الثلاثاء، 5 أبريل 2011

اليوم الرابع جمعة الغضب 28 يناير كنت هناك

النهاردة الجمعة 28 يناير 2011
الكل بيجهزنفسه علشان يطلع ف مظاهرة جمعة الغضب
قبل الصلاة تلاقي الشوارع فاضية تماما كأن الناس بتطبق شعار اللي خايف علي نفسه يروح ...
طبعا ناتج 30 سنة رعب و خوف كان لازم يطلع ف ثانية
اللي يتردد ف مجرد توقيع علي بيان يندد بالاستخدام المفرط للقوة من جانب الشرطة تجاه المتظاهرين
و اللي خاف من مجرد نسبة تهمة و عار و سبة تحريض الشباب اللي خرج يوم 25 يناير بشكل اكتر من محترم و حاول يقول انا ماليش دعوة
ف الوقت اللي خرج فيه أكتر من فنان و كان ف اول صف مش علشان يتصور و يروح و كفاية علينا كده احنا تعبنا ... لا
علشان يكمل دوره الحقيقي كمصري مش دوره قدام كاميرا كممثل مستني المخرج يقول له أكشن و فركش .
ايوة الناس اللي لسه عندها خوف كتير ...
بس الناس اللي اتعلجت كانوا أكتر.


ابتدي مشواري من بيتنا لمسجد الاستقامة .... وصلت بالمصادفة ف نفس لحظة وصول دكتور محمد البرادعي و ابراهيم عيسي للمسجد و طبعا المحاولات المعتادة لعدم مروره انتهت ف لحظة بكام كلمة حلوة للضباط و هتاف الشعب و الشرطة ف خدمة الوطن ....
المهم عدوا من الحواجز البشرية و كان انطباعي الاول ان دول مش ممكن ينضربوا قصاد الكاميرات و وسائل الاعلام اللي جاية تصور ... علشان كده طلعت علي جامع عمرو بن العاص ف مصر القديمة .
الجميل ان الكل كان حاسس ان في حاجة ح تحصل النهاردة ...
سواق الميكروباص اللي عمال يهزر مع الركاب و معايا شخصيا لما باقوله انا عايز اروح جامع عمرو و كاني باقوله نزلني تاني مظاهرة ع اليمين يا اسطي .
و أقابل المفاجأة التانية ان مافيش غير عسكري واحد مرور ف الطريق من صلاح سالم لحد الجامع ...
هو في ايه ؟
الشكل الحضاري لليوم الاول
و الصدامات اللي حصلت ف اليوم التاني
و المواجهات و الصمود اللي حصل ف اليوم الثالث
كل دا ح يروح هدر و لا ايه ؟


لكن و الحمد لله قبل ما أدخل الجامع لمحت علي بعد ميتين متر عربية امن مركزي ...
ايوة كده ...
حسسوني ان الملايين اللي ح تطلع دي ح تلاقي حد يهتم بيها بدل الطناش اللي الحكومة بترد بيه رغم الاحداث دي كلها ...


اتوضيت و قعدت اصلي ...
خطبة عن العدل و التسامح و كلام كتير مافهمتوش رغم اني متخرج من الجامعة من 8 سنين و متعلم القراية من 25 سنة ...
بس الخطيب ياما مش عارف يجمع ياما انا اللي فصلت منه ....
عادي جدا و هو يعني مين بيفهم خطبة الجمعة اليومين دول او يقدر يعرف موضوعها ...
مش هو كله كلام و بعدين نصلي و نمشي نروح نشوف اشغالنا ...


تدرج صوت الخطيب من العلو و للارتفاع للانخفاض مرة واحدة كأنه ح يخلص ... بعدين يعلا تاني و يتكرر دا اكتر من مرة خلاني اتيقن ان الراجل دا بيتكلم غصب عنه ...
او مش لاقي حاجة يقولها ... بس لازم يأخر الناس و خلاص ...


لحد ما وصل للدعاء
انت يا شيخ يا جليل عارف ان الناس دي طالعة تهتف ضد مبارك و جواها غضب و كراهية لكل شئ ف البلد ...
تقوم انت تدعي لمبارك ؟
طيب ازاي ؟
و هو انت اساسا من امتي كنت بتدعي لمبارك ؟


كان لازم يعني ؟


الناس بعد ما هو سلم ف الركعة التانية و هجموا عليه
لا ماحدش ضربه ...
حسبي الله و نعم الوكيل
دا الهتاف الجماعي اللي قعدوا يرددوه و الامام بمنتهي برود الاعصاب مش سامع منه غير كلمة واحدة
ماعلش
ما هو لو انت خايف علي نفسك و علي اكل عيشك كده يبقي كنت شوف لك اي حاجة تعملها بدل ماتكون خطيب مسجد بتربط بين الناس و الدين ...
ولا يعني هي جات عليك ...
ماهو كل الدعاة – او معظمهم عشان ماظلمش حد – بيعملوا زيك ...
شغلانة حلوة اوي انك تاخد قداسة و احترام الناس بصفتك حامل كتاب الله و اقوال رسوله و لما تواجههم مشكلة ف الحياة يجروا عليمك و هما متأكدين ان الدين اللي بيعبدوه موجود في الحل ...
علشان سعادتك تمارس بعض الغرور و التسلط و ف الاخر مافيش عندك اي حل لان سيادتك مش فاهم ... حافظ و مش فاهم ...


و ياريتك حافظ صح عشان تقول الاية اللي مكانها ف المشكلة دي ... مش اي كلام و خلاص ...


المهم الناس سابت الامام و ابتسامته الباردة لسة مرسومة علي وشه عشان يغادروا المسجد ...


الهتاف المعتاد اتقال بالمقلوب ...
بدل الشعب يرد اسقاط النظام كان الهتاف
اسقاط النظام الشعب يريد ...


مش مهم الكلام مش مترتب نبقي نرتبه بعدين
المهم نكمل ...
لبست جزمتي و انا متوقع مسيرة حاشدة تبدأ من المسجد لشارع صلاح سالم و تاخد اتجاه الجيزة لحد كوبري المنيل و سينما اتن حمامة ثم تاخد شمال ف اتجاه ميدان التحرير وتقابل عند القصر العيني مظاهرة الجيزة و الجامعة اللي ح يجيبها البرادعي معاه ...


رائع ... و نعمل زي يوم الثلاثاء و تبقي مظاهرة سلمية مافيهاش اي خروج عن الادب


علي بركة الله


خرجت من الجامع و اتفاجئت ان الناس مشيت من غير هتاف و لا تجمع و لا حشد و لا اي شئ ...


علي فكرة في مظاهرة النهاردة ؟
حبيت افكر اي حد لكن مافيش ...مافيش حد رد علي غير واحد ابتسم بسخرية بعدين راح انضم لمجموعة كده لابسين مدني بس لو لاحظت ح تلاقي شوية منهم لابسين كابات سبه بعض ... مش كتير بس ح تقدر تلاحظ ...


بمنتهي الادب واحد منهم بيقول ليا ما تمشيش من الاتجاه دا ... اللي هو الطريق المؤدي لشارع صلاح سالم ... خصوصا لو معايا بنت ... ط طبعا كان بيتكلم ليا و لراجل ماشي جنبي و ف ايده المدام .


كنت ح اسمع كلامه خصوصا و انا مش شايف حد ماشي و لا سامع هتاف ...
بس المدام و الراجل رجعوا من دخول الطريق الجانبي و اتجهوا للطريق المعتاد ...
وراهم ...
الحق اروح الجيزة او اطلع علي التحرير و اشوف الدنيا عاملة ايه هناك ...


يادوب هما 200 متر و لقيت الناس تجري لاي شارع جانبي و الدخان وراهم ...
كماشة من الجانبين
جريت لاني عارف الدخان دا و اثره ايه بالضبط من ايام انتفاضة الاقصي و انا لسه طالب جامعي 2001


لكن ماكنش في وقت لاجترار الذكريات و انا باقاتل عيني علشان اعرف انا ماشي ازاي ...
استقبلنا واحد معاه قزازة بيبسي و نصيحة مجربة ف تونس بغسل العينين علشاان يضيع تأثير القنابل المسيلة للدموع ...
ماكنش في وقت عشان افكر او اقول الكلام دا صح و لا لا غير بالتجربة الفورية ...
و فعلا ثانية واحدة و قدرت افتح عيني تاني ...


مش ممكن
و لا كأن في حاجة اترمت ...
الله عليكم يا رجالة تونس


اشتريت اتنين كانز طبعا بسعر مبالغ فه شوية بس الراجل البياع حب يستغل الفرصة و يوزد جنيه علي كل حاجة فيها صودا بيبعها ....
من اولها كده ؟


مش مهم ... المهم اكمل طريقي ...


فعلا حبيت اخرج علي بره و انا تقلايبا مش عارف ان كنت ماشي صح و لا غلط ...
واحدة عمالة تهتف و تحسبن و ماحدش بيرد عليها ...
لكن اول ما راجل هتف الناس رددت وراه ...
تفرقة عنصرية مش كده ؟؟ مش مهم


وصلت لشارع فاضي تماما لدرجة شكيت ان دا هو شارع صلاح سالم ... سألت الناس فواحد رد عليا أيوة ... قبل ما يجري علشان الضرب اشتغل تاني ....
كاوتشات بتولع علشان تشيل الدخان الابيض و ترفعه لفوق
و ف نفس الوقت تخوف بتوع الامن المركزي و ماتخليش حد يقرب منهم ...
دخلت ف منطقة شعبية مش عارف اسمها ايه ....
ست بتعيط و هي عمالة تنده علي ابنها و تترجاه ما يروحش ناحية الناس دي ...
و الاحساس جواها ان الحرب قامت خلاص ....
لا ياستي الحرب ماقامتش
بس عشان انتو طيبين و مافيش حد بيسأل فيكم مش ح يرحموكم الكام ساعة دول


ما هو لو كان في حد مشهور و معاه كاميرتين يتصور بيهم كانوا اتكسفوا و ماحدش اتعامل مع الناس دي بالشكل المهين دا .
الناس ماهتفتش و لا حد اتجمعت ... يبقي الضرب لازمته ايه بقي ...


وصلت لامتداد شارع جامع عمرو و لاحظت ان صوت اطلاق القنابل ابتدي يصاحبه صوت طلقات متتالية ...
معقول دا رصاص ؟
و هنا ف المنطقة دي ؟


خش استخبي هنا لحد الضرب ما يهدي ...


دا واحد بيشاور ليا علشان أخش عنده البيت لحد م الضرب ما يهدي ...
فعلا دخلت و اتنا ماعرفوش ولا هو يعرفني ...
بس احساسي ان المصري اللي بجد بيبان وقت الشدة هو اللي خلاني اشكره و اخرج تاني بسرعة ...


فكرت اروح جامع عمرو اشوف الدنيا عاملة ايه ...
بس لقيت ان الطريق للتحرير اهم ...
خصوصا اني ف المنطقة دي مش ح تعرف تتصرف علشان حواليك ناس
بس واضح ان الامور دي مابقتش تفرق مع الامن المركزي .


مشيت تجاه سور مجري العيون واتجهت للكورنيش و طبعا اول ما وصلت فوق الكوبري اللي بيمر من تحته المترو شميت الريحة بتاعة القنابل اللي واضح ان الهوا بيشيلها من مكان لمكان .
يعني لو انت بعيد عن موقع و مكان ضربها ماتقلقش ...
ح تجيبلك لحد عندك ...
الكورنيش و اتجاه القصر العيني و اول ماوصلت هناك لقيت اتنين جايين .
ايه الاخبار
الضرب شغال علي ودنه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يشرفني قراءة تعليقك ايا كان... فردودك اثبات وجودك