الاثنين، 11 أبريل 2011

عودة اقطاي

عندما تنتابني تلك الحالة من الصداع الغريب الذي يضغط بضراوة علي دائرة رأسي أفقيا لدرجة تعجزك عن تحديد مكانه و من ثم تحديد علاجه كما يقول الاطباء .اجد نفسي في شدة الالم.
و طيلة حياتي لم تنتابني هذه الحالة الا قليلا.
أخرها عندما تغير في أنفي نسيم الحرية الذي كنت استنشقه في منيدان التحرير طيلة ثمانية عشر يوما و حتي تنحي مبارك .
عندما تغير هذا النسيم الي خَبَث حمم بركانية غاضبة تلتهم كل جميل من الاحلام لتبقي مرارة تأي الا البقاء في الحناجر .
الحناجر التي شق صوتها سماء السكون و اللامبالاة والسلبية بهتاف تغيير حرية عدالة اجتماعية و الشعب يريد اسقاط النظام و سلمية سلمية وواحد اتنين الشعب المصري فين وواحد اتنين الجيش المصري فين ثم تحول الي الشعب و الجيش ايد واحدة ثم تحول الي .......
الي شعارات عديدة لم تعد تعطي معني التوحد الذي طالما كان هو سر قوتنا .
فعلي الرغم من عدم وجود قائد لكن كلنا كنا هذا القائد .
رغم عدم وجود عيون تري وسط قنابل الدخان المسيلة للدموع كلنا كان يري هدفه واضحا امامه يجذبه اليه كما تجذب الجنة الشهداء .
كلنا كان يسمع صوت اناشيد النصر بدلا من صوت طلقات الرصاص المطاطية .
مالذي حدث إذن ؟
و أين ذهبت ثورتنا ؟
هل التباطؤ أو التواطؤ أو الفلول أو الاذناب هي من سرقت ثورتنا ؟
و ان كانت لم تستطع فعل شيئا و هي في الحكم و لديه من القوة الكثير فهل ستتمكن الان ؟
ام كنا نحن من فشل في حمايتها و اكتفينا بأخذ عهد علي الذئاب بألا تضر الحمل المسالم .

يستوقفني كم المشاورات و الحوارات الزاعقة التي اراها في الميدان كلما ذهبت اليه .
خاصة بعد عودة المعتصمين بعد احداذ جمعة المحكمة و التطهير.
لن يأخذ أي طرف من الاخر اقتناع بأن ايهما علي حق حتي نفسه ....
كلاهما يدرك حقيقة انه لا يدرك ...
و بدلا من محاولة البحث عن الحقيقة يضع عناده و كبرياءه علي المحك.
ربما لو عادت بنا الايام الي تلك اللحظة التي لم نسأل فيها انفسنا ما الذي اتي بنا الي هنا او ماذا يدفعنا للامام ما كنا تصارعنا الان علي من يذهب و من يبقي ...

ربما لو عادت لنما اخلاق الميدان بملائكيتها و مثاليتها و التي اهترت بعدما نزلنا علي ارض الواقع ...
ربما لو كانت هناك سرعة في القصاص تستوجبها حالة الاحتقان التي تغلي في الصدور الحزينة علي ارواح الشهداء ما كانت هناك مشاعر تقلق او تخشي من فلول نظام نتشدق بأنه سقط فعلا رغم انه مايزال يلوح لنا ساخرا بيده الملوثة بدمائنا ...
رما و ربما و ربما ...
النهاية اننا اليوم نتلقي الضربات من كل جانب من الجيش الذي يصر علي ان رصيده لدينا يكفي و هو لا يدرك ان هذا الرصيد قد تناقص الي حد مفزع ...
و في الائتلاف و الاتحاد و جميع الاحزاب التي هتفت للثورة و مجدتها و اكتفت كعادتها بهذا الهتاف دون ان تتقدم خطوة واحدة تقول ان هناك جديدا بعد ثورة يناير ...
و في هذا الشعب الذي يردد بوقف حخال البلد رغم انه مايزال يمارس حياته بشكل افضل من الطبيعي لكنها الرغبة فقط في القاء اللوم علي اي شخص .
و مادام الكل يلقي بلوم ما علي معتصمي التحرير فما المانع من الانضمام للطابور .
هم العيال دي عايزين ايه ؟

سؤال يتردد بمنتهي قوة الغضب قبل ان تنهال قاصفات الاحجار من الافواة...
ألم يتنح الرئيس و يقال احمد شفيق؟
ألم تدور الشبهات و تتجمد الارصدة ؟
ألم يتم حبس وزراء و رجال اعمال ؟
ألم ؟
ألم .....

و كعهدي بكل مؤدي مبارك و النظام القديم أراهم يتوقفون بعد إستكمال ما بجعبتهم من جمل و عبارات اتعجب كيف حفظوها دون فهم معناها .
لذلك يتوقفون بعدها و لا تكتما اي مناقشة كلامية .

لذلك ارد بكل هدوء ...

كلا لم يتنح الرئيس و لا يمكن ان تعتبر وضع الرئيس في شرك الشيخ يتناسب مع رئيس مخلوع .
اما عن احمدة شفيق فرغم قدرة الرجل و كفائته الا انه اختار بمحض ارادته مثله مثل عمر سليمان الانضمام لجانب دون اخر و عليه تحمل تبعة قراره .
و بالنسبة لحبس رجال الاعمال و الوزراء فلم تصدر بعد أحكاما نهائية ؟أي ان احتمالية خروجهم من هذا الحبس ماتزال قائمة .
و بالنسبة للشبهات والارصدة التي تجمدت فسؤال عن جدوي تلك الاجراءات الان بعد كل هذه المدة يزيح بالاجراء الي اقصي يسار جانب الاهمية .
و هكذا يتبقي سؤالا ...
ماذا يريد معتصمو التحرير ...
أرد نيابة عنهم ...
يريدون نجاح الثورة ...
فمبارك الذي تذاع الان بياناته ليكسب تعاطف الشعب معه مرة اخري لم تتغير لهجته المتعالية و مفرداته الزائفة كما لا تنتناسب و لا تستقيم مع وضع رجل مثله .
و عرضه تفويض النائب العام ووزارة الخارجية بحصر واسترداد اية ممتلكات له خارج مصر يجعلني اتصور حذائه الذي تمني احد مؤيديه يوما ان يقبله وقد غرسه في افواهنا مخرجا لسانه للجميع .

لكني اشكرك علي كل حال .
فخطاب مثل هذا و ان كان سيجمع حولك بعض الانصار و المؤيدين ممن يرون فيك الاب و الام و الانور وجدي فقطعا سيضم في الجهة المقابلة كل الرافضين لتكرار اسمك .
فكما يكفي التاريخ مايكل انجلو واحد ...
و كما يكفي المسيح وجود يهوذا واحد ...
و كما تكفي الصهيونية وجود هرتزل واحد ...
فيكفيك تعاطفا واحد نلته بعد خطاب 31 يناير قبل موقعة الجمل التي قضت تماما علي ما يمكن ان تحمله من مشاعر بالحب في نفوس المصريين .
اما الان و قد شهد التحرير موقعة اخري ...
اما الان و قد ترتبت الاوراق و اعدت محاولة جمع التعاطف خشية ان يردوا عليك بأبشع ما فعلوا مع ذكريا عزمي و حبيب العادلي ...
فلن تنال تعاطفا ...
بل اكرر انك تجمع الان فلول ثوار 25 يناير و توحد هتافهم مرة اخري ...
سيفهم الجميع محاولتم و سينسي كل منهم خلافاته و تعود الحياة مرة اخري للميدان ...
بعد ان يعرف الجميع اين يكمن عدوه ...
اشكرك يا سيدي ...
و تحياتي لمن يخطط لك .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يشرفني قراءة تعليقك ايا كان... فردودك اثبات وجودك