الخميس، 26 نوفمبر 2015

حلم




اشرقت شمس الحقيقة ليدرك اخيرا ان سنوات عمره تنساب من حوله كالماء ولولا احساسه ببعض الجفاف في حياته ما فعل.
يتأمل حلمه القديم بالطيران واصراره علي تحقيقه باذلا من الجهد ما جعله ينجز كثيرا في وقت قصير وعندما حانت لحظة الطيران تأهب للانطلاق بكل سرعته وقوته...
لكن سقوطه كان اقوي واعنف.
اكتشف انه مقيد بأحبال عديدة تمنعه من الحركة....بالكاد يدور حول نفسه يتأمل رفاقه وهم يحلقون ....
اعترض...لقد كان يسبقهم...لكنهم الان قد سبقوه....وتفوقوا عليه...صرخ كثيرا كأسد يئن...ترك نفسه للغضب. يستنزف قوته...تاركا ثمة ألفة تنمو بينه وبين قيوده..وتشتد شجيرتها ....يتوقف عن الاعتراض....عن الغضب
ويوما بعد يوم تنفتل خيوط الحبال..وكأن الزمن كعادته يأبي التتخلي عن لعب دوره كطبيب لكل الجراح...يتأمل قيده الاخير الباقي منتتظرا حكم الزمن....متأملا باقي القيود الملقاة امام قدمه كأنها تحاول منعه من جديد....يقبل جبين ذكرياته ساخرا منن لقب ذكري حين نسمي به ماض مازلنا نعيشه ونحيا به مهما مرت الاعوام...
يخلع قيده الاخير من رقبته...يشعر بان قلبه قد تحمل من العبء الكثير وحان وقت الراحة...لكن احساسه القديم بالرغبة في الانطلاق لم يمت بعد..يعاوده بقوة وعنف...يفرد جناحيه متأهبا...لكن هذه المرة يتوقف...
ما بال اضلاعه تئن...ما بال دمه يتكاسل ولا يندفع نشيطا كعادته...
يتحسس وجهه..ما كل هذه التجاعيد...
هل كبرت...هل عجزت...
يحاول مرة اخري...واخري...ثم يستسلم سريعا...قلبه لم يعد مثلما كان...
يتأمل قيوده الملقاة...ينظر لرفاقه وقد بدأوا يغيبون عن نظره تماما...قبل ان يتنهد في حزن...وويعيد ارتداء قيوده مرة اخري...وشبح ابتسامة رضا يحاول الارتسام علي وجهه.
محمود فاروق
١٦ اكتوبر ٢٠١٥

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يشرفني قراءة تعليقك ايا كان... فردودك اثبات وجودك