت تماما يوم السبت ...
لدرجة خلتني اشك ...
هو في اوامر لجنود الامن المركزي بعدم ترك غنايم حرب ؟

في اوامر بحرق السيارات ؟

و الله يمكن .

اللي خلا الاقسام و المحاكم تتحرق بالشكل الغريب دا يبقي ح تيجي علي كام عربية ...
الناس طالعة علي ميدان التحرير عمالة تتصور جنب العربيات المحروقة و جنب الدبابات اللي ملت الشوارع .
و اللي بيهتف بقوة و عزم و اللي قرب يتحزم و يرقص لدرجة حسيت بيه ان في حاجة غلط ...
مش معقول دول كانوا معانا امبارح ...
استحالة ...
بس اعمل ايه يعني ...
خلي اللي يفرح يفرح ...
و خلي اللي يقول يقول ...
يعني هي جات علي شوية ناس ح يسرقوا مجهود ناس تانية ...
ما هي البلد نفسها بتتسرق ...
كل ما أروح مكان أستغرب من كم العربيات اللي اتحرقت ...
ماكنتش كده امبارح ...
قول هم يادوب عربيتين تلاتة ... قول خمسة ...
لكن العدد الكبير دا مش معقول ...
امال الجنود روحت ازاي بعد الانسحاب ...
و اللي مش معقول عدم وجود اي عسكري شرطة ...
سابوا الاقسام للبلطجية الي خرجوا يضربوا الشباب المتظاهرين و تقريبا ماعرفوش يوصلوا ليهم امر الانسحاب ..
طيب مين اللي ح يحاسب ؟
الشباب اللي بيتظاهروا ؟
لأ ...
يبقي ناخد حقنا بأيدينا ...
هو الاتفاق كان علي ايه ؟
علي اننا نخرج و نضرب شوية العيال دول و نكسر كام لوح قزاز و نقول زي ما بيقولوا عشان يتقال انهم هم اللي خربوا و كسروا ...
و المقابل ؟

ملفاتنا الي جوة القسم تتركن علي جنب ...
طيب مادام مافيش حكومة ...
انا الحكومة ...
و لع يا عم خلينا نريح دماغنا ...

و قد كان ...
ف نفس الوقت تقريبا اتولع ف كل اقسام مصر ...
يعني اللي اتقال ليا امبارح قدام قسم الازبكية من ان في اقسام تانية بتتحرق و منظر نقطة شرطة ابو النمرس اللي اساسا بعيدة كل البعد عن المظاهرات ...
كل دا كان متدبر ...

انا عايز امشي ..
بصراحة مش حاسس اني فاهم أي حاجة رغم تحليلاتي للموقف ..

خدت طريقي علشان امشي من التحرير ف اتجاه الجيزة ...
الطوب المتكسر و الكاوتش المحروق و ريحة القنابل مالية كوبري قصر النيل ...
ياتري ح نقدر نعديه النهاردة ؟ّ
دبدبت برجلي عليه كأني عيل صغير ...
منإحساسي بعدم التصديق ان دا الكوبري اللي كان حلم بعيد المنال ان افكر ف مجرد تعديته ...

شارع التحرير بقي ماليان ناس و شباب نازلين كل واحد قدام عمارته أ
و شارعهم عشان يأمنوه بعد الشرطة ما سابت البلد للحرامية ...
و صلت محطة الدقي ...
علي الرغم من معرفتي أن مافيش أمن و لا حد ح يسأل فين تذكرتك أصريت علي دفع تمن التذكرة ...
جوة المترو ماحدش بيتكلم ...
الناس لسة خايفة ...
يمكن بكرة يتعلموا ... وصلت المنيب ...

من المنيب مافيش و لا عربية معديه ...
والدتي بتتصل بيا ف المنيب بتحذرني من الحرامية اللي انتشروا ف البلد و من البلطجية اللي بيثبتوا الناس و بيسرقوهم ف الشارع عيني عينك ...
لأول مرة أحس أن ميدان المنيب بقي كئيب و موحش كده ...
عربية رايحةالحوامدية و المفروض ان اجرتها ف العادي يادوب 0.75 قرش ...
السواق طلب اتنين جنيه !!!
دفعت و روَحت ...
اتغديت و فتحت التليفزيون ...
اللي باشوفه ف التليفزيون بيخليني أغضب من الكدب و عدم نقل الحقيقة ...
و الناس اللي بتتكلم كأنها ف وادي تاني ...
بيحسسوك ان مافيش لا ظلم و لا فساد كانوا موجودين ف البلد و لا شرطة خانت امانتها و سابت البلد للبلطجية ...
و لا اي شئ ...

و بيناشدوا الشباب يحافظوا ع البلد ... الشباب اللي كوّن بينه و بين نفسه لجان شعبية عشان يحافظ علي البلد ...
الشباب اللي واقف ف الميادين بينظم المرور و بيكنس الشارع رغم ان مافيش د طلب منه كده ...
الشباب اللي أمي خافت من كترتهم و حسبتهم عصابات بلطجية و ماهديتش غير لما ناديت واحد منهم عشان تتعرف عليه..
زهقت من دا كله ...
و نمت .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يشرفني قراءة تعليقك ايا كان... فردودك اثبات وجودك