الثلاثاء، 5 أبريل 2011

اليوم التاسع الاربعاء 2 فبراير ... كنت ف النص

يوم الاربعاء 2 فبراير

صحيت بدري
كالمعتاد و لاني ماعنديش دش زي بقية اصحابي اللي بيتصلوا بيا و يذلوني بالي بيسمعوه من الجزيرة و العربية
و ما بيبقاش عندي رد مفحم غير اني بانزل بنفسي عشان اعرف الحقيقة فين بالضبط

لكن ف اليوم دا انا ابتديت استريح من ساعة ما سمعت خطاب الريس

فتحت التليفزيون

طبعا الكذب اللي نازل شلالات من التليفزيون المصري و الناس اللي ماعرفش بتشوف ايه و كلام بجد مستفز لواحد زيي بيشوف عكسه تماما .
اكتر حاجة نرفزتني الاخ المبجل اللي بيعيط و عايز تكريم للرئيس
ياسيدي مش مشكلة التكريم بس البلد تتصلح

نزلت بسرعة عشان اشوف تاثير الخطاب علي الجانبين
المؤيد و المعارض

عند التليفزيون لقيت العدد زايد و الحوارات اللي عمالة تتكلم بيديني امل يكون في ديمقراطية و حرية راي و استعداد للنقاش و التحاور
بس نهايتها دايما بالنرفزة و التخوين خلوني مندهش من اللي بيحصل

ابتدينت افهم الموضوع كله بعد ما حاولت اتكلم مع واحد رافع ورقة كراسة بتقول نعم لمبارك و بيهتف مش ح يمشي ...
قلت له وانا بابتسم ما فعلا مش ماشي دا موجود لسبتمبر الجاي

لقيته بيصرخ فيا بشوية كلام مافهمتش منه غير ان الناس الي ف التحرير دول خونة و مرتزقة و بياخدوا فلوس ووجبات.
بصراحة ابتسامتي زادت وانا باحسبه بيهزر
لكنه فسر ابتسامتي علي اني موافق علي كلامه
ابتديت اسأل نفسي ..
هوفي ايه بالضبط ؟
هي دي خطة من الوطني لشن حرب اهلية عن طريق التفريق بين الناس ؟
لقيت صوت عالي قوي من عند وكالة البلح بجوار الخارجية
رحت علي هناك فلقيت ناس عاملين مسيرة ماشاء الله عددها كبير قوي
عربيات و موتوسيكلات و تحس انه فرح بنت العمدة

رجعت التليفزيون لقيت كام حصان بيرقصوا كأنه مولد .

بصراحة الموقف كان طريف جدا بالنسبة ليا ...

و الهتاف المعتاد ب اننا نروح ميدان مصطفي محمود مخليني عايز اعرف ايه السر ف الميدان دا .
بس علي كل حال لو راحوا مصطفي محمود و سابوا محيط التحرير يبقي كويس عشان الانفعال الغريب دا

اتمشيت ف شارع 26 يوليو ف اتجاه الاسعاف

المسيرات بتحمل وشوش غريبة بجد

ماعلش انا اسف للناس المحترمة اللي كانت ف المسيرات دي
بس صعب اتخيل ان مظاهرة بيقودها وشوش باين عليها و من خلال هتافاتها اللي بتشتم ام الجزيرة علي ام الي بيتفرجوا عليها .
و الجزيرة فين الشعب المصري اهو
طيب كنتوا فين من تلاتين سنة
ماعلينا
وشوش تقول لك بمنتهي البساطة احنا مسجلين خطر .

و شوية ستات م اللي بتشوفهم ف الافلام كأنهم – و انا اسف كمان مرة – شراشيح و ممسوكين اداب قبل كده .
ماعلش بس لما تقارنبين شباب التحرير بنضافة لسانة و عقليته الموزونة و بين السواد اللي شوفته ف ميدان الاسعاف و الكلام اللي ما يتقالش و لا يتكتب حتي بيحسسك ان البلد فعلا رايحة ف سكة حرب اهلية

راجل ماشي جنبي و بيقول بهمس
هما دول بتوع الانتخابات
بس دول ماينفعوش دلوقتي
الحزب دا غبي فعلا

حاولت اني اتجه للتحرير بس الشرار اللي ف العيون خوفني بجد .
لفيت من عند ش طلعت حرب و لقيت الطريق عادي لحد ما وصلت ميدان طلعت حرب .
الحوارات و محاولات الاقناع كانت زيادة عن الحد بين اللي بيقول كفاية عليكو كده و امشوا بقي
و بين اللي بيقول لازم مبارك يمشي زي زين العابدين .
المقلق ان الموضوع ابتدا يحتد و تقريبا الناس قربت تمسك ف بعضها .

هو دا اللي عايزة الحزب الوطني ؟
دخلت التحرير بس المرة دي حسيت بان الناس اللي واقفة تفتش اللي بيدخلوا قلقانين .
لفيت شوية ف الميدان مع المظاهرات و حسيت ان فعلا القلق ابتدا يتملك قلوب الناس ...
مشيت ناحية تمثال عبد المنعم رياض فلقيت مشهد غريب قوي
الجمال و الاحصنة عمالة ترقص هناك بشكل مستفز و ناس ابتدت تعمل ساتر بايديها ...
حاولت ارجع الميدان تاني لقيت الساتر مانعني من الدخول و مانع اللي جوة من الخروج

هو في ايه
حرام عليكم ح تضيعوا البلد

مين اللي ح يضيعها
الي سرقها ولا اللي سمحلوا بالسرقة
الراجل دقنه ما شاء الله طويلة و تخليك تحس بمدي صدق كلامه
حاولت اكمل معاه يمكن يقتنع
لكنه فجاة قال لي
انتو خونة
دفعولكوا كام ؟

اتصدمت
لما تتهم بالخيانة مرتين ف يوم واحد يبقي لازم في حاجة غلط .
لسه ح افكر ف الرد لقيت الناس بتجري ف كل اتجاه

و الغريبة ان في شوية بتجري ناحية المتحف اللي عساكر الجيش بتأمنه
اصوات بتقول في ضرب نار

العساكر بيبصوا للضابط بتاعهم و هما بيشدوا الاجزاء تمهيدا لاطلاق النار

جريت علي السور بتاع المتحف و انا باقول مافيش حد بيضرب نار

كررتها لحد ما لقيت الضابط بيقول للناس الي بتجري
ابعدوا عن سور المتحف
بعدنا خرجت مع الناس من ميدان التحرير ف اتجاه التليفزيون
مش قادر اوصف الغضب اللي جوايا
انا كنت باقول بيني و بين نفسي ان مبارك مهما كان حجم الفساد اللي حواليه لكنه ف النهاية مصري و بيحب مصر و عايز يموت علي ارضها .
لكن كل التعاطف اللي كسبه من خلال الخطاب بتاع امبارح بالليل راح تأثيره بسبب الغباء و البلطجة .
جمال و احصنة؟
طيب دخلت ازاي ميدان التحرير و انا اللي بطولي ماعرفتش ادخل غير بالتفتيش ومن اكتر من نقطة تفتيش .

عند التليفزيون تحس ان اللي موجودين بيضحكوا بشماتة .
كأنها خطة و هم واثقين من نجاحها .

رجعت للتحرير
لكن قبل ما أوصل و تقريبا عند منزل كوبري اكتوبر لقيت الناس بتجري و كأن الموضوع فعلا حصل لإنهاء إعتصام الناس اللي ف التحرير بإنهاء حياتهم .

طلقات نيران ابتدت تعلا وتشق السما

خدتها مشي المرة دي من عند كوبري اكتوبر لحد جامعة القاهرة مروراَ بقصر العيني وكملت بعدها لميدان الجيزة .
روحت البيت و فتحت التليفزيون

واحد عمال يعيط و يتشحتف و يقول انه بيتمني لو يميل علي جزمة الريس ويبوسها ويقول له سامحنا ياريس ...
و محاولات اغرب من التليفزيون ببث الفزع
و كلام عن توافر انباء بأن هناك عدد من البلطجية رايحين التحرير ومعاهم كرات نار
طيب عرفوا ازاي الخبر دا
ولا التليفزيون بقي عنده مراسلين وسط البلطجية

و كام ممثل علي ممثلة بيقولوا ان اللي ف التحرير دول يستحقوا الضرب
و الاخت سماح انور بنتهي برود الاعصاب بتقول انتو عرفتوا ان في ناس شايلة كرات نار و رايحين يحرقوا ف التحرير و اللي ف التحرير
خليهم يولعوا !!!!!

محاولات التفرقة بتتم بمنتهي الخبث و الدناءة.
و الوش القبيح بيبان من خلال الحرص علي تكرار الاخبار بشكل مستفز.

رشا مجدي
محمد المغربي

و كل مذيع خرج للناس ف التليفزيون عشان يكمل خطة نشر الرعب
و كأن مبارك دا هو اللي كان بينزل بنفسه يحفظ الامن ف الشوارع و لو مشي ح يقوم البلطجية بتخريب البلد .

انباء عن سقوط مصابين بيتعدوا 403 و مافيش طلق ناري
لكن الاصابات كلها من السقوط من علي كوبري اكتوبر.

الحاكم اللي يساوم شعبه علي وجوده او الفوضي
الحاكم اللي مايهموش قد ايه ح يموت من الشعب قد ما يهمه قد ايه انا ح افضل رئيس

مايستحقش حتي مجرد الحياة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يشرفني قراءة تعليقك ايا كان... فردودك اثبات وجودك